ادب

مجال السرد القصصي الرقمي

تعريف مجال السرد الرقمي

تشير القصة الرقمية إلى مجموعة من الأحداث المتتابعة، سواء كانت خيالية أو حقيقية، يتم نقلها من قبل الراوي للقصة أو من خلال حوار بين شخصيات القصة. ويتم نقلها بشكل مباشر إلى المشاهدين من خلال مزج الصور والموسيقى والحركة وتجسيد الشخصيات والصوت. وبذلك، يتم تخيل الأحداث وتصورها من خلال براعة الكاتب، وتتجسد أمام القارئ.

لقد أثبت أسلوب السرد القصصي في التعليم فعاليته الكبيرة حيث أسهم في تطوير العملية التعليمية بأكملها وتحسين مستوى الطلاب، وأدى إلى تنمية المهارات العقلية لكل الأعمار، ويعتبر هذا الأسلوب مميزا حتى في الأعمال الفنية، فالتصوير الخيالي والتجسيد للأفكار يلعبان دورا مهما في تنمية الخيال العقلي للفرد.

أساليب السرد القصصي الرقمي

السرد القصصي الرقمي يختلف في أسلوبه وفقا لما يخدم الكاتب أو الراوي في تصوير وتجسيد قصته، وتنقسم أساليب السرد القصصي الرقمي

  • أسلوب الراوي

هذه هي الطريقة التي يستخدمها الراوي لسرد الأحداث، حتى لو كان الراوي نفسه حاضرا في القصة. فالراوي يروي المواقف وكأنه يحكي قصة، وليس كتابة تقرير عن الأحداث التي شهدها. يعتمد الراوي في هذه الطريقة على مجموعة من التقنيات اللغوية لتحويل الأسلوب من المباشر إلى الغير مباشر.

يمكن سرد القصة الرقمية باستخدام تقنيات مختلفة، بما في ذلك الرسوم المتحركة، حيث تعد واحدة من وسائل التعليم المتعددة، حيث يتم استخدام الصوت والصورة والحركة في نظام واحد متكامل. تعرف الأفلام الرسوم المتحركة على أنها “أفلام لا تعتمد على حركة الإنسان كما هو الحال في الأفلام الحية، بل تعتمد على حركة الخطوط المرسومة وكل ثانية من حركة الإنسان تستغرق 24 كادر أو صورة، وتتابع هذه الكادرات وتدور بنفس السرعة التي تم تصويرها بها، وكأنها حركة مستمرة أو متصلة، وتعني إعطاء الشيء الثابت أو الساكن حركة واقعية.

  • أسلوب الحوار بين الشخصيات

يتم في هذا النمط الحديث عن الشخصية التي تتحدث بنفسها أو يتحدث صوتها، ولكن لا يعني ذلك أن الشخصية تلعب دور الراوي، بل تظهر للحديث عن الأحداث بصيغة الأنا، حيث يقدم الراوي الشخصية ثم يتركها لتتحدث مباشرة عن الأحداث التي تمر بها، وغالبًا ما يكون الحديث باللهجة العامية.

أنماط القصص السردية الرقمية

تصنف القصة الرقمية وفقًا للأنماط المستخدمة في كتاباتها، وتنقسم أنماط القصة الرقمية إلى:

  • النمط المسموع للقصة الرقمية

يعتبر النمط السمعي للقصة الرقمية، هو أقدم أنواع القصة الرقمية، ويعتبر نموذجا جيدا جدا للتعلم والتواصل الفعال، على الرغم من التقدم التكنولوجي الحديث، ولكنه يبقى رائدا في هذا المجال لأنه يتناسب مع المجتمعات التعليمية، إذ أنه يساهم بشكل كبير في تكوين الخبرات التعليمية من خلال التوعية بالدراسة التعليمية، كما يساهم في تكوين الصورة الذهنية من الكلمات التي يتم سماعها وبذلك يستطيع المتلقي الربط بين الصور والصوت السماعي.

  • النمط المرئي للقصة الرقمية

يُعَدُّ هذا النمط أحد الأساليب الأساسية في التعليم، إذ يهدف إلى توفير الصور والرسوم الثابتة والمتحركة، والمؤثرات السمعية والبصرية، وغيرها من العناصر التي تساعد في جذب انتباه المتعلّمين، وتتيح فرصًا مختلفة ومتنوعة في تقديم المحتوى.

  • النمط المكتوب للقصة الرقمية

يعتبر هذا النمط أداة أساسية سواء في التعليم أو في الكتابة، حيث يرتبط مفهوم القصة بشكل أساسي بالنمط الكتابي، ويساهم النمط الكتابي في تطوير قدرات الأشخاص على التفكير وفهم المعنى النهائي والمطلوب من القصة.

