ما هي انواع الطلاق
يعرف الطلاق بمعناه اللغوي بأنه فسخ العقد وانتهاء رابطة الأطراف المعقودة، ويشير أيضا إلى ترك شيء وإرساله. أما في المعنى الشرعي، فإنه يعني حل عقد الزواج وانفصال الطرفين عن بعضهما، ويوجد دلائل شرعية تؤكد جواز الطلاق. فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة البقرة، الآية 229: `الطلاق مرتان: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان`. وفي سورة الطلاق، الآية 1: `يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة`. وبالرغم من أن الطلاق مسموح به في القرآن والسنة، إلا أنه يخضع للعديد من الأحكام والشروط. وهناك أنواع مختلفة من الطلاق يجب على كل مسلم أن يكون على دراية بها.
ما هو حكم الطلاق وأنواعه
هناك أسباب عديدة للطلاق، حتى إذا كان الشريكان يحبان بعضهما البعض، فالطبيعة البشرية تجعل وجود بعض الخلافات أمرا محتملا. ويمكن لبعض الأشخاص تجاوز تلك الخلافات، بينما البعض الآخر لا يستطيع ذلك. والله تعالى يعلم مدى قدرة عباده على التحمل، لذا منحهم الطلاق لكي لا يضطروا للعيش مع بعضهما البعض ضد إرادتهما. فالبيت المسلم يقوم على الود والمودة والرحمة، وهناك الكثير من الأسباب سواء كانت شرعية أو نفسية أو اجتماعية تدعو إلى الطلاق، ويعد الطلاق حلا لبعض المشاكل التي يصعب الحل فيها، خاصة الطلاق بالتراضي والطلاق الرجعي بكافة أنواعه وتفاصيله. وبالتالي، فإن هناك نوعان رئيسيان من الطلاق، وهما الطلاق من حيث الحكم والطلاق الرجعي بكافة أنواعه وتفاصيله، وهناك العديد من أنواع الطلاق المختلفة
الطلاق من حيث التعليق والإنجاز
- الطلاق المنجز
- الطلاق المعلق
- الطلاق المضاف
الطلاق باعتبار الصياغة
- الطلاق بالكناية
- الطلاق الصريح
الطلاق التعسفي
- الطلاق دون سبب واضح
- طلاق مرض قبل الموت
طلاق باعتبار العوض
- الطلاق بعوض
- الطلاق بدون عوض
طلاق باعتبار الحكم
الطلاق السني: وهو إصدار الطلاق المسموح به شرعا، وتحقيق شروط حدوث الطلاق التي تكون صحيحة دينيا، حيث يكون على المرأة أن تكون غير حائضة عند وقوعه، كما يتضمن شرطين أساسيين وهما:
- أن تكون المرأة مطلقة لا يعتبر حيضًا، ويتم إصدار الطلاق عليها في هذه الحالة، وإذا طلقت المرأة أثناء الحيض، يكون الذنب على الرجل الذي يجب عليه التوبة، وعلى الرغم من جواز الطلاق، فإن الذنب على الرجل.
- يجب ألا تكون المرأة في طهر جامعها فيه الرجل، وهذا ما قاله ابن قدامة: “يشير طلاق السنة إلى الطلاق الذي وافق عليه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في الآية والأحاديث المذكورة، وهو الطلاق في طهر ليس فيه احتكاك، ثم يتركها حتى تنتهي عدتها. ولا يوجد خلاف فيما يتعلق بأنه إذا طلقها في طهر ليس فيه احتكاك ثم تركها حتى تنتهي عدتها، فإن هذا يتفق مع السنة ويعتبر طلاقا مصححا للعدة التي أمر بها الله.” وخاصة أن الطلاق الإلكتروني قد أذن به أهل العلم وأصبح واقعا، حيث يمكن للزوج أن يطلق زوجته عبر الهاتف أو من خلال برامج التواصل الاجتماعي
الطلاق البدعي: الطلاق البدعي هو الطلاق الذي ينتهك شروط الطلاق السليمة، مثل الطلاق أثناء فترة الحيض أو النفاس، أو في طهر جامع، أو الطلاق وهي ما زالت في عدتها في حال كانت مطلقتها قد أطلقتها بطلاق رجعي سابقا، ويمكن تقسيم الطلاق البدعي إلى فئات
- يمكن للرجل أن يقول طلاق بأي عدد من الطلقات التي يريد لكن هذا بدعة لا أصل لها في الدين، فالطلاق يحدث بواحدة فقط وعلى هذا يتم تحديد مدة العدة.
