مراحل تكوين الجنين في القرآن الكريم والسنة النبوية
ولقد خلقنا الإنسان من نسل من طين، ثم جعلناه نطفة في مكان مستقر، ثم خلقنا النطفة علقة، ثم خلقنا العلقة مضغة، ثم خلقنا المضغة عظاما، ثم كسونا العظام لحما، ثم أنشأناه خلقا آخر. فتبارك الله أحسن الخالقين. ثم إنكم بعد ذلك لميتون، وإنكم يوم القيامة ستبعثون. هذه الآيات مأخوذة من سورة المؤمنون من الآية 12 إلى الآية 16
تفسير الآيات:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}: يقول الله تعالى مخبرًا عن ابتداء خلق الإنسان من سلالة من طين وهو آدم عليه السلام خلقه الله من صلصال من حمأ مسنون، وقال مجاهد من سلالة أي من مني آدم، وقال قتادة استُلّ آدم من طين وهو أقرب للسياق كما قال الله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)} [سورة الروم: 20]، عن أبي موسى عن النبي صل الله عليه وسلم قال: «إن الله خلق آدم من قضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك والخبيث والطيب وبين ذلك»
تفسير {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ}
: الضمير يرتبط بجنس الإنسان، وهذا القرار الحكيم يعني أن الرحم مصمم لهذا الغرض ومناسب له. “ثم خلقنا النطفة علقة”، أي جعلنا النطفة تصبح علقة، وهي الماء الذي يخرج من صلب الرجل (ظهره) وترائب المرأة (عظام صدرها من الترقوة إلى الثندوة)، وأصبحت علقة حمراء على شكل مستطيل. عكرمة يقول إنها دم. “ثم خلقنا العلقة مضغة”، وهي قطعة من اللحم بدون شكل أو تخطيط. “ثم خلقنا المضغة عظاما”، وهذا يعني أنه صنع عظم الرأس واليدين والرجلين وعصبها وعروقها. وفقا لابن عباس، فإنها تشير إلى عظم الصلب. وقال أبو هريرة: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “يتلفى الإنسان كل جسده، ولكن العجب من الذنب، فمنه يبنى ويستخر
{فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا}: ثم جعلنا عليه ما يغطيه ويحميه ويمنحه القوة، ثم نفخنا فيه الروح وصار خلقا آخر، وهو يمتلك السمع والبصر والإدراك والحركة والاضطراب. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “عندما تتم النطفة أربعة أشهر، يرسل الملك لنفخ الروح فيها في ظلمة الثلاث، وهذا هو ما يقصد به “ثم نشأناه خلقا آخر”. “فتبارك الله أحسن الخالقين”، وذلك لأنه يذكر قدرة الله ولطفه في خلق هذه النطفة من حالة إلى حالة وشكل إلى شكل حتى تكون كاملة الخلق كإنسان سوي.
مراحل خلق الجنين في السنة النبوية
عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: `إن أحدكم يتكون جسده في بطن أمه خلال أربعين يوما، ثم يصير علقة مشابهة لذلك، ثم يكون مضغة مشابهة لذلك. ثم يرسل الملك إليه فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: رزقه، وأجله، وعمله، وهل هو شقي أم سعيد. فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بأعمال أهل الجنة حتى يكون بينه وبينها مسافة ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بأعمال أهل النار فيدخلها. وإن الرجل ليعمل بأعمال أهل النار حتى يكون بينه وبينها مسافة ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بأعمال أهل الجنة فيدخلها.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن الله يأمر ملكا في الرحم، فيقول: يا رب، نطفة، يا رب، علقة، يا رب، مضغة، فإذا أراد الله أن يخلقها، يقول: يا رب، ذكر أم أنثى؟ شقي أم سعيد؟ فما هو رزقها وأجلها؟ ثم يكتب ذلك في رحم أمها»