متى تظهر الشفة الأرنبية في السونار

تتمثل الخطوة الأولى في علاج الأطفال الذين يعانون من مشكلة الشفة الأرنبية أو الشفة المشقوقة وشق سقف الحلق (الحنك المشقوق) في التشخيص الجيد والمبكر للحالة، وفي بعض الحالات يتم اكتشافها قبل الولادة عن طريق الفحص بالموجات الصوتية، وقد تظهر الشفة المشقوقة في السونار في الأسبوع السادس عشر من الحمل، لكن الغالبية تظهر في السونار في الأسبوع العشرون.

ومع ذلك يجب أن يتم ملاحظة أن معظم عمليات المسح بالسونار لا تكشف سوى الشفة المشقوقة وأحيانا اللثة المشقوقة (التي تسمى أحيانا الحويصلة المشقوقة وهي الجزء العلوي من اللثة)، ولا يمكن للفحص بالموجات فوق الصوتية العادية تحديد الحنك المشقوق (سقف الحلق) بشكل موثوق سواء كان بمفرده أو مع الشفة المشقوقة، لذا إذا تم تشخيص الجنين بـ “الشفة المشقوقة والحنك المشقوق” من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية العادية، فمن المرجح أن يعاني هذا الطفل بالفعل من الشفة الأرنبية، ولكنه قد لا يكون مصابا بالحنك المشقوق، على الرغم من ذلك، يعاني حوالي 60٪ من الأطفال الذين يعانون من الشفة الأرنبية أيضا من الحنك المشقوق.

في بعض الأحيان يمكن تشخيص انخفاض الحنك أو تشقق سقف الحلق في الجنين فقط عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي، ولكن يتم تشخيص حالة انخفاض الحنك فقط قبل الولادة بنسبة 1٪ تقريبًا.

في بعض الحالات، قد لا يتم اكتشاف تشوه الشفة الأرنبية للطفل بواسطة السونار، وقد يفاجأ الوالدين بهذه الحالة عند ولادة الطفل. وفي حالات نادرة، قد لا يلاحظ الأطباء وجود تشقق في الحنك إلا عندما يواجه الطفل صعوبات في الرضاعة، وذلك لأن التشقق موجود في العضلات ولكنه مغطى بالبطانة العلوية للفم، وبالتالي قد لا يكون واضحا بالعين المجردة .

يجب على الطبيب إجراء فحص بدني دقيق للطفل فور ولادته لتحديد حجم المشكلة بدقة، ومعرفة ما إذا كان الشق يشمل مشكلة في الحنك الصلب واللين، أو في الحنك الرخو فقط.

أسباب الشفة الأرنبية

تعود أسباب تشوهات سقف الحلق والشفة إلى تشوهات في الجنين خلال فترة مبكرة من الحمل، وذلك بسبب عدم وجود كمية كافية من الأنسجة في الفم والشفتين أو عدم التصاق الأنسجة المتكونة في هذه المنطقة ببعضها البعض.

تصيب حالة الشفة الأرنبية فقطبدون الحنك المشقوق طفلًا واحدًا من بين 700 طفل سنويًا، وتعد هذه الحالة رابع أكثر العيوب الخلقية انتشارًا في الولايات المتحدة، وتصيب الأولاد بمعدل أعلى من الفتيات.

يمكن أن يحدث هذا الإنحراف في الأجنة بسبب أسباب متعددة بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية، ويمكن أن يحدث أيضا بسبب بعض الأدوية التي تتناولها الأم أثناء الحمل، مثل الأدوية المضادة للتشنج وأدوية علاج حب الشباب التي تحتوي على الأكوتان والميثوتريكسات.

طريقة علاج الشفة الأرنبية والحنك المشقوق

 يمكن أن يكون شق الشفة عند الطفل “ثنائي الجانب” أو “أحادي الجانب”، حيث يحدث الشق على جانب واحد (أحادي) أو على الجانبين (ثنائي) من الشفة.

غالبًا ما يتطلب علاج الشفة الأرنبية و/أو الحنك المشقوق جراحة ترميمية وعددًا من الخدمات الداعمة الأساسية، وتعتمد خطة العلاج لكل طفل على ظروفه الفردية بالإضافة إلى تفضيلات الأسرة.

