ما هي سقر
قد نجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي توجه الإنسان وتنذره، ونجد أيضا أن القرآن الكريم يحتوي على التشجيع والتحذير، فنجد بعض الأشخاص يقتربون من الله بواسطة التشجيع ويحبون أداء العبادات دون أي خوف أو رعب من العقاب، ولكن هناك بعض الأشخاص الآخرين الذين يحتاجون إلى التحذير حتى يفعلوا ذلك، ويأتي البعض الآخر إلى الله والطريق المستقيم بواسطة التشجيع في بعض الأحيان وبواسطة التحذير في أحيان أخرى، وستجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن نعم الله وفضله على الإنسان، ولكن الآيات المخوفة هي التي تؤثر في النفس وتجعل الإنسان يخاف من العقاب والنار، ومن الأسماء المذكورة في القرآن الكريم هي سقر، فما هو سقر وهل هو وصف للنار أم أحد أنواع العقاب فيها.
النار في القرآن
من الممكن أن نجد أن الله عز وجل قد ذكر النار في آيات عديدة من القرآن الكريم، حيث وصف النار والزبانية التي تقف عند أبوابها، وعرفت ما يأكله أهل النار وما يشربونه فيها وغيرها من الأشياء التي تجعل البدن يرتعب منها، ومن الممكن أن نجد أن القرآن الكريم قد ذكر العديد من أسماء النار، فنجد في القرآن اسم جهنم، وأيضا الهاوية، ولظى، وسقر، وجميعها أسماء للنار التي ذكرت في القرآن، وكل منها يحتوي على عذابات هائلة يشهدها الناس في يوم القيامة.
ما معنى سقر
سقر هو اسم للنار ذكر في القرآن الكريم، وتم ذكره أربع مرات في كتاب الله. ذكر في سورة القمر مرة واحدة: `إن المجرمين في ضلال وسعر، يوم يسحبون في النار على وجوههم ليذوقوا مس سقر`. هنا، يعاقب الله الكافرين والذين يكذبون آياته بعذاب مهين في سقر، حيث سيسحبون على وجوههم بشكل مذل ومهين حتى يذوقوا عذاب الله في سقر كجزاء على كذبهم وتكبرهم.
– تم ذكر اسم “سقر” في ثاني موضع في سورة المدثر بثلاث آيات كريمة. قال الله تعالى: “سأصليه سقر * وما أدراك ما سقر * لا تبقي ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر”. من خلال هذه الآيات، يتوعد الله تعالى مشركي قريش، الذين كذبوا رسول الله ودعوته الإسلامية، بالعذاب الشديد في سقر، وذلك جزاء لكذبهم على الرسول واتهامهم بالسحر. ويعني “سأصليه سقر” أن الكافر سيدخل النار الحامية في جهنم. وبعد ذلك، يأتي سؤال الله تعالى “وما أدراك ما سقر”، ولكن الله تعالى يجيب على هذا السؤال بتفسير أن سقر هو مكان لا يبقى فيه شيء ولا يذر، وأنه على هذا المكان توجد لواحة للبشر عليها تسعة عشر، وعندما يلقى الكافر في سقر، سيتم ذوبانه في النار، وبعد تجديده وإعادته للحياة، سيتم حرقه مرة أخرى.
تعرف سقر باعتبارها نارا حارقة جدا تهلك الجسد ولا يبقى فيه شيء، وتسبب الكثير من الألم للمعذب، إذ تحرق الجلد وتجعله أسودا وأكثر سوادا من الليل بدون قمر، ويأتي هنا الترهيب الكبير من الله جل وعلا للكافرين والمشركين بآياته، والدعوة الصادقة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والذين كذبوا الدعوة ولم يؤمنوا بها، وكذلك الملائكة الأشد قوة وعددهم تسعة عشر كما ذكر في القرآن الكريم، فنحن نلجأ إليك يا الله بحولك وقوتك من النار وعذاب النار.