اسلاميات

ما هي دلائل العمل بالعلم

معنى العمل بالعلم

وجب الله تعالى على المسلمين تعلم دينه، وأفضل عز وجل أهل العلم على غيرهم من البشر. وكما ورد في الحديث الشريف ما يفيد بفضل العالم وفضل طالب العلم، حيث شبه النبي عليه الصلاة والسلام فضل العالم على العابد كمثل القمر على سائر الكواكب، وأخبرنا عليه الصلاة والسلام أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم.

وتنقسم أنواع العلوم إلى نوعين، وهما:

  • العلوم الشرعية
  • العلوم العامة.

يعتبر العلمان العام والشرعيان مهمين جدًا، حيث تفيد العلوم العامة الإنسان في الدنيا وتساعده على بناء الأرض بالعلم، وهذا هو الهدف الرئيسي من حياة الإنسان، بينما تفيد العلوم الشرعية الإنسان في الدنيا والآخرة، فتحميه من الضلال في الدنيا وتنجيه من عذاب الآخرة.

لكن العلم وحده لا يكفي، فالعالم والمتعلم يجب أن يعمل بالعلم. فالعمل هو ثمرة العلم، والعلم هو في الواقع خادم للعمل، والعمل هو غاية العلم. فلولا العمل، ما كان الاهتمام بالعلم. نحن نتعلم لنعمل ونطبق ما تعلمناه في حياتنا، وأيضًا يجب أن ننقل هذا العلم لغيرنا، فزكاة العلم هي نشره.

إذا لم نعمل بما ورد في القرآن الكريم وما تعلمناه منه، سيكون ذلك حجة ضدنا وليس حجة لصالحنا.

دلائل العمل بالعلم

حذرنا الله تعالى من ترك العمل بالعلم في كتابه العزيز وقال: `فنبذوه وراء ظهورهم`. واتفق السلف على أن معنى تلك الآية الكريمة هو ترك العمل.

وفي سورة الكهف، يقول الله تعالى: `أنما إلهكم إله واحد، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً`، وصدقالله العظيم.

وكما يؤكد السنة النبوية على أهمية العمل بالعلم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: `لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة، عن عمره فيما أفناه، وعن عمله فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه`، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ذم من يترك العمل بالعلم

يذم الله تعالى ورسوله الكريم من يترك العمل بما علم، وقد ذُكرت العديد من الآيات في القرآن الكريم والأحاديث النبوية في هذا الصدد.

يقول المولى عز وجل في سورة الصف:قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون

كما قال المولى عز وجل في قصة شعيب عليه السلام: `وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه`.

ويقول عز وجل في كتابه العزيز في سورة الجمعة:يشبه الأشخاص الذين حملوا التوراة ولم يلتزموا بها الحمار الذي يحمل الأسفار، وهم شبيهون بالقوم الذين كذبوا آيات الله، ولكن الله يهدي الظالمين.

أيضا حذرنا نبينا الكريم من أن نتعلم العلم ولا نعمل به، وأخبرنا عليه الصلاة والسلام عن خطورة ترك العمل بالعلم، حيث قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: `يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقطابه في النار، فيدور كما يدور الحمار بركاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟` يقول: كنت أمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتي.

أمرنا الله ورسوله أن نتعلم العلم ونعلمه للآخرين وأن نطبِّق هذا العلم الذي تعلمناه ولا نتركه، وأن نعلِّم الآخرين ولا نترك أنفسنا.

العمل بالعلم عند السلف

أدرك السلف الصالح تلك المعاني وفهموا المخاطر التي تنتج عن ترك العمل بالعلم. ويقول أبو الدرداء الله عنه: `أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوني على رؤوس الخلائق ويقول لي: يا عويمر، فأقول: لبيك يا رب، فيقول: `ما عملت فيما علمت` .

حكي عن السلف الصالح أن الحسن البصري رحمه الله قد تولى خطابة الناس يوم الجمعة، وكان الناس يحبونه ويبجلونه. ثم أتى بعض الرقيق وطلبوا منه أن يخطب عن فضل إعتاق الرقاب. وجاءت الجمعة الأولى ولم يتحدث الحسن البصري في هذا الأمر، وجاءت الجمعة الثانية ولم يتحدث، وعندما أتت الجمعة الثالثة تحدث عن فضل عتق رقبة مسلمة، فخرج الناس فأعتقوا رقيقهم.

في يومٍ ما، جاءَ الرقيق المحررون إلى الحسن البصري ليشكروه، وأخبرهم الحسن أنه تأخر عليهم لأنه كان لا يملك المال، وانتظر حتى جمع المال ليشتري عبدًا ويعتقه، لأنه كان يخشى أن يكون من الأشخاص الذين يقولون مالا يفعلون.

كيف يكون العمل بالعلم

يتضمن العمل بالعلم ثلاثة أمور هي:

  • الاعتقاد الصحيح

الاعتقاد في اللغة يعني إحكام العقدة، وفي الشرع الاعتقاد ما يعتقده الإنسان في ذهنه، لكن بشرط أن يكون جازما وليس فيه مجال للشك، والاعتقاد ليس كلاما أو قولا، بل محل الاعتقاد هو القلب.

من أمثلة الاعتقاد الصحيح أن نؤمن بأن الله عز وجل هو المستحق الوحيد للعبادة، وأنه هو المدبر للكون.

  • الامتثال لأوامر الله عز وجل وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام

لن يكون اعتقاد الإنسان صحيحًا، إلا إذا تعلم العلم من مصدره الصحيح، وأول تلك المصادر هي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

أعظم ما أمرنا الله تعالى به هو التوحيد، وكذلك أمرنا بالحرص على إقامة الصلوات في أوقاتها، وصيام شهر رمضان عند بلوغ الإنسان، والدعاء أيضًا من أوامر المولى عز وجل. فالدعاء هو جوهر العبادة، وقد علمنا نبينا الكريم أسس الدعاء لله عز وجل.

من شروط العمل بأوامر المولى عز وجل هو الإخلاص لله وحده، واتباع سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. فقد علمنا النبي كل أمور ديننا وأرشدنا في أداء العبادات، ولذا يجب علينا أن لا نتجاوز ما أمرنا به نبينا الكريم.

كما أمرنا النبي بأداء الصلوات الخمس على نحو يشبه صلاته عليه الصلاة والسلام، فلا ينبغي زيادة أو تقليل عدد الركعات في أي صلاة، بل يجب الصلاة على النحو الذي ورد في سنته عليه أفضل الصلاة والسلام.

  • ترك ما نهى الله ونبيه عليه الصلاة والسلام عنه

من الأمور الهامة في العمل بالعلم هو الامتناع عن ما نهى الله ورسوله عنه، وأكبر ما نهانا الله ورسوله عنه هو الشرك بالله سبحانه وتعالى، وكذلك الامتناع عن الظلم وأخذ مال اليتيم والقيام بالأعمال السيئة مثل الفساد والاستيلاء على أموال الناس بشكل غير مشروع، وغير ذلك من الأفعال المنكرة التي يمكن أن تؤثر على إيمان المسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى