ما هي مراحل الابتكار ؟ .. وأنواعها ومعاييرها
مفهوم الابتكار
الابتكار هو استخدام وتطوير أفكار جديدة تؤدي إلى إنتاج منتجات وخدمات وعمليات جديدة. يشتق مصطلح الابتكار من اللغة اللاتينية، ويعني التجديد والتحسين واستبدال شيء بآخر ذو جودة أفضل. يعرف الابتكار كعملية تجديد وتحديث لمجال أو منتج أو خدمة، من خلال تطبيق عمليات جديدة واستخدام تقنيات جديدة وابتكار أفكار ناجحة لخلق قيمة جديدة.
مراحل ومعايير الابتكار
لتكون عملية الابتكار فعالة، يجب أن تمر بمجموعة من المراحل الأساسية والمنظمة، التي تشمل:
- البحث عن أفكار
توليد الأفكار هو مرحلة مهمة جدا في عملية الابتكار التي تعد جزءا حيويا من تطور المؤسسات. تأتي الأفكار عادة من الأزمات التي تواجهها المنظمات أو من التغييرات في بيئة العمل أو من تعليقات المستخدمين والعملاء أو من الحاجة الملحة في السوق أو من ظهور منافسين جدد. تنشأ الإلهام والحاجة الماسة للابتكار والتطوير من هذه العوامل. هناك طريقتان أساسيتان لتوليد الأفكار، يمكن استخدام إحداهما أو كلاهما معا
-
- النهج الاستباقي
يعتمد المنهج الذي تتبعه المنظمة على استخدام أفكار جديدة بناءً على خطة الابتكار واستراتيجية العمل، ويتمحور حول تحدي الأفكار وحملات الابتكار.
-
- النهج الذي تظهره الحاجات
تشمل الاحتياجات الخاصة بالشركة كل ما يتم طلبه من العملاء، سواء كان ذلك من خلال جلسات العصف الذهني التي يتم عقدها للموظفين أو من خلال تحديد حاجة السوق.
- دراسة الأفكار وفرزها
من الملحوظ أنه ليست جميع الأفكار تستحق التجربة ولا المخاطرة بالتنفيذ، هناك أفكار قد تسبب تدميرا للميزانية وقد تؤدي إلى سقوط المؤسسة، لذلك يجب دراسة كل فكرة وفهم مزاياها وعيوبها، وعليه يجب تجنب الأفكار غير المجدية وتجنب الأفكار التي تتطلب تكاليف عالية، واختيار الأفكار التي تساهم في التطوير وتعود بالنفع على المؤسسة، وعلى الرغم من أهمية فرز الأفكار إلا أنه ينبغي أن نكون متأنين ولا نرفض الأفكار المبتكرة فقط لعدم معرفتنا بنتائجها، فالدراسة والتجربة هما اللذان يحكمان قيمة الأفكار الجديدة.
- التجريب
بعد اختيار الأفكار ودراستها، يجب اختبارها وتجريبها لمعرفة مدى نجاحها، والتجريب يعني اختبار النموذج الأولي للفكرة، ولا يختبر التجريب المزايا الموضوعية للفكرة، ولكن يختبر مدى ملاءمة الفكرة للمنظمة في الوقت الحالي، وقد تكون بعض الأفكار ناجحة ومجربة في السوق ولكن غير مناسبة لمؤسسة معينة أو غير مناسبة للميزانية، وقد تكون مناسبة لفترة معينة ولكن غير دائمة أو غير مجدية في المستقبل، ولذلك يجب اختبار الأفكار جيدا.
- التسويق
يهدف التسويق إلى خلق قيمة سوقية للفكرة من خلال التركيز على تأثيرها المحتمل، والتسويق هو تجسيد الفكرة بشكل جذاب لجذب انتباه الجماهير، وذلك من خلال خبراء ومتخصصين في مجال تسويق الأفكار بعد تحسينها وإضفاء الجانب التشويقي والتسويقي عليها. يجب ملاحظة أن مرحلة التسويق هي واحدة من أهم مراحل الابتكار؛ حيث يتم اختيار الأفكار والمشروعات بعناية، لكنها قد لا تحقق الانتشار المثالي إذا لم يتم الترويج لها بشكل جيد. لذا يجب إيجاد طرق مقنعة لإقناع الجماهير وجذب انتباههم.
- النشر والتنفيذ
النشر والتنفيذ هما المراحل الأخيرة من مراحل الابتكار، وهما وجهان لعملة واحدة لذلك يتم دمجهما معاً، ويهدف الانتشار إلى الحصول على القبول النهائي للابتكار من خلال الشركة، أما التنفيذ فهو عملية توفير الخامات اللازمة للابتكار والإنتاج.
