ما هي ” مبطلات الاعتكاف ؟ “
من مبطلات الاعتكاف
يختلف تعريف الاعتكاف في الاصطلاح عن اللغة، فالاعتكاف لغويًا، هو أن يقصر الإنسان نفسه على شيء ويلزم نفسه به، سواء كان ذلك الشيء مباحًا أو معصية، بينما يُعرف في الاصطلاح الشرعي عل إنه التزام المسجد لعبادة الله تعالى، ويعتبر العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف.
اعلم أن الاعتكاف صحيح حتى في حالة عدم الصيام، ويعتبر مستحبا وسنة. تم تثبيت شرعية الاعتكاف في الكتاب والسنة وبواسطة إجماع الفقهاء. هناك العديد من الأحاديث والآيات القرآنية التي تؤكد شرعية الاعتكاف عموما، وتم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث وهو يعتكف، خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان. والعلماء متفقون على أن الاعتكاف هو سنة مستحبة وموصوفة.
,يتساءل الكثير من الناس حول متى ينقطع اعتكاف المُعتَكِف ، وبالفعل هناك عدة أمور تبطل الاعتكاف إذا تم اتباعها وفعلها المسلم خلال أوقات الاعتكاف، ومنها ما يلي:
- الجماع: اتفق الفقهاء على أن الجماع يفسد الاعتكاف، والنظر مباشرة إلى المرأة أي لمسها أو شيء من هذا القبيل بدون رغبة اتفق العلماء على أنه لا ينقض الاعتكاف، بينما اقروا تحريم ذلك إذا باشر الرجل زوجته بشهوة، واعتقد جمهور الفقهاء أنه لن يكون باطلاً إلا إذا أُنزل وذهب المالكيون إلى بطلان الاعتكاف في كل الأحوال.
- الجنون والإغماء: تختلف آراء العلماء حول مدى اعتبار الجنون والإغماء مبطلينللاعتكاف، ويرجع جمهور العلماء إلى عدم اعتبارهما باطلين للاعتكاف، لأن الإغماء مثل النوم والجنون لا يمكن التحكم به، وقال الحنفية إذا حدثا فإنه يبطل الاعتكاف.
- الردة: إذا تراجع المسلم عن اعتكافه، فإن ذلك يبطل عبادته، ويجب عليه أن يعود لاعتكافه، وهذا يتفق مع إجماع الأئمة، والإسلام شرط أساسي للاعتكاف.
- السُكر: أعلن جمهور الفقهاء أن الاعتكاف يعتبر باطلاً إذا تناول الصائم الطعام أو الشراب الكحولي دون عذر، حيث لا يُعتبر من أهل المسجد بسبب سكره، وهذا أسوأ من ترك المسجد.
- قطع نية الاعتكاف: هناك خلاف بين الفقهاء حول صحة الانقطاع عن الاعتكاف في حال نوى المسلم الخروج منه، فمنهم من يرى أن الانقطاع باطل بمجرد النية للمقاطعة، ومنهم من يرى أن اعتكافه باطل بالنية للخروج من المسجد أو النية للتردد، وهذا الرأي ينتمي للمذهب الحنبلي، أما علماء الشافعية فيرون أن اعتكاف المسلم لا يبطل بمجرد نية الخروج من المسجد.
نية الاعتكاف
يجب أن يحضر المسلم نية الاعتكاف فور دخوله المسجد، وهي إحدى شروط الاعتكاف، لأن النية هي الأصل في كل عبادة، ولا تصح بدونها، ولكن عند الحنفية نية العبادة هي البدء في العبادة.
بينما رأى الشافعيون وجوب إحضار النية قبل البدء في العبادة، من أجل الحصول على فضل الاعتكاف والأجر الذي يسعى المسلم لكسبه من الاعتكاف، وأكد أهل العلم أن المعتكف عليه أن ينذر نية الاعتكاف عند دخول المسجد، كما طلبوا من اي شخص يحاول دخول المسجد أن ينذر بالاعتكاف طيلة مكوثه في المسجد.
مكان الاعتكاف
اتفق أهل العلم على أنه لا يصح للرجل اعتكاف إلا في المسجد، واستدلوا على ذلك بآيات القرآن الكريم عن الاعتكاف وبفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، واتفقوا على أن المساجد الثلاثة أفضل من المساجد الأخرى، وهم: المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم الأقصى، ثم المسجد الذي تقام فيه الجماعة.
واختلف أهل العلم على شروط المسجد الذي يصح فيه الاعتكاف، حيث يعتقد الحنفية والحنابلة أن الاعتكاف لا يصح إلا في مسجد جماعة، وأما المالكيون والشافعيون فقالوا، إن الاعتكاف يصح في أي مسجد، إلا أنهم يعتقدون أن الاعتكاف أفضل في المسجد الجامع للخروج من الخلاف، ولكثرة جماعته، وعدم ترك محل الاعتكاف لصلاة الجمعة.
