ما هي مراتب التلاوة ؟ ” وشروطها
مراتب القراءات القرآنية وشروطها
يعد القرآن الكريم كتاب الله والدستور الإسلامي الذي يحتوي على كلام الله سبحانه وتعالى، ويوجه ويوضح الأحكام العامة والخاصة للمسلمين، ويشمل أيضا ما يهم المسلم في معرفته بدينه وربه ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويشمل أيضا الجنة والنار وصفات الأشخاص الذين يدخلونهما، بالإضافة إلى قصص الأنبياء والأمم السابقة وغيرها من الموضوعات التي يتضمنها القرآن الكريم، الذي يبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس
هناك فضل في قراءة القرآن الكريم، وهو أمر أشار إليه القرآن الكريم نفسه في الآيات، وأيضا أشار إليه السنة النبوية الشريفة والأحاديث الصحيحة. ومن بين الآيات التي تتحدث عن قراءة القرآن الكريم، العديد منها، ولكن يمكن ذكر ثلاثة منها
- وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَیۡنَكَ وَبَیۡنَ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ حِجَابࣰا مَّسۡتُورࣰا﴾ [الإسراء 45].
- ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) ﴾ سورة النحل 98 : 100
- لقد سهلنا القرآن للذكر، فهل من متذكر؟” – سورة القمر 41
تشير الآيات الكثيرة في القرآن الكريم وغيرها من الأحاديث النبوية الشريفة إلى الفضل العظيم لتلاوة وقراءة القرآن الكريم
- يروي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ولستُ أقول “ألم” حرفًا، ولكن “ألف” حرفًا، و “لام” حرفًا، و “ميم” حرفًا.
- مَن يتقن القرآن ويتلوه بتدبر وتفكر وهو يتعب في ذلك، فله أجران مع الأنبياء والصديقين في الجنة.
- تعهدوا بهذا القرآن، فوالذي نفسي بيده إنه أشد تفلتًا من الإبل في عقلها. رواه مسلم.
ومن هنا يتضح أهمية قراءة المسلم للقرآن الكريم في الحياة الدنيا والآخرة، وأشار علماء التجويد إلى وجود مراتب مختلفة في تلاوة القرآن الكريم، حيث يختلف التلاوة في سرعتها، ويمكن تفصيل مراتب التلاوة والترتيل في التحقيق والتدوير والحدر والترتيل، وعلى الرغم من أن الترتيل والتحقيق يختلفان قليلا في الألفاظ، إلا أن كل منهما يعتبر مرتبة واحدة، وسنوضح هذه المراتب للتلاوة بالتفصيل التالي
مرتبة التحقيق في قراءة القرآن الكريم
التحقيق في اللغة يعني توضيح الشيء بحق وبدقة دون زيادة أو نقصان. إنه التعمق في فهم الشيء والوقوف على حقيقته. أما في سياق علم التجويد، فإنه يعني إعطاء كل حرف حقه وتنفيذ المدود والأغاني وإتقان الحروف في أوقاتها المحددة، وتوضيحها وإتمام الحركات بروية وسكينة. هذا هو مذهب ورش وغيره، وهو الأنسب للمبتدئين الذين يتعلمون قراءة القرآن الكريم ويتعرفون على علم التجويد وتطبيق الأحكام.
مرتبة الحدر في قراءة القرآن الكريم
الحدر في اللغة وهو يعني الهبوط، وذلك لأن السرعة جزء لازم فيه، وهو عكس الصعود، وفي الاصطلاح هو إدراج القاريء للقراءة، مع السرعة فيها، والاهتمام بعدم قطع الحروف، أو عدم وضوحها بشكى كافي، أو ضياع الغنة، أو قصر المد اللازم، وما لا يصح قصره، والتفريط في المدود وقصرها وهو ما لا يصح.
وتعد مرتبة الحدر في قراءة القرآن الكريم هي المرتبة الثالثة من مراتب التلاوة وقراءة القرآن الكريم، وهي مرتبة الإمام ابن كثير رحمه الله، وغيره من العلماء، ولا يمكن لغير المهرة أن يقرأوا بقراءة الحدر تلك، فهي تحتاج إتقان عدة سنوات والإقبال على التدريب، والاهتمام بصحة القراءة، ويبدأ التدريب بمرحلة التحقيق ثم المرتبة الوسط بينهما وهي التدوير ثم مرحلة الحدر وهي المرحلة الأخيرة، من مراتب التلاوة، بناء على السرعة.
مرتبة التدوير في قراءة القرآن الكريم
في اللغة، مفهوم التدوير يعتبر وسطا بين اثنين، وفي السياق التقني، التدوير هو وسيلة القراءة التي تتم بسرعة متوسطة بين التحقيق والتلاوة السريعة. وبمعنى آخر، التدوير هو أسرع من التحقيق وأبطأ من التلاوة البطيئة، وهو الأسلوب الأكثر استخداما من قبل القراء، وهو الأنسب للعبد عند تلاوته للقرآن الكريم، حيث يكون القارئ مسترخا ومتمعنا في النص، مع التأمل والفهم والاستفادة من خيرات القرآن الكريم ومعانيه وعظاته
شروط مراتب التلاوة
بعد وضوح ترتيبات التلاوة، يمكن الحديث عن شروطها وهي كما يلي
- الإخلاص.
- التجرد.
- التدبر.
- التعلم.
- التدريب.
- الاستماع الجيد للشيوخ.
- رعاية البدن.
- رعاية أجهزة النطق.
ما هي أفضل مراتب القراءة
علم التجويد هو علم من العلوم ذات القدر العالي لما له من ارتباط بالقرآن الكريم، حيث يستمد عظمته من عظمة القرآن، والتصاقه به، وتعد أهمية علم التجويد جزء من هذا الترابط الذي بينه وبين القرآن الكريم، والتجويد هو طريقة نطق حروف القرآن الكريم، وإعطاء كل حرف حقه، والتجويد معناه التحسين.
تعلّم التجويد بشكل نظري هو فرض كفاية يكفي أن يقوم به بعض الناس ليسقط عن الجميع، أما التجويد العملي فهو فرض على كل مسلم، حيث قال الله تعالى في كتابه: ﴿ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]، أي تلاه بأحسن تحسين وتجويد.
تعتبر مراتب التلاوة جزءًا هامًا من فن التجويد، ويروي العلماء أن أفضل مراتب التلاوة هي مرتبة الترتيل والتحقيق، وهذا ما يظهره قولهم: الترتيل والتدوير والحدر، وقد قسم صاحب تذكرة القراء هذه المراتب إلى الحدر والترتيل والتدوير والأوسط الأتم فالأخير.
هل من الضروري مراعاة الأحكام في مراتب التلاوة
يقول العلماء في الرد على هذا السؤال، هل من الضروري أن نلتزم بأحكام تلاوة القرآن الكريم، إنهم يقولون إنه على كل مسلم يرغب في تلاوة القرآن الكريم أو حفظه أن يتبع أحكام علم التجويد بقدر استطاعته. ينبغي أن يعطي كل حرف حقه ويلقنه بالطريقة الصحيحة ويحسن التلاوة ويطبق الأصول المتعلقة بالنطق والإخفاء والإدغام وغيرها من القواعد.
وبناءً على ذلك، فإن من يتاح له فرصة التعلم ويضيعها ويقرأ بطريقة خاطئة مماثلة للحن المبين، فإنه يأثم بذلك، ولذلك، فلا يوجد مبرر لتجاهل قواعد التلاوة في القراءة، بغض النظر عن مستوى التلاوة التي يتم قراؤها بها، بل على العكس، فإن من يعرف قواعد التجويد والتلاوة ومستوياتها، يصبح ملزمًا بالالتزام بها أكثر من غيره.
المعايير العلمية لتعليم القرآن الكريم في مجال الإجازة
بالنسبة للإجازة فهي هي طريقة نقل القرآن الكريم صوتياً من جيل إلى جيل آخر، وفيها شهادة من الشيخ الذي يجيز يشهد فيها أن تلاوة الشخص المجاز قد أصبحت قراءة صحيحة مائة بالمائة بالنسبة للرواية التي يقرأ بها، واجيز عليها، مع الإذن الشخص المجاز أن يقرأ، ويقريء غيره القرآن الكريم.
ومن أدلة مشروعية الإجازة يمكن ذكر ذلك الحديث النبوي الشريف أخرجَ البخاريُّ في صحيحِه في كتاب ( فضائلِ القرآن ) عن مسروقٍ قال: ذَكرَ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ فقالَ: لا أزالُ أحبُّهُ، سمعتُ النبيَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم يقول: « خُذوا القرآنَ من أربعةٍ: مِن عبدِ اللهِ بنِ مسعود، وسالمٍ، ومعاذٍ، وأُبيِّ بنِ كعب ».