أنواع الابتكار
هناك أربعة أنواع مختلفة من الابتكار التي يمكن للشركات استخدام أيًا منها وفقًا لما يناسبها، وتتمثل أنواع الابتكار في:
- الابتكار التدريجي
الابتكار التدريجي هو أحد أنواع الابتكار الأكثر شيوعا، حيث يتم استخدام التكنولوجيا المتاحة في الأسواق والتي تعتمد عليها معظم الشركات، وتزيد من القيمة المقدمة للعملاء في المنتجات سواء في الميزات أو التصميم. في الابتكار التدريجي، يشارك جميع الشركات بشكل مختلف، وذلك لأن جميع الشركات تستخدم الابتكار التدريجي.
- الابتكار الخفي
هو أحد أنواع الابتكار المستخدم في السوق الخاص بالشركات، وغالباً ما يستخدم تقنيات وعمليات جديدة في السوق الحالي، وهذه الابتكارات تكون مخفية عن العامة وعن الشركات الأخرى والتكنولوجيا المستخدمة في هذا النوع من الابتكار تكون أدنى من التكنولوجيا المتوافرة في السوق الحالي، وتكلفتها تكون أعلى ولكن ميزاتها أقل كثيراً واستخدامها صعب للغاية ولا تكون مرضية من النحية الشكلية أو الجمالية.
- الابتكار المعماري
الابتكار المعماري هو ببساطة تعلم الدروس والمهارات والتكنولوجيا الشاملة وتطبيقها في سوق مختلف، وهذا الابتكار هام ومذهل في زيادة عدد العملاء الجدد طالما السوق الجديد يتقبل ذلك، ومن أهم ميزات الابتكار المعماري هو انخفاض نسبة المخاطر التي ينطوي عليها، حيث يستخدم تكنولوجيا وتقنيات مجربة ومثبت جدواها من قبل، ولكن تم تبديل بعض الأشياء البسيطة فيها لتتناسب مع السوق الحالي.
- الابتكار الجذري
الابتكار الجذري هو التغيير الشامل والمتكامل، حيث يتم إنشاء صناعات جديدة تؤدي إلى ثورة تكنولوجية مختلفة، وهذا يتجسد في الاختراعات الحديثة والمتطورة.
أهمية الابتكار
الإبتكار عملية مهمة لأي مؤسسة، وذلك لعدة أسباب منها:
- الابتكار يساعد على التطوير الإبداعي
الإبداع الطبيعي يعتبر أمرًا هامًا لأي مؤسسة تتعامل في مجال التجارة والإنتاج، وذلك لضمان استمراريتها في السوق وتفوقها وقدرتها على فتح أسواق جديدة ومواكبة اتجاهات الزبائن الحالية.
- التحسين المستمر
يدعم الابتكار التنمية المستدامة والتنظيمية، خاصةً عندما تعمل المؤسسات على تحسين الأداء وإعادة تصميم العلامة التجارية.
- تعزيز العلامة التجارية
يعد تطوير العلامة التجارية شائعاً في القيادة التنظيمية، والذي يكشف عن معلومات تساعد القادة على تعلم طرق جديدة لزيادة الإبداع والابتكار والتطوير، ويعد الابتكار والتطوير عاملاً رئيسياً للنجاح.
- تحقيق أعلى مستوى من الاستفادة
ليس المقصود هو إنتاج منتج أو خدمة جديدة يمكن بيعها، بل يتطلب التركيز على الإجراءات الخاصة بالعمل لتحسين الكفاءة والمنتج، وضمان استمراريته في السوق والحصول على رضا العملاء بشكل دائم.
- مواجهة المنافسين
الابتكار أمر هام للتميز في السوق ومواجهة المنافسين والاستمرارية في السوق لفترات طويلة. والقدرة على مواجهة المنافسين دائما يعد دليلا على النجاح، ولكنه يتطلب تفكيرا وإبداعا وتطويرا مستمرا.
- الأقبال على المنتجات
الابتكار الدائم والتطوير المستمر يسام في الحفاظ على المبيعات بل وجعلها دوماً في زيادة، إذ أن الابتكار يضيف للمنتجات ويجعلها أكثر بريق ولمعان لدى الجمهور والمستهلكين، فالمستهلك دوماً يحب التغير في الشكل والزيادة في الجودة، لذا يجب على المؤسسات الاهتمام بالابتكار للاستمرارية والتطور.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا من الحياة اليومية للأفراد، وهي أمر هام جدا في الحملة الابتكارية، ويجب التركيز عليها للوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين، فهي منفذ ناجح للغاية يجب الاستفادة منه، والابتكار أمر هام لأنه فتح للمسوقين مجالات جديدة يمكنهم من خلالها الوصول للجمهور وتحقيق أعلى مبيعات واكتساب أكبر ثقة.