ما هي قراءة الحدر
تعريف قراءة الحدر
الحدر هو نوع من القراءة السريعة مع مراعاة أحكام التجويد، ويعد واحدا من مراتب التلاوة الثلاثة. ويعتبر الحدر الأفضل بينها، ويختلف تماما عن قراءة التحقيق. عندما سئل ابن مجاهد عن أفضل القراءة، قال: `من حقق في الحدر`. ومن قال أن التحقيق هو الأفضل، فذلك مع التدبر وقلة القراءة، لأن المقصود من القرآن فهمه والعمل به، والتلاوة والحفظ هما وسيلتان لذلك. فجميع المراتب جائزة، فلكل مرتبة منزلتها؛ التحقيق للتعلم، والحدر للدراسة والاستذكار، والتدوير للفهم والتدبر.
في كتابه النشر في القراءات العشر، قال الإمام الحافظ أبو الخير محمد المعروف باسم ابن الجزري: “يمكن قراءة كتاب الله تعالى بالتحقيق والحدر والتدوير، والذي يعتبر التوسط بين الحالتين، ويمكن تلحين الأصوات وتحسين اللفظ والصوت بحسب الإمكانيات، وتقرأ الحدر لتكثير الحسنات في القراءة.
وجاء في كتاب القراءات العشر لابن الجزري حيث قال: في الحدر، يكون الهدف منها زيادة الحصول على فضل وثواب بسبب كثرة تلاوة القرآن الكريم، ويجب ألا يتعرض فيها للإضرار بالحروف المدودة وفقدان صوت الغنة وسرقة معظم الحركات، ويجب تجنب التفريط في التلاوة بطريقة غير صحيحة وغير مرتبة. والحالة الرابعة هي التدوير، وهي بين الترتيل والحدر بسرعة متوسطة. يقول ابن الجزري في كتابه القراءات العشر: `إن قراءة كتاب الله تعالى يجب أن تكون مرتلة ومجودة بأسلوب اللغة العربية وأصواتها، وتحسين النطق والصوت بأفضل قدر ممكن.
ومن الجدير بالذكر أن قراءة الحدر هي مذهب وطريقة قراءة وتلاوة الكثير من القُراء المعروفين مثل ابن كثير، وأبي جعفر، وأبي عمرو، ويعقوب، وقالون، والأصبهاني، والولي عن حفص، وغيرهم، ولكن يجب أيضاً أخذ الحذر عند قراءة القرآن بالحدر من الإكثار في قراءة الحدر للدرجة التي لا تصل فيها للقراءة الصحيحة، أو إخراجها عن حد الترتيل.
ما هو تعريف الحدر في اللغة
تعود أصل كلمة `الحدر` إلى `الحط`، ويشير إلى الانحدار من الأعلى إلى الأسفل. تعني `الحدر` الهبوط بسرعة، وهي مشتقة من `حدر يحدر`، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى الهبوط والتراجع. يحدث الهبوط بسرعة أكبر من الصعود بسبب الجاذبية الأرضية، ولذلك فإن الهبوط عبر السلالم يستغرق وقتا أقل من الصعود.
ما هو تعريف الحدر اصطلاحاً
يعرفه علماء التجويد بأنه القراءة السهلة السريعة الخفيفة دون إخلال بالحروف. ويتم ذلك بإعطاء كل حرف حقه من السكون والحركة والمد، وذلك دون دمج بين الحروف. يشمل ذلك إدراج القراءة وسرعتها، وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمز وغيرها مما صححته الرواية ووردت به القراءة، مع إيثار الوصل وإقامة الإعراب، ومراعاة تقويم اللفظ وتمكن الحروف.
ما هي أفضل مراتب تلاوة القرآن الكريم
يعتقد بعض الأشخاص أن قراءة سورة الحدر هي أفضل من مراتب تلاوة القرآن الكريم، وقد أجاب ابن مجاهد على سؤال من هو أفضل الناس قراءة: بأنه هو الذي يحقق في فهم سورة الحدر، ومن قال بأنها أفضل مرتبة فعليه بالتحقيق والتدبر، وإن كان قد قرأها قليلا، لأن الهدف من القرآن هو فهمه وتطبيقه، وليس القراءة والحفظ إلا وسيلة لتحقيق ذلك، وجميع المراتب مقبولة، لكن لكل مرتبة منزلتها، فالتحقيق يستخدم للتعليم، وسورة الحدر للدراسة والتذكر، والتدوير لفهم وتدبير الأحكام.
ومع ذلك، هذا الكتاب ليس في أعلى مستويات القراءة، ففي هداية القاري لتجويد كلام الباري صنف مراتب التلاوة بالترتيب التالي: الترتيل ، ثم التدوير ، ثم الحدر ، وأيضا صنفها صاحب تذكرة القراء بالترتيب الآتي: الحدر، والترتيل، والتدوير، وفي الوسط الأتم الآخر.
إذا كان القراءة السريعة ترتبط بالتأمل والتعظيم أكثر من غيرها، فإنها ستصبح أفضل من طرق القراءة الأخرى، لأن التأمل هو العنصر الأساسي في القراءة. يقول الله تعالى: “هذا كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب” (سورة ص: 29)، ويقول سبحانه وتعالى: “أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها” (سورة محمد: 24).
وبناء على ما سبق، نستنتج أن قراءة القرآن بتأن وتدبر وفهم هو الهدف بغض النظر عن مستوى التلاوة، حيث قال الله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا)، وورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عندما سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمٰن الرحيم}[الفاتحة: 1]؛ يمد بـ{بسم الله}، ويمد بـ{الرحمٰن}، ويمد بـ{الرحيم}).
ذكر عن أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فأجابت قائلة: `كان يقرأ آية آية بالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين`. وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يحث على قراءة القرآن بتدبر. ومع ذلك، يمكن للمسلم أن يقرأ بسرعة ما دام لا يخالف قواعد التجويد، مثل حذف الحروف أو تقليل الغنة أو حرف الإدغام وغيرها.
أشهر قراء الحدر (التلاوة السريعة)
يفضل بعض الأئمة قراءة التلاوة السريعة (الحدر)، وينقسمون إلى مجموعات مختلفة
المجموعة الأولى
يتميز شيوخ الحرم المكي بجمال أدائهم وخشوعهم في الصلاة
- عبدالرحمن السديس.
- سعود الشريم.
- ماهر المعيقلي.
- عبدالله الجهني.
ويتميز شيوخ الحرم المدني بأداء جميل وهادئ وخشوع وحزن عجيب، ويشملون أيضًا
- علي الحذيفي.
- حسين آل الشيخ.
- صلاح البدير.
- عبدالمحسن القاسم.
المجموعة الثانية
يضمّ الشيوخ أشخاصًا لهم صوت حاد ومؤثر جدًا على السامعين، مثل:
- خالد القحطاني متميز بشدة تخشعه في التلاوة.
- فارس عباد، الذي يمتلك صوتًارائعًا وعذبًا وخاشعًا.
- – سعد الغامدي، الإمام السابق للحرم المكي.
المجموعة الثالثة
- ماجد الزامل ( سعودي الأصل).
- هاني الرفاعي ( سعودي ).
- عبدالولي الاركاني ( سعودي ).
- العيون الكوشي ( مغربي الأصل ).
- عبد الرشيد صوفي ( صومالي الأصل ).
- إدريس أبكر ( يمني ).
- أحمد العجمي ( سعودي ).
- نايف السالم ( سعودي ).
- عادل الكلباني (الإمام السابق للحرم المكي).