اسلامياتالتاريخ الاسلامي

متى عرف العرب الكتابة

بداية الكتابة عند العرب

تعود أقدم الروايات عن اللغة العربية إلى خمسمائة عام قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وظهرت أقدم الحروف العربية المنقوشة والمظهرة في النصف الثالث من القرن الثالث الميلادي .

كان المستشرقون الأجانب هم أول من اهتم بدراسة الكتابة عند العرب، وتابعهم علماء عرب، وقد تمت كتابة سجل تاريخي من قبل (جاستون فييت) ومعاونيه، مما ساعد على معرفة نشأة التأليف عند العرب والدواوين والكثير من الكتابات التي أوردت لنا حياة السابقين بعد أن كانت الأمور تنقل بالشفاهة .

كانت الدواوين تستخدم للحفاظ على الرسائل الهامة، وبدأ التدوين عند العرب يزدهر في عهد الأمويين، وتأثرت الكتابة العربية بالعديد من اللغات كما يشير المؤرخون، وتم دمج بعض الألفاظ الآرامية إلى جانب الأبجدية النبطية في بنية الحروف للكتابة العربية، ومع الوقت، أصبحت اللغة العربية صريحة دون أي تأثيرات من لغات أخرى، خاصة مع زيادة التفاعل بين عرب الحجاز .

مراحل تطور الكتابة عند العرب

لم ينتشر التدوين في العصر الجاهلي، وكان الأميون يعانون من قلة القراءة والكتابة، ولكن تاريخ الكتابة أظهر أهمية تدوين الكتابات، ولذلك كانوا يستخدمون الجريد والإدم واللخف في البداية، ولكن فتح العرب لمصر ساعد على انتشار حركة التدوين، وبدأ التدوين عند العرب .

الرواية والتأليف

  • كانت الدواوين تستخدم لحفظ الرسائل الموجهة إلى الخلفاء والأمراء والولاة، بالإضافة إلى بعض الدواوين التي كانت مخصصة لإحصاء الناس .
  • كانت الدواوين فيكل من الكوفة والبصرة تكتب بالفارسية، وفي الشام تكتب بالرومية، وتم تعريب ذلك في الدواوين في عهد عبد الملك بن مروان .
  • نشأت فن التأليف عند العرب مع ازدهار الخط العربي، وقد استخدموا في ذلك ورق البردي .

انشاء الدواوين

في عصر الخلفاء الراشدين، والذي يعرف أيضًا باسم عصر الفتوحات المؤسسة للدولة الإسلامية، تم إنشاء الدواوين لتعزيز التعليم. ازدهر التعليم في العصر الأموي، وتوسعت دائرة التدوين لتشمل الغزوات وأخبار الخلفاء الراشدين، وتم تدوين الرسائل السياسية أيضًا .

مع التأليف والنهضة الثقافية في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي، ازدهرت الكتابة في مجال العلوم والفنون، وتم نقل المعرفة والعلوم إلى اللغة العربية .

فيما يتعلق بالقرن الرابع، فقد كان للنديم دور كبير في كتاباته (الفهرست) ومؤلفاته، ولعب هذا الدور دورًا كبيرًا في تطور حركات التأليف

ظهور الإعجام في الكتابة عند العرب

الإعجام هي النقاط التي تصاحب بعض رموز الأصوات ، والباحثون مختلفون فيما يتعلق بنقاط الإعجام في الكتابة العربية ، والتي تؤكد مراحل تطور الكتابة عبر العصور .

  • قديم قدم الكتابة .
  • تم إنشاء هذا المستحدث في عهدعبد الملك بن مروان على يد نصر بن عاصم ومعه يحي بن يعمر .

الكتابة العربية بعد البعثة النبوية

لا يمكن قبول اتهام العرب بالجهل قبل الإسلام ونزع الفضائل الثقافية، فهذا الاتهام غير مقبول ويحمل علة، والأهم من ذلك أننا يجب أن نشير إلى أن أهل العصر الجاهلي، الذي يسبق الإسلام، لم يكونوا جهلة، إذ كانوا يتصلون بالأنباط العرب في الشمال في بداية القرن السادس ميلاديًا .

انتشر استخدام الكتابة في الحجاز بسبب الحاجة إليه في الأمور المعيشية والاقتصادية، وتم تأكيد معرفة العرب للكتابة من خلال العديد من الروايات، وكان النعمان الأكبر يكتب باللغة العربية والفارسية لملك الفرس .

تعدّ الكتابة وسيلة للارتقاء عند زيد بن عدى، وقام الصحابة بكتابة الوحي والرسائل للنبي صلى الله عليه وسلم في إطار أعمال حكومة العهد الإسلامي

كيف اثرت البعثة النبوية في الكتابة

بعد هداية الإسلام، تحولت الكتابة والقراءة من مقتصرة على بعض الفئات إلى شيء يتمتع به العرب في جميع جوانب الحياة .

جاء الإسلام بنقلة نوعية في المفاهيم، حيث انتشر العلم وأصبح مهمًا، وانتشرت القراءة والكتابة. وكان أبي بن كعب أول من كتب للرسول بعد هجرته إلى المدينة، وبدأ التدوين بعد الإسلام بسبب الحاجة المتزايدة لذلك في الدولة الإسلامية .

واتخذ الرسول صلى الله علية وسلم كتاباً مثل :

  • على بن ابي طالب .
  • عثمان بن عفان .
  • عمر بن الخطاب .
  • معاوية بن أبي سفيان .
  • زيد بن ثابت .
  • خالد بن سعيد بن ابي وقاص .

مع توسع أعمال الدولة، تم تخصيص كتب لهم في أعمالهم .

