الانسانتنمية بشرية

ما هي منطقة الراحة

منطقة الراحة “comfort zone”، وهي الحالة التي يشعر فيها الفرد بالراحة ولا يعمل على اختبار قدراته وعزيمته، فمنطقة الراحة الخاصة بالإنسان تعتبر مساحة سلوكية تجعل الفرد يقوم بأنشطة وسلوكيات ذات روتين ونمط يقلل من الإجهاد والمخاطر وتجعل الفرد في حالة من الأمن العقلي، والسعادة المنتظمة والقلق المنخفض، والضغط المنخفض.

تعود فكرة “القلق الأمثل” إلى تجربة في علم النفس، حيث شرح علماء النفس حالة الراحة النسبية التي تكون لدى الكائن البشري والتي تؤدي إلى تحقيق أداء ثابت. يحتاج الإنسان إلى حالة قلق محددة تكون أعلى بقليل من المعتاد، وتسمى هذه الحالة “القلق الأمثل”، حيث تكون خارج منطقة الراحة. وتعد منطقة الراحة حالة طبيعية يميل إليها معظم الناس، خاصة وأن تركها يعني زيادة المخاطر والقلق، لكنها تحقق نتائج إيجابية وفوائد يحتاجها الجميع.

سلبيات منطقة الراحة

تعد منطقة الراحة، أو “comfort zone”، قاتلا بطيئا إلى حد ما، ويعد الخروج منها مرحلة اكتشاف الشغف والحصول على السعادة وتحقيق الأهداف. ولا يعد البقاء في منطقة الراحة الأمر السيء كثيرا، فوجود الراحة في حياة الإنسان يعني أنه سعيد، ولكن البقاء فيها يجعل الإنسان أقل سعادة مع مرور الوقت .

ولكن الانسان بطبيعته يفضل البقاء في منطقة الراحة لأن تحريك الأشياء يتطلب طاقةً ودافع؛ إذ إنّ انعدام الدافع اللائق يُبقي المرء في موقف لا يهبه السعادة التامّة، فيبقى في منطقة الراحة خوفًا من المواجهات والتحديات التي سيقابلها عند التخلي عن العادات القديمة والخروج من ظروفه الحالية.

على الرغم من أن البقاء في منطقة الراحة يؤدي إلى فقدان ثلاثة من أعظم هبات الحياة، فهناك ثلاثة أسباب يجب التخلص من الراحة التي تجعلنا نعود إلى الأمان ونتخلى عن التقدم والتنماء، وهي التخلص من الخوف باستمرار والسعي نحو النمو المستمر .

ايقاف النمو في حياة الإنسان

يعني نمو الإنسان تقدمه في الحياة وعدم النمو يعني الركود، ولكن هذا لا يعني بالضرورة الموت الحرفي، بل يدل ذلك على أن التقدم هو السبب الأساسي للسعادة في الحياة، وهذا ما أظهرته دراسات علم النفس الإيجابية .

حيثُ أشار عالم النفس الإيجابي شون آكور إلى أنّ السعادة هي الفرح الذي يشعر به المرء وهو يتحرك نحو إمكانياته، فلا نمو دون حركة إذ إن النمو هو من يدعم المرء لأن يصبح أكثر مما هو عليه الآن ن النمو يعني أن نصبح أكثر مما نحن عليه الآن فالخروج وخوض التجارب الجديدة هو الخروج من منطقة الراحة.

الحد من تجربة أشياء جديدة

من المعروف أن الإنسان دائما يسعى لاكتشاف شغفه والعمل على تطويره وتحسينه، فطبيعة الإنسان ترغب في الحياة الإيجابية التي تؤدي إلى تغيير في العالم. وهؤلاء الأفراد المحظوظون هم الذين يكتشفون شغفهم في وقت مبكر، ولديهم إيمان داخلي بقدرتهم على اكتشاف ما يحبونه وتطويره بمهارة والتمتع به.

تدفع المرء نحو الاستقرار في منطقة الراحة

يؤدي العيش في منطقة الراحة بشكل مستمر إلى الاستقرار الذي يهدد نمو وسعادة الإنسان، والاستقرار على وضع واحد يمكن أن يقود الإنسان إلى مصير سيء، ولا يجعل هذا الاستقرار الإنسان سعيداً، بل يجعل حياته بعيداً عن المغامرة الحقيقية في الحياة.

