مراحل معالجة مياه الصرف الصحي
مياه الصرف الصحي” هي مخلفات سائلة تنتج عن الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، سواء كانت منزلية أو مؤسسية أو تجارية أو صناعية. يتم جمع هذه المخلفات من خلال أنابيب وقنوات تصل إلى نقطة تجميع معينة لبدء عملية المعالجة، وتسمى هذه النقطة “معالجة المياه”. سنتعرف من خلال المقال على مراحل معالجة مياه الصرف الصحي بالتفصيل.
مراحل معالجة مياه الصرف الصحي
تشمل معالجة مياه الصرف الصحي العديد من المراحل الأساسية، ومن بينها:
المرحلة المعالجة الأولية
في هذه المرحلة، يتم التخلص من جميع المواد التي تجعل عملية المعالجة التالية صعبة، مثل أغصان الأشجار والزيوت والرمال والتربة والحصى. يتم ذلك عن طريق المصافي التي تقوم بالتخلص من المواد الكبيرة الحجم، بالإضافة إلى أحواض تجميع الرمل التي تساهم في ترسيب المواد غير العضوية مثل الرمل والحصى والتربة. يتم تمرير مياه الصرف عادة عبر أحواض ترسيب الرمل، ويتم التحكم في المواد المترسبة من خلال ضبط سرعة الترسيب، ثم يتم تخزينها في أحواض محددة وبعد ذلك يتم إرسالها إلى مكب النفايات. وتعتبر الأحواض صغيرة الحجم من أهم ميزاتها.
مرحلة الترسيب الإبتدائي
يتم خلال هذه المرحلة التخلص من جميع المواد ذات الكثافة العالية، والتي يمكن أن تكون في بعض الأحيان موادًا عضوية أو غير عضوية، ويؤدي ذلك إلى حدوث انخفاض حاد في تركيز ونسبة المواد العالقة، ويمكن أن تصل نسبة هذا الانخفاض إلى حوالي 55%.
مرحلة المعالجة الحيوية
يتم خلال هذه المرحلة تأكسد المواد العضوية الموجودة في مياه الصرف الصحي بواسطة بكتيريا هوائية، ويتم استخدام نظام معالجة يعتمد على النمو البيولوجي، والذي يستخدم لجميع الكائنات الحية المختلفة مثل النمو البيولوجي الهوائي، والذي يتم فيه تعليق البكتيريا في المياه العادمة أثناء عملية الخلط.
تعد الحمأة المنشطة من أهم طرق المعالجة البيولوجية، حيث يتم تنشيط الكائنات الحية فيها بإضافة كمية صغيرة من الحمأة التي تم تنشيطها سابقا، ثم يتم خلط المياه العادمة وتقليبها لتهويتها، وبذلك تقوم البكتيريا بأكسدة المواد العضوية، وتترتب على هذه العملية زيادة تركيز المواد المعلقة وتخثرها، لكي يتم التخلص منها فيما بعد عن طريق الترسيب الثانوي.
مرحلة الترسيب النهائية
في هذه المرحلة، يتم تخليص الرمال والصخور بالماء عن طريق عملية الترسيب، مما يزيد من نسبة الرواسب، ويؤدي أيضا إلى ظهور كميات من المواد على السطح، مما يسهل عملية استخراج المواد.
تأثير مياه الصرف الصحي على البيئة
تترتب على مياه الصرف الصحي بعض الآثار السلبية على البيئة، ومن أهم هذه الآثار ما يلي:
1- تنتج مياه الصرف الصحي كمية كبيرة من الميكروبات والأمراض المختلفة، مما يؤثر سلبا على صحة الإنسان ويزيد من فرص التعرض للعديد من الأمراض المختلفة. يعود ذلك إلى وجود البكتيريا في مياه الصرف الصحي التي تسبب العديد من الأمراض، مثل التهابات الأمعاء والكوليرا والتيفوئيد وأمراض الجهاز التنفسي المختلفة، بالإضافة إلى الأمراض القلبية والتهاب السحايا والشلل. كما يزيد من احتمالية الإصابة بالإسهال وأمراض الكبد وغيرها من الأمراض الأخرى العديدة.
2- تؤدي أيضا مياه الصرف الصحي لاستهلاك كمية كبيرة من الأكسجين المذاب في الماء عن طريق الكائنات الدقيقة المختلفة، مما يؤدي إلى موت الكائنات الحية وتعرض المياه للتلوث المستمر وانبعاث روائح كريهة بكميات كبيرة.
يتعرض الترب للتلوث الشديد عندما تتسرب مياه الصرف الصحي إلى الأراضي الزراعية.
أهم أنواع مياه الصرف الصحي
هناك الكثير من أنواع مياه الصرف الصحي، وتختلف هذه الأنواع حسب طبيعة مصدرها
مياه الصرف الصحي المنزلية
تشمل هذه المياه مياه الصرف الصحي التي تأتي من المنازل والأماكن التجارية مثل الأسواق والمطاعم والبنوك والمؤسسات مثل المدارس والمستشفيات. يلاحظ أن نسبة المياه العادمة الناتجة عن المنازل تختلف حسب ساعات اليوم وفصول السنة. ومن أبرز ما يميز هذه المياه هو احتواؤها على رائحة تشبه رائحة الكيروسي.
مياه الصرف الصحي القديمة
تتميز هذه المياه بأن رائحتها تكون كريهة مثل رائحة البيض الفاسد، ويكون لونها أسودا، في حين أن مياه الصرف الصحي الجديدة تشبه رائحتها رائحة كبريتيد الهيدروجين ويكون لونها رماديا.
مياه الصرف الصحي الصناعية
تعتبر هذه المياه العادمة التي تأتي من مصانع مختلفة.