مجالات علوم الاقتصاد
إن علم الاقتصاد يحتوي بين جنباته العديد من العلوم والآليات والموضوعات والمجالات المختلفة التي تتعلق بمختلف أمور البيع والشراء والتصدير والمصارف والبنوك ومصطلحات التضخم والقروض وموازين المدفوعات والموازين التجارية…. إلخ، لكن كل هذا يمكن تصنيفه إلى مجالين رئيسيين وهما، مجال الاقتصاد الجزئي، ومجال الاقتصاد الكلي.
وفيما يلي توضيح بالتفصيل لكل مجال على حدة :
مجال الاقتصاد الجزئي
– الاقتصاد الجزئي هو ذلك المجال الذي يهتم بدراسة وتحليل مؤشرات الاقتصاد المتعلقة بقرارات الأفراد والشركات، وكذلك السلوك الاقتصادي لكافة العناصر الاقتصادية المتعلقة بالمؤسسات والكيانات التجارية وكيفية تفاعل كل ذلك مع منافسيهم وعملائهم تجاريا عبر أسواق محلي، وكل ذلك في ضوء ندرة أو وفرة الموارد، ومدى تطور اأنظمة الاقتصادية لدى الحكومات.
يولي مجال الاقتصاد الجزئي اهتمامًا كبيرًا لدراسة معايير العرض والطلب وتأثيرها على السوق المحلي والأسعار والخدمات ومدى توفرها وانتشارها وسبل الحصول عليها.
يهتم الاقتصاد الجزئي بدراسة أسعار العملات وحجم العمل في مكاتب الصرافة والبنوك المحلية وفروعها في مختلف المناطق، ومتابعة هذه الأمور.
يهتم الاقتصاد الجزئي بدراسة عملية الاحتكار وتداول السلع والعملات بين أفراد الجمهور.
يتضمن الدراسة والتحليل تحليل رواتب ودخول المواطنين ونمط شرائهم وصرف العملات في الأسواق وعاداتهم وتقاليدهم من حيث الشرائي والإسراف وإهدار المال في مجالات ترفيهية غير مهمة بالنسبة للأولويات.
يتمحور اهتمام مجال الاقتصاد الجزئي حول الصفقات التبادلية بين الشركات والمصانع، حيث يتم تبادل المنتجات والخدمات وتحديد حجم العمالة في كل منهما، ومن خلال نشاطهما يتم تحقيق رواج اقتصادي وتجاري ومعيشي بين جموع العمال والمواطنين.
مجال الاقتصاد الكلي
– هو عكس المجال الاقتصادي الجزئي، في حجم ونوع ما يتم دراسته والاهتمام به بشكل مباشر، إذ أن مجال الاقتصاد الكلي يهتم بالدراسة والتحليل الاقتصادي للمنظومة الاقتصادية عامة ككل، وذلك في محاولة من أجل توضيح تأثير العوامل الاقتصادية على اقتصاد البلدان والقارات والتجمعات الدولية المركزية والكونفدرالية، وعلى سبيل المثال كأن يتم حساب تأثير الدخل القومي والدخل المحلي ومعدلات التشغيل والتوظيف وتضخم الأسعار وهبوط قيمة العملات، وغير ذلك من قياس معدلات الاستهلاك الكلي ومعدلات الإنفاق الاستثماري ومكوناته وتأثير كل ذلك على الوضع الاقتصادي للفرد والمجتمع.
يهتم الاقتصاد الكلي بدراسة وتحليل الأثر الكلي للسياسة النقدية والسياسة المالية وسياسات البنوك المتبعة داخل الدولة.
يهتم مجال الاقتصاد الكلي منذ ستينيات القرن الماضي بمعايير أكثر جدية، مثل تحليل القطاعات على أساس جزئي، بالإضافة إلى الجهات الدولية الكبرى والمستقلة التي تمتلك الاستعداد والكفاءة لتمويل المشروعات القومية الضخمة.
يهتم الاقتصاد الجزئي بدراسة عوامل ومعايير استخدام معلومات السوق الدولية والشراكات الاستثمارية بين الدول.
– من أبرز اهتمامات الاقتصاد الكلي أنه يدرس العوامل والمستجدات ذات التأثيرات طويلة الأجل على الاقتصاد ودراسة مدى نمو الدخل القومي، ولا شك أن الدراسات التي تقوم على نظرة مستقبلية بعيدة المدى يكون لها القدرة على توقع أية معوقات أو ظروف طارئة قد تحدث مستقبلا، وبالتالي تكون الحلول جاهزة لأي احتمال انهيار اقتصادي في منظومة ما
بعد أن تعرفنا على الفرق بين مجال الاقتصاد الكلي ومجال الاقتصاد الجزئي، ندرك أن الآراء والتوجهات الحديثة في الاقتصاد تشير إلى أهمية أن يكون الاقتصاد الكلي مبنيا ومؤسسا تماما على معايير وتقارير وبيانات الاقتصاد الجزئي. فهما يكملان بعضهما البعض وليسا متناقضين أو متعارضين، ولكن يجب استغلال علوم وإمكانيات وعناصر كل منهما بشكل منفصل لدعم وتطوير والتأكد من صحة المجال الآخر. في النهاية، يسهم ذلك في تعزيز الاقتصاد بما أننا قمنا بدراسته بتفصيل.