نشأة الكتابة العربية

تطورت الكتابة العربية من الكتابة النبطية التي نشأت في الشمال، واستخدم الأكاديون في العراق الخط المسماري أو الأسفيني، في حين استخدم العرب الجنوبيون الخط المسند، ومنه ظهر الخط الحبشي والعديد من اللهجات العربية الشمالية .

يشير لفظ اللحيانية إلى بني حيان، والثمودية إلى ثمود، وعلى الرغم من أن النقوش الصفوية والثمودية باللغة العربية، إلا أنها كُتِبت بالخط المعيني الجنوبي الذي له خصائص لغوية مميزة .

تختلف الروايات بين العرب حول أصل خطهم، ومع ذلك، فإن الروايات متشابهة بأن آدم كان أول من كتب الكتب. بالنسبة للأجانب، كانوا متفقين في البداية على أن أصل الكتابة بالأحرف الهيروغليفية كان في اليمن عند اليمنيين، وأول من اخترع الكتابة ليس من أهل فينيقيا .

تطور الكتابة العربية من المسند الحميري (من الجنوب ) :

  • الخط المسند قريب الشبه من الفينيقي .
  • النبط خالطوا اليمنيين في علاقات تجارية .
  • الخط النسخي هو الخط الحيري العادي .

لغة السند : جاء بعض الكلمات من لغات مختلفة مثل اللغة السبتية واللغة المعنية واللغة اللحيانية وغيرها، وكانت متوفرة بجميع لهجاتها وفروعها .

وابجدية المسند تتألف من 29 حرفا مثل الأبجدية العربية ولها قواعدها الخاصة

نظريات نشأة الكتابة العربية

  • نظرية التوقيف.
  • النظرية الشمالية الحيرية .
  • النظرية الحديثة.

تطور الكتابات بعد البعثة المحمدية

هناك مصادر عديدة تعود إلى الفترة النبوية وكتابات الرسول صلى الله عليه وسلم تتحدث عن الأمراء وتشمل أهم أربعة وثائق

  • المنذر بن ساوي (امير البحرين )
  • النجاشي ملك الحبشة .
  • كسرى ملك الفرس .
  • المقوقس عظيم مصر. (وهي رسائل دعام الرسول إليها للإسلام).

وهناك حوالى 246رسالة ترجع للعصر النبوي .

كتابة المصحف العثماني :أصدرت أوامر الإسلام توجيهًا صريحًا بأهمية توثيق العهود والبيوع، وكانت الدولة بحاجة إلىالتواصل مع الحكام والملوك من خلال المراسلات. كان عدد كتاب النبي 43 كاتبًا، وكان أولهم الخلفاء الراشدون .

كيف برزت سمات الكتابة العربية

ترجع أصول الكتابة العربية عند العرب إلى أصول سامية واستمرت عبر التاريخ، حيث استخدمت الكتابة العربية الجنوبية طريقة حلزونية أو ثعبانية. وظهرت الكتابة العربية في العصر الجاهلي (قبل الإسلام) كأولى الخطوات لتطور اللغة العربية والثقافة العربية

تم اعتماد هذا التعريف من المؤرخين، حيث تم تقسيم الفترات إلى فترات فكرية وثقافية مختلفة، وأبرز ما ظهر في هذا العصر هو تعريب الكتابة النبطية.

ملامح تعريب الابجدية

الكتابة النبطية هي إرث العرب في الأبجدية العربية .

اهم تطوير عربي للرموز : أضاف العرب حروفًا لأصوات اللغة (ث، ح، ذ، ض، ظ، غ) وأطلقوا عليها في الرواية العربية الرَوَادِف، وأشار العلماء العرب إلى توفّر أصوات عربية من خلال هذا الترميز، واكتملت بناء أبجدية الحروف العربية خلال قرنين من الزمن (528م – 568م)، وذلك بخصائص الكتابة العربية .

اصل الخط العربي

هناك آراء مختلفة حول تأثير السريانية على الخط العربي في المناطق السورية، حيث كانت تسمى بـ “الأرامية

  • انتقل الخط العربي من الأنبار والحيرة في العراق، ويقال إنه جاء من الحجاز عن طريق التجارة .
  • اعتمد العرب خطهم على النبطية التي تتألف من اثنين وعشرين رمزًا.
  • ساعدت النقوش الثمودية والصفوية واللحيانية في التعرف على تاريخ اللغة العربية
  •  – “أثبتت الدراسات العلمية أن عرب الشمال استخدموا كتابات تشتق من الخط النبطي، وأن النبطيين استعاروا خطهم من الأراميين
  •  انتشرت بين العرب فكرة أن الخط مُشتق من المسند الحميري

 ويعزى سبب اعتماد عرب الحجاز على خط الانباط إلى الاتصال المستمر بين العرب والأنباط في شمال شبه الجزيرة العربية عن طريق الرحلات المستمرة إلى الشام .

المراجع

  • الكتابة العربية من النقوش الى الخطوط | صالح بن ابراهيم الحسن ، الكتابة العربية من النقوش الى الخطوط،دار الفيصل الثقافية ،2003، ص115 ،134
  • تطور الكتابة الخطية العربية | د. محمود عباس حمودة ، تطورالكتابة الخطية العربية ، دار الوفاء ، ط1 ،2000 ،ص 50 ،62، ،96 ،75.
  • الكتابة العربية من النقوش الى الخطوط | صالح بن ابراهيم الحسن ، الكتابة العربية من النقوش الى الخطوط،دار الفيصل الثقافية ،2003، ص52 ،73
  • تطور الكتابة الخطية العربية | د. محمود عباس حمودة ، تطورالكتابة الخطية العربية ، دار الوفاء ، ط1 ،2000 ،ص 40.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى