مراحل تطور الكتابة عبر العصور
اللغة هي أول ما تم اكتشافه من قبل البشر على الرغم من أنها جاءت في مرحلة متأخرة من وجودهم على كوكب الأرض، حيث بدأت اللغة كنوع من التواصل بين البشر منذ حوالي 200 إلى 300 ألف سنة تقريباً، ومن بعدها بدأ الإنسان في ترجمة هذه اللغات إلى كتابات ورسومات، ظهرت الكتابة بعد ظهور الرسومات التي كان يرسمها الإنسان على الكهوف.
تاريخ الكتابة
ظهور الكتابة بين الناس في الحضارات والعصور القديمة يعتبر من أكثر الفواصل التاريخية المهمة في حياة البشر، حيث تُعد الكتابة من أشرق الصفحات التي أضاءت ما قبلها من ظلام الإنسان البدائي في العصور الحجرية القديمة.
كان الإنسان الحجري يقوم بتدوين الأحداث التي تحدث معه من خلال بعض الرسومات التي يرسمها على جدران الكهوف، وظل العلماء بعدها يعملون جاهدين على تفسير وفهم هذه الرسومات والصور والرموز التي كان يرسمها إنسان العصر الحجري على جدران الكهوف.
بعد أن اتجهت البشرية نحو تكوين الدول والحضارات بشكل جديد، ظهرت العديد من الأحداث الكبرى التي كان من الضروري توثيقها بشكل أفضل ليتم حفظ تلك الحضارات ونقلها بين الأجيال ومنع نسيانها. وفي تلك الفترة بدأ الإنسان في ابتكار طريقة أخرى غير الرسومات البدائية التي تصعب حفظ ذاكرة الحضارات التاريخية، وبدأوا في استخدام الكتابة في العديد من الحضارات المختلفة، حيث بدأوا في تدوين تاريخهم على الصخور والألواح وجدران المعابد، وظهرت العديد من أنظمة الكتابة المختلفة في العديد من الحضارات المتنوعة حول العالم.
نشأت الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة والكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين، حيث استخدموا بعض الرموز والرسوم البسيطة لتمثيل الأحرف وتشكيل الجمل والكلمات، ومن هنا بدأ تاريخ الكتابة والتوثيق والحفظ للأحداث والأشياء عن طريق الكتابة، وظلت الكتابة تتطور حتى ظهرت الأبجدية وأصبحت الكتابة أكثر تطورا وسهولة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
مراحل تطور الكتابة عبر العصور
تطورت الكتابة مثلها مثل باقي الأشياء التي تطورت مع الزمن، حيث تم التعرف على أول الكتابات التي كتبت في بلاد ما بين النهرين حين بدأوا في تسجيل الكتابة عن طريق رموز يكتبونها على ألواح طينية متعدد الأشكال، وكانت هذه الكتابة تدعي الكتابة المسمارية والتي كانت أول أنواع الكتابات التي يخترعها الإنسان وأول من أوجدوها هو السامريون.
المرحلة التصويرية
تعود بداية الكتابة التصويرية إلى مصر وبلاد ما بين النهرين، وترجع إلى 3000 سنة قبل الميلاد، حيث أصبحت تعمل على تمثيل للأشياء وتصوير الرموز، وكانت الكتابة التصويرية هي مرحلة تطور الكتابة من الرموز إلى بعض الصور التي تعبر عن الحروف والكلمات، مثلما هو موجود في الكتابة الهيروغليفية.
المرحلة الأيديوغرافية
تطورت الكتابة من الكتابة التصويرية إلى الكتابة الأيديوغرافية، سعت هذه المرحلة لكتابة الأشياء بشكل أكثر تقليدية، وقد تم استخدام بعض الرموز في النظام الأيديوغرافي، وظهرت هذه المرحلة في الشرق الأدنى عندما اخترع المصريين والسومريين والبابليين والآشوريين والحوثيين بعض الرموز.
مرحلة الرسوم المعنوية
تتكون هذه المرحلة من رموز وحروف تحمل معاني، وتعبر بشكل واضح عن الكتابة في المراحل السابقة، ولكنها لم تعبر بعد عن الأصوات الفردية، على الرغم من أنها تشكل تطورًا أكبر من المراحل السابقة.
مرحلة الأبجدية
بدأت مرحلة الأبجدية تقريبا في سنة 1500 قبل الميلاد، وتعتبر هذه المرحلة الثالثة الرئيسية في تطور الكتابة. ظهرت في الشرق الأدنى، وتحديدا في المنطقة التي تشمل لبنان حاليا. أطلق عليها اسم الأبجدية الأولية، وتم إنشاؤها عن طريق التعرف على حقيقة أصوات أي لغة وتكوينها من مقاطع صوتية صغيرة أو حروف، وتتألف من 22 حرفا، حيث يمثل كل حرف صوتا واحدا، ويتم تجميع هذه الحروف لتكوين الكلمات.