من يحدد مسجدا معينا يمكنه أن يعتكف في مسجد آخر دون الحاجة إلى دفع كفارة. وبما أن الله تعالى لم يحدد مكانا معينا للعبادة، فإن النذر ليس مطلوبا إلا إذا تعهد بالاعتكاف في أحد الأماكن الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. في هذه الحالة، يجب عليه أن يفي بالنذر الذي قدمه لأنه يعتبر تفضيلا للعبادة في هذه الأماكن عن غيرها. ويستند ذلك إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول إنه لا يجوز السفر إلا لثلاثة مساجد: بيت الله الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي.
حُكم الاعتكاف للمرأة والرجل
اختلف الفقهاء في حكم اعتكاف الرجل والمرأة، واختلفوا في قرار الاعتكاف في رمضان عن غير رمضان، حيث يعتبر من السنة في رمضان، ولا سيما العشر الأواخر منه، وهو قول جمهور الفقهاء، كما أنه يعتبر سنة في غير رمضان وجائز عند المالكية.
الاعتكاف هو سنة أيضًا للرجل، ويتفق العلماء على أنه لا يجب على الناس إلا من يحذر من الاعتكاف، حيث يصبح واجبًا عليه، ولكن يختلف أهل العلم في حكم اعتكاف المرأة، حيث يوجد قولان في هذا الصدد:
- القول الأول: يعتبر الاعتكاف سنة للمرأة مثلها للرجل، وقد أجمع علماء الدين على ذلك.
- القول الثاني: يعتبر الاعتكاف مكروهًا للنساء الشابات، وهذا هو رأي الجمهور من العلماء الحنابلة.
أحكام اعتكاف المرأة
هناك مجموعة من الأحكام الواجبة على اعتكاف المرأة والتي رأى جمهور العلماء أنها واجبة لتحقيق الحكمة من الاعتكاف وهو عبادة الله دون ذنب أو معصية، ومن هذه الأحكام ما يلي:
إذن الزوج لزوجته
اتفق علماء المذاهب الحنفية والشافعية والحنبلية على ضرورة الحصول على إذن الزوج للزوجة لممارسة الاعتكاف، حتى لو نذرت بذلك على نفسها، بينما يرون المالكية أنه يجوز للمرأة ممارسة الاعتكاف بدون إذن زوجها، ولكنها تأثم عليه.
مكان اعتكاف المرأة
يختلف أهل العلم فياعتبار المسجد شرطًا لصحة اعتكاف المرأة، وذلك حسب الاختلافات التالية:
جمهور الفقهاء: اتفق الشافعيون والحنابلة والمالكية على أن المسجد شرط أساسي لصحة اعتكاف المرأة، واعتبرها الشافعية مثل الرجل لا يصح اعتكافه إلا في المسجد، ويعتقد الحنابلة أن تعتكف في المسجد، إلا أنهم فضلوا أن تستتر اقتداءً بأمهات المؤمنين، عائشة وحفصة وزينب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكون اعتكافها في مكان بعيد عن الرجال.
يرون المالكيون أن كل شرط من شروط الاعتكاف يلزم الرجل والمرأة على حدٍ سواء، ولذلك يجب على المرأة التزام المسجد إذا أرادت الاعتكاف.
أما الحنفية يعتقدون أن اعتكاف المرأة يصح في بيتها، فقالوا إن المرأة يمكن أن تعتكف في مسجد بيتها، أي مكان صلاتها في بيتها، ومنهم من قال إنها تحدد مكانا في بيتها وتعتكف فيه عندما لا يكون لها مكان معين للصلاة، بينما قال البعض الآخر أنه لا يصح لها الاعتكاف في البيت مع عدم تخصيص مكان له.
سُنن الاعتكاف وآدابه
اتفق جمهور العلماء على أنه لا يوجد وقت محدد للاعتكاف، ومن الأفضل ألا يقل عن يوم بليلة، وهو ما يوضح الإجابة على تساؤل البعض حول متى يبدأ الاعتكاف ومتى ينتهي، وعلى من اعتكف أن يحرص على تطبيق السنة في اعتكافه، ويتحدث فقط في الخير، ويؤدّي الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، ويختار أفضل المساجد للاعتكاف، وهناك مجموعة من الآداب التي يجب على المعتكف التمسك والالتزام بها أثناء اعتكافه، ومنها:
- يجب على الشخص حساب الأجر والثواب عند الله تعالى وتذكر النية عند الاعتكاف.
- يشعر بحكمة الاعتكاف، وهي خلوه للعبادة فقط وتوجيه قلبه نحو الله تعالى.
- ألا يترك مكان اعتكافه إلا للضرورة.
- ينبغي مراعاة السنن والأذكار في الليل والنهار، وتباين العبادات المختلفة مثل الذكر، والحمد، والدعاء، والصلاة، وقراءة القرآن، والسعي للحصول على العلم.
- التأكد من استعدادك لأداء الصلاة قبل وقتها بحيث تؤديها بتركيز وتأنيب.
- يجب تقليل الطعام والنوم والكلام خلال فترة الاعتكاف ليصبح الشخص أكثر تركيزًا وخشوعًا ويحرص على طهارته طوال الوقت.
- يجب أن يتسم الشخص الذي يقدم النصائح للمعتكفين بالصبر، ويجب أن يدعو إلى التعاون في سبيل الخير.