التغلب على منطقة الراحة الخاصة بالإنسان لا يعد صعبًا للغاية، فعلى الرغم من القوة التي تسيطر عليها هذه المنطقة، إلا أن الصبر والجهود الجيدة والإصرار يجعل من السهل جدًا تطوير عادة التخلص من منطقة الراحة، وذلك بعد معرفة الطريقة الصحيحة للقيام بذلك.

دلائل على وجود الإنسان في منطقة الراحة

غالبًا ما تصبح منطقة الراحة الخاصة بشخص ما جزءًا من حياته التي اعتاد عليها لسنوات طويلة، إذ أصبحت جزءًا من حياته اليومية وفقًا للعادات الروتينية في حياته حتى أصبحت وضعًا طبيعيًا، وفيما يلي بعض المؤشرات التي تشير إلى أنّ الإنسان عالق في منطقة الراحة الخاصة به:

  • عدم الشعور بالحماس وعدم الاندفاع في أي شيء جديد.
  • قلة الانفتاح وعدم التعامل مع الأشياء الجديدة بسبب عدم ملاءمتها لمنطقة الراحة لدى الفرد.
  • يجب تجنب المخاطرة وبالتالي تفادي فرص كثيرة ممتازة.
  • يتمثل الشعور بعدم متعة الحياة في تكرار الأشياء ذاتها بشكل متكرر دون الشعور باللذة الواجبة.
  • عدم الشعور بالرضا عن المستوى الذي وصل إليه الفرد.

خطوات الخروج من منطقة الراحة

  • يتمثل الوعي بما هو خارج منطقة الراحة في تصوُّر الأفعال التي يخشاها الإنسان ويخاف من الفشل في تنفيذها، ومن ثم رسم دائرة ووضع الأفعال التي يخشاها الفرد خارجها، بينما يتم وضع الأفعال التي يشعر الفرد بالراحة في تنفيذها داخل الدائرة
  • تهدف العملية إلى تحقيق صورة واقعية لمنطقة الراحة الخاصة بالشخص، وذلك بالعمل براحة تامة داخل الدائرة.
  • تحديد الأهداف بوضوح هو مهم، فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يخشى الظهور أمام الجمهور والتحدث بصوت مرتفع، فقد يكون ذلك بسبب عدم اعجابه بصوته أو عدم اعتياده على هذه المواقف، وعندما يفهم الشخص نفسه ويعرف سبب خوفه، فإما أن يتجنب هذه المواقف أو يسعى لتحسين نفسه.
  • الخطوات الصغيرة أفضل من اللا شيء؛ يجب على الفرد تجاوز منطقة الراحة عن طريق اتخاذ خطوات صغيرة وبسيطة لا تسبب الإرهاق وعدم الراحة.
  • يتعلّمالإنسان من الفشل، ولا يخاف منه بل يستفيد منه.
  • تعرف على الفوائد، مثل الحصول على وظيفة جديدة أو العثور على الشريك المناسب، من خلال تبني التفكير الإيجابي وتجنب التفكير السلبي.
  • الاستمتاع وتجنب الجدية؛ فليست كل المواقف تتطلب الجدية؛ وإنما يمكن للشخص أن يضحك على نفسه بسبب خطأ قام به، فمواجهة التحديات والصعاب أمر طبيعي للغاية، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الخوف عند مغادرة منطقة الراحة والاستمتاع بما يحدث.  

كتب تتحدث عن منطقة الراحة

فيما يلي مجموعة من الكتب التي يمكن للقارئ الحصول عليها وقراءتها بهدف الخروج من منطقةالراحة، وتشمل هذه الكتب ما يلي:

  • يحتوي وصول آندي مولينسكي على تقنيات جديدة تساعد الأفراد على الخروج من منطقة الراحة.
  • يتضمن كتاب منطقة الراحة لسيلينا مان كارلسون خمسين صفحة من الأمثلة العملية والتشجيع على تحسين نوعية الحياة.
  • يتحدث كتاب `ما وراء منطقة الراحة` للكاتب جيمس م. تيرنر عن قصة حقيقية رائعة لرحلة غير عادية لأحد الموسيقيين الرئيسيين في المملكة المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى