مدة الرضاعة الطبيعية في الاسلام
الرضاعة الطبيعية من الأم لطفلها هي أفضل وسيلة وأهمها لتغذية الرضيع حديث الولادة، حيث يحصل من خلالها على جميع العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات الضرورية لنموه الصحيح. يتميز حليب الأم بأنه معقم وخال من الجراثيم، ويتمتع بدرجة حرارة مناسبة للطفل.
تعزز الرضاعة الطبيعية العاطفة والمودة بين الأم والطفل، وتقوي شعور الأمومة، وتمنح الطفل الشعور بالدفء والرعاية والأمان أثناء وجوده بين أحضان أمه، وكان الإسلام الدين الأول الذي شجع على الرضاعة الطبيعية منذ القدم، وتشير الآيات القرآنية إلى أهمية الرضاعة الطبيعية وضرورتها ومدتها في الإسلام.
وينصح الأطباء أن تكون الرضاعة الطبيعية مباشرة بعد ميلاد الطفل، فيفضل إعطاء الطفل للأم حتى تعطي له ثديها وتتم الرضعة الأولى، ذلك لأن الثدي يبدأ في إفراز الحليب ويسمى هذا الحليب حليب اللباء، ويتميز هذا الحليب باحتوائه على العديد من العناصر الغذائية التي لا يضاهيها أي شيء آخر، ويعتبر أساسياً لبناء مناعة الطفل وحمايته من الكثير من الأمراض، وتتراوح المدة ما بين ثلاث إلى خمس دقائق، ولابد من نقل الطفل إلى الثدي الآخر لتحفيز الثدي الآخر أيضا على إفراز الحليب.
يقول الله تعالى { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ۖ لمن أراد أن يتم الرضاعة ۚ وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ۚ لا تكلف نفسك إلا وسعها… كاملين ۖ لمن أراد أن يتم الرضاعة ۚ وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف } سورة البقرة الآية 233
مدة الرضاعة الطبيعية في الاسلام
يوصي الدين الإسلامي الحنيف بأن تكون مدة الرضاعة الطبيعية سنتين للعديد من الأسباب الصحية والنفسية للأم والطفل الرضيع. هناك العديد من الدراسات التي أجريتها منظمة الصحة العالمية والتي أوصت أيضا بأن تكون مدة الرضاعة الطبيعية سنتين، وذلك لأن جسم الطفل لا يحتاج لأي مادة غذائية بجانب حليب الأم طوال الستة أشهر الأولى من عمره. وبعد ذلك، يمكن تدريجيا إدخال الطعام إلى جانب الرضاعة الطبيعية.
ومع ذلك، بسبب اختلاف الثقافات وطبيعة الحياة، يمكن أن تختلف مدة الرضاعة الطبيعية وتبدأ من ستة أشهر وتصل إلى سنة كاملة، حيث يكون للأمهات العاملات أقل التزاما بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة بسبب طبيعة عملهن وقوانين العمل، وبالتالي يلجأن الأمهات العاملات إلى استخدام الحليب الصناعي لتغذية الطفل. ومع ذلك، لا يستطيع الحليب الصناعي أن يلبي احتياجات الطفل الكاملة من المعادن والعناصر الغذائية، مما يجعل جهاز المناعة ضعيفا ويزيد من عرضة الطفل للإصابة بالأمراض.
قد يضطر بعض الأمهات لوقف الرضاعة الطبيعية لأسباب صحية لديهن أو بسبب قلة إنتاج الحليب. في هذه الحالة، يجب عليهن استخدام الحليب الصناعي لتغذية الطفل ومراقبته بعناية للحفاظ على صحته.
فوائد استمرار الرضاعة الطبيعية لمدة عامين
هناك العديد من الفوائد التي يحصل عليها الأم والطفل عند الرضاعة الطبيعية لمدة عامين كاملين، وتشمل ذلك:
يساعد زيادة مدة الرضاعة على تقوية جهاز المناعة لدى الطفل الصغير، حيث يصبح الطفل أقل عرضة للأمراض مع زيادة صحة جهاز المناعة.
تمنح الرضاعة الطبيعية الطفل صحة نفسية وبدنية وعقلية.
يحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة التي تساعد الطفل على محاربة الفيروسات والبكتيريا، مما يقلل من خطر إصابته بالربو والحساسية.
الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
تزيد الرضاعة الطبيعية من ارتفاع درجات الذكاء في مرحلة الطفولة اللاحقة للرضاعة، وقد أثبتت العديد من الدراسات هذا الأمر، حيث أشارت إلى أن القرب الجسدي من الأم ولمس الجلد والاتصال بالعين يساعد الطفل على الشعور بالأمان والتركيز وزيادة الذكاء.
وأشارت الدراسات إلى أنه هناك علاقة عكسية بين عدد مرات ومدة الرضاعة الطبيعية وبين الإصابة بالعديد من الأمراض وخاصة مرض السكري لدى الطفل، حيث أنه كلما اقتربت مدة الرضاعة من عامين كلما انخفض تركيز الأجسام الضارة في خلايا بيتا البنكرياسية والتي تفرز الأنسولين، والعكس صحيح فأن تركيز هذه الأجسام يزداد في الخلايا عند البدء بالرضاعة الصناعية وإطعام الطفل في مراحل مبكرة بعد الولادة.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
– الرضاعة الطبيعية تساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة، وهذا ما يجعل الأم تفقد وزن الحمل الزائد بطريقة سريعة، حيث تطلق الرضاعة هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي قبل الحمل.
تقلل الرضاعة الطبيعية من نزيف الرحم بعد الولادة.
تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض لدى المرأة.
تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.
مدة الرضاعة الطبيعية
تختلف مدة الرضاعة الطبيعية والوقت المخصص لكل رضعة من طفل إلى الآخر، فتتراوح من خمس إلى عشرة دقائق، وقد تمتد في بعض الأحيان إلى ربع ساعة، ولكن هناك عدد من الأطفال ينتهون من الرضاعة بإزالة فمهم من حلمة الثدي، وفي أوقات أخرى تشعر الأم بتوقف الطفل عن الرضاعة ولكن يظل الطفل مقترب من ثدي أمه ليشعر بالدفء والأمان.
تختلف الأطفال عن بعضهم البعض في حاجتهم للرضاعة من الأم، فالبعض يحتاج إلى رضعة كل أربع ساعات، والبعض الآخر يحتاج إليها كل نصف ساعة، ويرجع ذلك إلى مدى حصول الطفل على التغذية الكافية لإشباعه في كل مرة. ولمعرفة ما إذا كان الطفل قد حصل على الرضاعة الكافية، يجب على الأم مراقبة خروج فضلات الطفل، فعندما يشبع الطفل من الحليب، يخرج فضلات البول حوالي ست مرات في اليوم وفضلات البراز مرة واحدة كل أربعة وعشرين ساعة.