مراتب تحقيق التوحيد
يتم اعتبار التوحيد شرطا من شروط الدخول إلى الإسلام والإيمان بالله تعالى، حيث يأتي التوحيد في المرتبة الأولى لدى الشخص المسلم، إذ يعترف بوحدانية الله تعالى أولا ثم يتبعها بباقي أركان الإسلام. والمقصود بالتوحيد اللفظي هو الاعتراف بأن الله تعالى هو الإله الواحد الأحد الذي يجب علينا عبادته بصورة صحيحة، وبالنسبة للمعنى المعنوي فهو التمسك بتعاليم الإيمان والإسلام التي أمر بها الله تعالى في القرآن الكريم.
في مفهوم التوحيد، يتم التركيز على عدم وجود شريك لله في العبادة، إذ يعتبر الله هو الإله الوحيد الخالق في هذا الكون. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التوحيد يعني الاعتراف بوجود دين واحد وهو الحق، وهو الدين الإسلامي. على الرغم من وجود العديد من الأديان السماوية والكتب السماوية الثلاثة، وهي اليهودية وتوراتها والمسيحية والإنجيل والإسلام والقرآن الكريم، فإن الإسلام يلغي جميع تلك الأديان ويعتبر الدين الكامل الذي يجب اعتناقه، وتتواجد عقيدته في كتابه وشريعته وسنة نبيه الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).
ما المقصود بالتوحيد التام
تتضمن النقاط الثلاثة الهامة التي يجب تحقيقها في المؤمن ليصل إلى مرحلة التوحيد التام:
توحيد الذات
النقطة الأولى تتعلق بـ “توحيد الذات” والمقصود هنا هو الاعتراف الكامل من داخل الإنسان بأن الله سبحانه وتعالى هو الواحد القهار الذي لا يشاركه أي كيان أو آله أخر في ملكه، بالإضافة إلى الاعتراف بأنه الخالق، وتسمى هذه الاعترافات “توحيد تام.
توحيد الصفات
التوحيد في الصفات الآلهية” يعني التأكيد على أن الصفات الإلهية الموجودة في الله تعالى تختلف تماما عن الصفات الإنسانية المحدودة، والاعتراف بأن هذه الصفات لا حدود لها، مثل قدرة الخالق والمخلوق أو صبره والمخلوق، أو رحمته، ولا يمكن مقارنتها بالإمكانيات البشرية الضعيفة.
التوحيد في العبادة
النقطة الثالثة هي `التوحيد في العبادة`، والمقصود بها عدم عبادة أي شيء آخر مع الله سبحانه وتعالى. يجب الاعتراف بأن الله هو الإله الوحيد الذي لا يوجد سواه، ولا يجوز تقديس أي كيان آخر أو الدعاء إليه. يعتبر ذلك محظورا ولا يجوز اللجوء إلى غير الله.
ما هي مراتب تحقيق التوحيد
تنقسم مراتب تحقيق التوحيد إلى مستويين، وتتضمن كل مستوى عدة أمور ونقاط هامة يجب عدم إغفالها أو إهمالها، وتتمثل هذه المراتب في ما يلي:
تحقيق الواجب
المرتبة الأولى هي “تحقيق الواجب” وتسمى بمرتبة أصحاب اليمين، وهي تدل على علو منزلتها وأهميتها. وللوصول إلى تلك المرتبة، يجب توفر عدة شروط، وهي: الإخلاص في عبادة الله سبحانه وتعالى، وترك المعاصي والشرك بشكل نهائي، والالتزام بأداء كل الواجبات التي فرضها الله على عباده، وعدم اتباع البدع والتنازل عنها بشكل مطلق، كما يجب الابتعاد عن جميع أشكال المعاصي التي تبعد الإنسان عن الهداية ورحمة الله.
تحقيق المستحب
المرتبة الثانية هي تحقيق ما يستحب، وتعرف هذه المرتبة بمرتبة المقربين من الله عز وجل. وهناك عدة شروط لتحقيق هذه المرتبة، منها: القيام بأعمال المستحبات إلى الله عز وجل بجانب الطاعات والفروض الأساسية، مثل زيادة الصداقات وفعل الخير وحب الناس ومساعدة الآخرين وغير ذلك من الأفعال التي تقرب العبد من ربه، والابتعاد عن المكروهات التي لا يحبها الله عز وجل وتناقض مع الإسلام. وغالبا ما تكون تلك المكروهات من الأشياء المشبوهة التي لم يحدد الإسلام موقفه منها، ولكنها تميل إلى البدعة. وفي مجتمعنا الإسلامي، تكثر تلك المكروهات بشكل كبير.