مخاطر الانسجام المفرط مع الموسيقى “head banging”
ظهر مؤخرا مصطلح `Head banging` الذي يشير إلى الانسجام المفرط مع الموسيقى، وهذه الظاهرة غالبا ما تحدث مع موسيقى الروك والبانك والميتال، حيث يكون الانسجام مع هذه الإيقاعات أعلى من غيرها، وأشار العديد من العلماء إلى أن هذه الحركات تسبب ضررا للمخ والأعصاب.
تعريف “Head banging”:
بالنظر لتعريف مصطلح “Head banging” نجد أنه عبارة عن حركات إيقاعية عنيفة و سريعة ، تتمثل في تحريك الرأس مع الموسيقى بشكل سريع و كبير للخلف و الأمام و اليمين و الشمال ، و تنتشر تلك الحركات مع موسيقى الروك “Rock” ، البانك “Punk” ، و الميتال “Metal” ، مما يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة للغاية.
أول حالات مرضية نتيجة “Head banging”:
ظهرت أولى الحالات المتأثرة “Head banging” عام 2013م ، عندما توجه رجل يبلغ من العمر خمسين عام إلى قسم جراحة الأعصاب في جامعة هانوفر “Hannover” الطبية في ألمانيا ليعرف ما أصابه و يستفسر عن حالته الصحية ، و ذلك بعدما كان يعاني من صداع مزمن في كامل رأسه و استمر هذا الصداع لمدة أسبوعين ، و ذلك على غير عادته و بالنظر لسجلاته الطبية فإن هذا الرجل لم يعاني من أي أمراض مسبقًا.
على الرغم من عدم تعرضه لأي صدمات في رأسه سابقا وعدم تناوله أي مخدرات، ورغم أن الفحوص العصبية والتحاليل المخبرية كانت طبيعية إلى حد كبير، إلا أن الأشعة المقطعية التي أجريت على جمجمته كشفت عن وجود ورم دموي مزمن تحت الأم الجافية على الجانب الأيمن من دماغه.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تم فيها تأكيد أن “Head banging” يمكن أن يتسبب في تكون ورم دموي مزمن تحت الأم الجافية، وهو تجمع للدم بين الأم الجافية وسطح المخ، ومن هنا بدأ الاهتمام بالأضرار السلبية التي يسببها “Head banging”؛ وتم اكتشاف ثلاث حالات ورمية تحت الأم الجافية الثانوية لـ “Head banging”، وكانت تلك الحالات حادة أو شديدة.
نشرت مجلة “ذي لانسيت” حالة مرضية لأحد معجبي فرقة “موتورهيد”، الذي تأثر سلبًا بحركات الرأس القوية (Head banging)، وعانى من نزيف دماغي مزمن بسبب هذه الحركات الخطيرة.
تأثير “Head banging” على الإنسان:
نظرًا لتعدد حالات الإصابة أورام المخ الناتج عن ممارسة “Head banging” فقد قام العديد من الباحثين بدراسة مدى تأثير هذه العادة على الأشخاص ، و قد اتضح أن تأثيرها يبدأ بإصابات متعددة مثل تسلخ الشريان السباتي و الذي يؤدي إلى تمزق أحد شرايين الرقبة ، و ذلك نتيجة لشد الرقبة بصورة مفاجئة و بحدة ، لم يكن هذا تأثيرها فحسب بل إنها تُسبب كسر في الناتئ السني للفقرة الرقبية الثانية ، و على الرغم من تعدد حالات الإصابة بأورام في المخ نتيجة ممارسة “Head banging” ؛ إلا أن تلك الحالات لم يتم توثيقها بعد.
وأشار الأطباء إلى أن أعراض هذا النوع من إصابات الدماغ تكون غالبا صامتة ولا تظهر لها أي أعراض سوى الصداع المزمن الذي يزول بالراحة فقط. وأشار الباحثون إلى أن ممارسة “Head banging” تؤدي إلى تمزق في الأوردة الجمجمية وبالتالي تسبب نزيفا تحت الأم الجافية، وفيما يتعلق بعلاج تلك الحالات المرضية، توصل الأطباء إلى حل هذه المشكلة بواسطة ثقب الجمجمة لإزالة الخثرات الدموية التي تتشكل.