- الطلاق البدعي هو الذي يحدث عندما تكون المرأة في حالة معينة، مثل الحيض أو فترة النفاس أو الطهر، ويجامعها زوجها ولم يتأكد من عدم حملها، فإن الطلاق يحدث بشكل حتمي، ولكن يكون على الرجل أثمًا كبيرًا.
طلاق باعتبار الرجعي
الطلاق الرجعي :الطلاق الرجعي هو نوع من الطلاق الذي يمكن للزوج إلغاؤه واستئناف العلاقة الزوجية، مثل الطلاقة الأولى أو الطلاقة الثانية، وفي فترة العدة يمكن للمرأة أن تعيد زوجها في أي وقت، وهذا ينطبق على المرأة المتزوجة، أما المرأة الغير متزوجة فلا يوجد لها فترة عدة، وسوف يتم توضيح أحكام الطلاق الرجعي لكل حالة
- رجعة المختلعة: يتم إجراء الخلع تحت البينونة الصغرى، ويمكن للزوج العودة عن ذلك، ولكن يجب الالتزام بمهر جديد وعقد جديد.
- رجعة المطلقة ثلاث طلقات: لا يمكن رجوع المرأة المطلقة ثلاث مرات، إلا أن وجد محلل، أي تزوجت من زوج أخر، فإن حدث طلاق من الزوج الأخر يمكن الرجوع للزوج الأول ولكن يجب أن يكون الزواج الأخير صحيح ويجب أن يدخل بها، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز “فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” صدق الله العظيم.
- رجعة المطلقة مرة أو أثنان: يمكن للزوج أن يعيد زوجته التي طلقها خلال فترة العدة، طالما كانت تلك الطلاقة الأولى أو الثانية، ولا يوجد أي إشكال في ذلك، وذلك بدون عقد جديد، علما بأن مدة العدة للمطلقة الحامل تستمر حتى تضع جنينها، حتى إذا طلقت قبل الولادة بيوم واحد، قلت أنه يتم استئناف العقد بينهم فور وضع الطفل، أما عدة المرأة التي لا تحيض، فمدتها ثلاثة أشهر متتالية، وعدة المرأة التي تخضع لاستئصال الرحم ثلاثة أشهر، وأما المرأة التي تتوقف عن الحيض بدون سبب، فعدتها مثل عدة الحامل وتستمر لمدة تسعة أشهر متتالية، وأما المرأة العادية غير الحامل والتي تحيض بشكل طبيعي، فعدتها ثلاث دورات متتالية، وبعد الدورة الثالثة تكون طاهرة ويمكن الطلاق دون أي مشكلة.
- رجعة الفتاة الغير مدخول بها: يقول الله تعالى في سورة الأحزاب”
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا” وذلك فرجعة الفتاة المطلقة دون دخول بها، هي عقد ومهر جديدان، حيث لا عدة لها، ولا رجعة فيها.
الطلاق البائن: يقسم الطلاق البائن إلى نوعين وهما
- الطلاق البائن بالبينونة الكبرى: وهو طلاق يحدث ثلاث مرات، سواء كان هناك تعويض أم لم يكن، وبعد الطلاق الثالث، لا يمكن للمرأة أن تعود إلى زوجها إلا بشروط معروفة. وتلك الشروط هي أن تتزوج رجلا آخر ويدخل بها ويعاشرها كما يعاشر الأزواج. والزواج في الإسلام ليس مجرد شكل فقط. ولكي يتزوجها الرجل الآخر، يجب أن تطلقها من الزوج الجديد طلاقا واضحا، وتقضي عدتها كما هو مقرر في الشرع والدين، وتتلقى المطلقة نفقتها أثناء فترة العدة.
- الطلاق البائن بالبينونة الصغرى: يشير هذا إلى الطلاق قبل الجماع بالمرأة، حيث يمكن للزوج والزوجة كتابة كتاب الطلاق دون الدخول بها، أو إطلاقها بعد الجماع من خلال الخلع، وإذا اختارت المرأة الطلاق، يمكن أن يتم ذلك في المحكمة، ويمكن الإطلاع على المقال لمعرفة كيفية الطلاق في المحكمة، مع الشرط ألا يتم إطلاق الثلاث طلقات، وفي كلتا الحالتين، لا يمكن للمرأة العودة إلى زوجها إلا بعد عقد زواج جديد ودفع مهر جديد، ويتم احتساب هذا الطلاق كواحدة من الثلاث طلقات، ويجب على الرجل توفير السكن والنفقة للمرأة إذا كانت المطلقة حامل.