عناصر القصة الرقمية

أعد لامبرت مجموعة من العناصر الخاصة بالقصة الرقمية لتسهيل معرفة الراوي أو الكاتب بما يجب توفره في القصة الرقمية، حتى تكون منظمة ومكتملة الأركان، ولجعل طريقة إلقاء قصة السرد الرقمية مناسبة للقراء وتوصيل الرسالة المطلوبة بشكل مميز

لا يمكن تقديم قصة رقمية من دون وجهة نظر، حيث يجب أن تحمل القصة الرقمية وجهة نظر مختلفة، ولا يمكن تقديمها بطريقة مجردة مثل سرد الواقع، ويجب أيضا مراعاة وجهات نظر المشاهدين في القصة، حتى لا يحدث تعارض في وجهات النظر ويشعر الجمهور بالاستياء تجاه المروج أو الكاتب.

  • سؤال درامي

يجب أن تدور القصة حول سؤال درامي مميز، ويجب أن يتم طرح هذا السؤال الدرامي بشكل مثير للاهتمام لدى المشاهدين من بداية القصة، ويجب أن يبقى هذا السؤال الدرامي محور اهتمام المشاهدين طوال متابعتهم القصة، حتى يتمكن الكاتب من إشباع رغبتهم من خلال الإجابة على هذا السؤال الدرامي.

  • محتوى عاطفي

يجب أن يتوفر المحتوى العاطفي في القصة الرقمية بشكل أساسي وضروري،حتى يشغل أكبر مساحة من اهتمام المشاهد، وذلك من خلال التأثيرات والموسيقى ونبرة الصوت الخاصة بالراوي.

  • الصوت

يلعب الصوت دور أساسي وفعال في القصة الرقمية، حيث يمثل العصب الرئيسي في القصة، ويجب أن يراعى أن الصوت ليس فقط مجرد تعليق على القصة ولكنه محرك أساسي لها، لذلك لابد من اختيار الصور المؤدي جيداً حتى يكون تأثيره إيجابي على المشاهد  ولا يحدث نفور وعدم رغبة في استكمال المشاهدة.

  • الموسيقى التصويرية

الموسيقى التصويرية هي تعبير صادق عن المشاعر التي يريد الكاتب توصيلها في القصة، ويمكن أن تنقل المشاهد من حالة إلى حالة أخرى من خلال الموسيقى التصويرية، حيث يمكنها إضفاء حالة من الترقب والانتظار على المشاهد، ولكن يجب الحذر عند استخدام الموسيقى التصويرية لتجنب الآثار العكسية.

  • السرعة

السرعة تعتبر واحدة من العناصر المهمة في السرد الرقمي، حيث يجب أن تكون القصة الرقمية متناسقة وتسير بوتيرة واضحة جدا. تعمل السرعة على نقل المشاهد من حالة إلى أخرى، ويمكن تعديل وتغيير الوتيرة من خلال سرد الأحداث. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك انسجام واتساق بين هذه العناصر كلها، حتى يشعر المشاهد بالرغبة في المتابعة ولا يشعر بالملل.

خصائص السرد في القصة الرقمية

هناك مجموعة من الخصائص المميزة للقصة الرقمية وتتمثل في:

  • التنوع في الاستخدام

يمكن استخدام العديد من الأساليب المتنوعة لسرد القصة الرقمية، بحيث تتناسب مع حاجات المشاهدين وتصلح للعديد من المجالات، خاصةً في مجال التعليم.

  • التطور

في القصة الرقمية، يتم الاعتماد دائمًا على مجموعة من التقنيات الخاصة بالعرض والتوضيح، وجميعها أساليب متنوعة ومتطورة تخدم العمل وتساعد على إيضاح الفكرة وتوصيلها للمشاهد أو المتعلم بشكل أفضل وفقًا للمجال المستخدم فيها.

  • ربط أجزاء الموضوع

يستند مفهوم السرد في القصة الرقمية على تجميع جميع عناصر الموضوع أو الحوار في قالب واحد، يتضمن سلسلة من الأحداث التي تجذب اهتمام المشاهد.

  • الوضوح

الخصائص الواضحة والخطوات المنظمة والموثوقة هي ما يميز السرد في القصةالرقمية، حيث يجب أن تتميز القصة السردية الرقمية بالوضوح والترتيب الجيد لأي حدث يدور حولها، لذلك يعتبر الوضوح أحد أهم العناصر في السرد الرقمي للقصص.

  • المشاركة مع المشاهد

يعتمد السرد الرقمي على تفاعل المشاهد مع العمل واستخدام خياله وعقله، سواء كان العمل دراميًا أو قصصيًا أو تعليميًا، وبالتالي يجب على المشاهد أن يستخدم عقله ويفكر ويجيب على التساؤلات أو يتوقع الإجابة في نهاية العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى