ما هي ظاهرة الودق
ظاهرة الودق
هناك العديد من الأبحاث والدراسات التي لا تزال تحت الدراسة لفهم سبب ظاهرة الودق وكيفية حدوثها، إذ تتشكل السحب في هذه الظاهرة وتؤدي إلى هطول الأمطار، حيث يتم تفسير ذلك على النحو التالي: يحدث التبخر عندما يتحول السائل إلى غاز، ويمكن تصور ذلك بسهولة عندما تختفي برك المطر في أيام حارة أو عندما تجف الملابس المبللة في الشمس
في هذه الأمثلة، يتحول الماء السائل إلى غاز يسمى بخار الماء في الواقع، حيث تتكون الغيوم من قطرات الماء داخل السحابة. وتتكثف قطرات الماء على بعضها البعض مما يتسبب في نمو القطرات. وعندما تصبح قطرات الماء هذه ثقيلة جدا، بحيث لا يمكن أن تظل معلقة في السحابة، فإنها تسقط على الأرض كمطر
عند التفكير في الأمر ما الذي يسبب ظاهرة الودق ذلك الشكل من الماء لا يسقط من سماء زرقاء صافية يحتاج إلى الغيوم لكن ما الذي يصنع الغيوم؟ تتكون السحب من الماء أو الجليد الذي تبخر من سطح الأرض أو من النباتات التي تطلق الماء والأكسجين كنتاج لعملية التمثيل الضوئي عندما تتبخر أي يرتفع من سطح الأرض إلى الغلاف الجوي يكون الماء على شكل غاز بخار ماء
يتحول بخار الماء إلى غيوم عندما يبرد ويتكثف، أي يتحول مرة أخرى إلى ماء سائل أو جليد، ولتحقيق التكثيف، يجب أن يحتوي بخار الماء على مادة صلبة على شكل “بذرة” صلبة، ويمكن أن تكون هذه البذرة عبارة عن ذرة من الغبار أو حبوب اللقاح أو قطرة ماء أو بلورة من الجليد، والندى هو بخار الماء الذي يتكثف مرة أخرى على سطح الأرض، مثل العشب أو الزجاج الأمامي للسيارة.
في السحابة، تنمو قطرات الماء عندما يزداد وزنها وتصبح أثقل من أن تظل معلقة في السحابة مع المزيد من الماء المتكثف على القطرات الأخرى. وعندما يكون الهواء في السحابة أقل من درجة التجمد (32 درجة فهرنهايت أو 0 درجة مئوية)، فإنها تسقط على الأرض كمطر، على الرغم من وجود عمليات التحديث داخل السحابة
تتكون بلورات الجليد إذا كان الهواء المتجه إلى الأرض متجمداً أو تحته، ومع ذلك إذا كانت طبقات الغلاف الجوي داخل السحابة وبين السحابة والأرض تتناوب بين الدفء والبرودة المتجمدة، فستحدث أنواع أخرى من الترسيب
على سبيل المثال، إذا تساقطت حبة ثلج عبر جزء أكثر دفئا من السحابة، يمكن أن يتم تغطيتها بالماء وتجمدها مرة أخرى عند إعادتها إلى الجزء الأكثر برودة. ويمكن أن تدور وتدور وتتشكل طبقات جديدة من الجليد، وأخيرا ينزل البرد. وإذا كانت عمليات التحديث في السحابة الرعدية قوية بما فيه الكفاية، يمكن أن تصبح أحجار البرد كبيرة جدا قبل أن تصبح ثقيلة جدا لدرجة أنها لا تستطيع البقاء مرتفعة. ويمكن أن تتراوح أحجار البرد في الحجم من حبة البازلاء إلى حجم كرة الجولف.
تم الكشف عن ذلك من خلال الأقمار الصناعية، إذ أنها أدوات مهمة لعلماء الغلاف الجوي والمتنبئين بالطقس، حيث تقدم الأقمار الصناعية الحالية للطقس للعلماء معلومات حول شكل السحب من الأعلى وحتى مدى ارتفاعها. يستخدم العلماء بيانات من سلسلة الأقمار الصناعية للتشغيل البيئي للأقمار الصناعية-R (GOES-R)، إلى جانب بيانات من مهمة ناسا العالمية لهطول الأمطار، لدراسة هطول الأمطار والأعاصير
تزود هذه الأقمار الصناعية بالصور والبيانات حول الغلاف الجوي لدراسة دورة المياه على الأرض، مما يمكن علماء الأرصاد الجوية (المتخصصين في توقعات الطقس القصيرة المدى) وعلماء المناخ (المتخصصين في تغير المناخ على المدى الطويل) من إجراء الأبحاث. وتقوم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ببناء وإطلاق (بالتعاون مع ناسا) وتشغيل نوعين مختلفين من الأقمار الصناعية البيئية.
ما معنى كلمة ودق في القرآن
كما نعلم، يتم ذكر كلمة الودق في القرآن في موضعين في سورة الروم وسورة النور. حيث يقول تعالى في آية رقم 43 من سورة النور: `ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء. يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار`.
تفسير أصل كلمة “ودق” في سورة النور
قال تعالى: “ألم تر أن الله يزجي سحابا”، أي بقدرته يسوقه برفق، “ثم يؤلف بينه”، يجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة، ويضم بعضه إلى بعض، “ثم يجعله ركاما”، بمعنى بعضه فوق بعض، “فترى الودق”، جاء ذكر الودق وهو المطر، “يخرج من خلاله”، مخارج السحاب، “وينزل من السماء من”، على هيئة جبال في السماء، بدلا من يصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء، وجاء معنى “سناء برقه” لمعانه “يذهب بالأبصار” الناظرة له، أي يخطفها
كما قال الله عز وجلَّ في سورة الروم الآية رقم 48 (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ).
تفسير أصل كلمة `ودق` في سورة الروم
الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء، هو الذي يتحكم في السحاب ويرسل الرياح ليثير سحبا ثقيلة بالماء، وبعد ذلك ينشرها في السماء كيفما يشاء، ويجعلها متفرقة كما نرى، إذ ليس كل الأماكن بها مطر في نفس التوقيت، فإذا سقاها الله على عباده، فإنه خير لهم، فيستبشرون ويفرحون بأن الله أرسل ذلك إليهم.
كم مرة ذكر الودق في القرآن
يتم ذكر الودق مرتين في القرآن الكريم، في الآية 48 من سورة الروم وفي الآية 43 من سورة النور، ولكن تم ذكر مشتقاتها في القرآن بكثرة، مثل كلمة “المطر” التي تعني الودق، ويتعين علينا التأمل في معجزات الله وجمال خلقه، وإدراك نعمة عظيمة في إرسال الله للودق ليحيي الأرض ومن فيها من النباتات والحيوانات والبشر، ومن الممكن أن يشار إلى الودق باسم “الغيث” أو “الصيب” أو “الوابل” أو “الثعول” أو “الهمالي.
وإليك بعض الآيات القرآنية التي جاء بها ذكر لفظ “المطر”:
- قال تعالى في سورة الأعراف الآية 84: نزَّلنا عليهم مطرًا، فانظر كيف كان عاقبة المجرمين.
- قال تعالى في سورة هود الآية 82: وعندما وصل أمرنا، جعلنا أعلى هذه القرية سافلة وأمطرنا عليها حجارة من السجيل المنضود.
- قال تعالى في سورة يوسف الآية 49: “ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ”.
- في سورة النساء، الآية 102، قال الله تعالى: إذا كنت معهم وأردت أن تصلي لهم، فلتصل معك طائفة منهم وليأخذوا أسلحتهم، وعندما يسجدوا، فليكونوا وراءكم، وليأت طائفة أخرى لم يصلوا معك، فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم. والذين كفروا يودون لو تغفلتم عن أسلحتكم وأمتعتكم، لكي يهاجموكم، ولكن لا ينبغي عليكم أن تضعوا أسلحتكم إذا كنتم تتأذون بسبب المطر أو كنتم مرضى، وعليكم أن تأخذوا حذركم، لأن الله أعد للكافرين عذابا مهينا
- قال تعالى في سورة الأنفال الآية 32: وقد قالوا: `اللهم إن كان هذا الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو أتنا بعذاب أليم.
الفرق بين الودق والمطر
المطر هو ماء مكثف يتساقط من السحابة، بينما الودق هو عاصفة تتكون من الرعد والبرق الناتج عن الركام، وغالبًا ما يترافق بالمطر، وأحيانًا البرد أو المطر المتجمد أو الثلج، ويظهر على شكل خطوط متصلة ومنكسرة تشبه أشعة الشمس المنكسرة بين الغيوم.