العمر المناسب لعملية الشفة الأرنبية

كما ذكر سابقا، فإن خطة العلاج تتوقف على حالة المريض وعلى طبيعة الجراحات اللازمة لإصلاح الشق. ومع ذلك، بشكل عام، يمكن أن يخضع الطفل لأول جراحة عندما يبلغ شهرين أو ثلاثة أشهر، وذلك يعتمد على المتطلبات الجراحية

يعاني العديد من الأطفال الذين يعانون من شفة مشقوقة كاملة من جانب واحد وحنك من فجوة كبيرة بين لثتهم، ولتحريك اللثة والحنك إلى وضع أقرب، يوصى غالبا بجراحة العظام قبل الجراحة. وفي معظم الحالات، يتم هذا الإجراء باستخدام جهاز من نوع Latham، حيث يقوم طبيب الأسنان بإدخال هذا الجهاز في فم الطفل عندما يبلغ الطفل حوالي شهرين أو ثلاثة أشهر. ويحتاج الطفل لدخول غرفة العمليات لوضع هذا الجهاز، ويقوم الطبيب بلف مسمار صغير بالجهاز لتجميع اللثة معا ببطء. ثم يتم إزالة الجهاز في إحدى الحالتين وهما إما بعد التصاق الشفة والأنف أو الإصلاح الكامل للشفة المشقوقة.

نظرا لأن حالة شفة الأرنبية غالبا ما ترتبط بمشاكل أخرى، فإن بعض الأطفال الذين يعانون من شفة مشقوقة من جهة واحدة قد يعانون من عدم تناسق واضح في الأنف. في مثل هذه الحالة، يمكن أن يوصى بإستخدام جهاز قولبة الأنف أو جهاز رفع الأنف، وهو جهاز خارجي يمكن تركيبه في أول زيارة للعيادة، ويقوم برفع غضروف الأنف ببطء لتحسين شكل الأنف، ويمكن استخدامه مع أو بدون جهاز Latham-type.

يمكن النظر في إجراء أول عملية جراحية للأطفال الذين يعانون من شفة أرنبية من جانب واحد عندما يصلون إلى عمر 3 أشهر، وتشمل العملية ثلاث خطوات وهي التصاق الشفاه والأنف

• إغلاق بسيط للشفة
• ينبغي إجراء المرحلة الأولى من تصحيح الأنف في أقرب وقت ممكن
• يتم إغلاق الشق في اللثة العلوية، ويسمى هذا الإجراء برأب اللثة.

عند الأطفال الذين يحتاجون إلى إجراء عمليتين، الأولى هي تصاق الشفاه والأنف، والثانية هي إصلاح أكثر شمولًا لشفة الأرنبية وتصحيح الأنف، وعادةً ما يتم هذا الإجراء بعد حوالي ثلاثة أشهر من العملية الأولى، أي عندما يبلغ الطفل من 5 إلى 6 أشهر تقريبًا .

عندما ينصح الطبيب بإجراء عملية واحدة للطفل، سواء للشفة المشقوقة أحادية الجانب أو ثنائية الجانب، فإن ذلك يحدث عادة عندما يكون عمر الطفل بين 3 و 5 أشهر. خلال هذه العملية، يتم أيضا تصحيح عدم تناسق أنف الطفل، ويستخدم جراح التجميل العضلات والأنسجة في شفة الطفل وأنفه لإغلاق الشقة. يتم إصلاح الشفة المشقوقة من جانب واحد في غرفة العمليات تحت تأثير التخدير العام، ومن الممكن أن يبقى الطفل في المستشفى لمدة ليلة أو ليلتين بعد العملية.

مدة شفاء الطفل بعد عملية الشفة الأرنبية

بعد العملية، يمكن أن تنتفخ شفة وأنف ووجه طفلك لبضعة أيام، وتظل الندبة حمراء لعدة أشهر، ولا يمكن أن تختفي تماما، ولكنها ستصبح أقل وضوحا مع الوقت، ويستغرق الأمر من 6 إلى 12 شهرا حتى تتلاشى الندبة، وعندما يهدأ التورم والندبة، يصبح مظهر أنف وشفة الطفل طبيعيا تقريبا.

بعد العملية، يجب إطعام الطفل بالسوائل، وبعد مرور 10 أيام من الجراحة، يمكنه تناول الأطعمة اللينة باستخدام ملعقة خاصة، وقد يتقيأ الطفل بعض الطعام والسوائل من خلال أنفه لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر بعد العملية، وهذا أمر طبيعي، حيث يتطلب الأمر بعض الوقت للتخلص من التورم ولتبدأ عضلات الحنك في العمل بشكل صحيح، ويجب على الطبيب تزويد الأم بمزيد من التعليمات بعد خروج الطفل من المستشفى.

وبعض الأطفال لا يحتاجون لجراحات أخرى بعد ذلك، لكن الأطفال الذين يملكون الشفاة التي تحتوي على حويصلات هوائية عادة ما يحتاجوا لعملية لمساعدة أسنانهم الدائمة على الظهور، وقد يحتاجوا لعلاجات تقويم الأسنان لتحسين اللدغة في النطق، لكن تلك العمليات يتم اجراؤها في عمر 8 إلى 10 سنوات.