مسائل متفرقة في الصلاة
بعض المسائل التي قد تواجهنا في الصلاة، سواء كانت الصلوات المكتوبة أو النفل، مثل: ما هو حكم من يتكلم في الصلاة دون قصد أو نسيان؟ هل تبطل صلاته؟ وما هو حكم الإشارة أثناء الصلاة؟ هل تبطلها؟ وهل يشترط الطهارة لسجود التلاوة؟ وهل يستحب فيه التكبير؟ وما هو حكم الذكر بصوت مسموع بعد الصلاة؟ وما هو حكم الذكر الجماعي بوتيرة واحدة؟ وما هو حكم صلاة الكسوف في وقت النهي؟ وكذلك تحية المسجد؟ يجيب فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله على هذه المسائل مع ذكر الأدلة من الكتاب والسنة.
ما هو حكم الشخص الذي يتحدث في الصلاة ناسيًا؟ هل تبطل الصلاة؟ وما هو حكم الإشارة في الصلاة؟
إذا تكلم المسلم في الصلاة ناسيًا أو جاهلًا لم تبطل صلاته بذلك فرضًا كانت أم نفلًا لقول الله سبحانه وتعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286]، وثبت في الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى قال: «لقد فَعَلْت» وفي صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أنه شمت عاطسًا في الصلاة جهلًا بالحكم الشرعي فأنكر عليه من حوله ذلك بالإشارة، فسأل النبي عن ذلك ولم يأمره بالإعادة، والناسي مثل الجاهل وأولى؛ لأن النبي صل الله عليه وسلم تكلم في الصلاة ناسيًا فلم يعدها عليه الصلاة والسلام بل كملها كما في الأحاديث الصحيحة من حديث ابن مسعود، وعمران بن حصين، و أبي هريرة رضي الله عنه، أما الإشارة في الصلاة فلا حرج فيها إذا دعت الحاجة إليها.
هل يشترط الطهارة لسجود التلاوة؟ وهل يشرع فيه التكبير
لا يشترط لها الطهارة في أقوال العلماء الصحيحة، ولا يجب التسليم أو التكبير عند الرفع منها، ويجوز التكبير عند السجود؛ لأن ذلك مستند إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أما إذا كانت سجود التلاوة في الصلاة، فإنه يجب فيها التكبير عند الخفض والرفع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في الصلاة في كل خفض ورفع، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي.
يشرع في سجود التلاوة من الذكر والدعاء مثلما يشرع في سجود الصلاة؛ وذلك نظرًا لعمومية الأحاديث المتعلقة بهذا الأمر، ومنها: “اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين.
ما هو حكم الذكر بصوت عالٍ بعد الصلاة؟ وما هو حكم الذكر الجماعي بالتناغم؟
السنة الجهر بالذكر عقب الصلوات الخمس وعقب صلاة الجمعة بعد التسليم، لما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من الصلاة المكتوبة كان على عهد النبي صل الله عليه وسلم»، قال ابن عباس: «كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته».
لا أصل لحكم ذكر الله جماعةً بحيث يتابع كل شخص تلاوة الآخر من البداية إلى النهاية ويقلده في ذلك، إنما هذا بدعة. والمشروع هو ذكر الله جميعًا دون قصد تلاقي الأصوات في البداية والنهاية.
ما هو حكم صلاة الكسوف وتحية المسجد في وقت النهي؟
في المسألتين خلاف بين أهل العلم، والصواب جواب ذلك بل مشروعيته، لأن صلاة الكسوف وتحية المسجد من ذوات الأسباب والصواب: شرعيتها في وقت النهي بعد العصر وبعد الصبح، كبقية الأوقات لعموم قوله صل الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحدج ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم».
ولقوله صل الله عليه وسلم: ينبغي للشخص الذي يدخل المسجد أن يقوم بصلاة ركعتين قبل الجلوس، وهذا ينطبق أيضًا على ركعتي الطواف عندما يطوف المسلم بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر، وهذا يأتي استجابةً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: `يا بني عبد مناف، لا تمنعوا أحدًا من طواف هذا البيت وصلاة أي وقت شاء من الليل أوالنهار`.