ما هي العوامل الطبيعية المؤثرة في الجغرافيا السياسية

ما هي الجغرافيا السياسية

تتمثل الجغرافيا السياسية في العلاقة التي تربط السياسة بالجغرافيا وتأثيرها عليها، ويختصرها المهتمون بمجال الجغرافيا السياسية في مفهوم محدد

فرع من الجغرافيا يتعامل مع حدود وتقسيمات الوحدات السياسية مثل الدول ويدرس أوضاع المدن السكنية.

ومن هنا يتضح مفهوم الجغرافيا السياسية وأنها تجمع بين كل من المفهوم الجغرافي والسياسي ومدى تأثير وتأثر كل منهم بالآخر فسوف نجد أن السياسة وقراراتها لها تأثير على الجغرافيا، وفي المقابل فإن للجغرافيا تأثير على السياسة باعتبار أن بينها علاقة تأثير متبادلة، وهو ما يبين مواقف الدول والحكومات تجاه بعضها.

العوامل الطبيعية المؤثرة في الجغرافيا السياسية

هناك عوامل طبيعية تؤثر على الجغرافيا السياسية، وتشمل هذه العوامل الطبيعية العوامل المؤثرة التي لم يتدخل الإنسان في إنشائها وجاءت بشكل طبيعي من العوامل الطبيعية، وتشمل هذه العوامل

• المناخ الطبيعي

يؤثر المناخ الطبيعي على الجغرافية السياسية ويمكن رؤية ذلك في التأثير والتأثر بين الدول في الحروب والاحتلال. على سبيل المثال، تأثرت بعض الدول بشدة بسبب الحرارة عند محاولة احتلالها لدول أخرى مثل روسيا وألمانيا، وتأثرت قوات ألمانيا بشدة بسبب برودة الجو مما استدعى انسحابها أمام القوات الروسية.

وهناك أيضاً قرارات سياسية لها علاقة بالمناخ مثل قيام حضارات أو تماثل مناخ بعض الدول مع غيرها بسبب اجتماعه تحت إقليم مناخي معين مثل إقليم مداري حار أو أقليم بحر متوسط وهو ما يجعل القرارات السياسية في حالة هذا التماثل أيسر في الاتخاذ بعكس المثال السابق لروسيا وألمانيا حيث أثر المناخ بالعكس وهكذا.

• التضاريس الطبيعية

التضاريس الطبيعية لها تأثير كبير على الجغرافيا السياسية، ويتضح ذلك بوضوح من خلال ما حدث في فيتنام مع الجنود الأمريكيين الذين كانوا يعرفون تضاريس بلادهم، وكذلك الهنود الحمر وأفغانستان في حربهم مع أمريكا وغيرها من الأمثلة. فالتضاريس الطبيعية تشمل الجبال والبحار والسهول والغابات وغيرها من أشكال الأرض التي يعرفها سكان البلاد ويجهلها الآخرون، وهذا يعمل في مصلحة البلاد.

لا يقتصر دور التضاريس على مواجهة الغرباء والمحتلين فحسب، بل يمتد ليؤثر على ثقافة وتاريخ وعادات أهل تلك البلاد، وطريقة حياتهم ومعيشتمل تحضرهم بشكل عام، ومدى اقترابهم أو ابتعادهم ثقافيًا واجتماعيًا، فمن يعيش في مناطق جبلية أو صحراوية يختلف تمامًا عن من يعيش في مناطق حضرية.

كما أن للتضاريس الجغرافية أثر كبير على الانفتاح العالمي على الدول المجاورة والتأثير والتأثر بها ومدى الاشتراك الحضاري والثقافي بسبب التضاريس وكذلك أيضاً الصراعات بسبب التضاريس فهناك صراع على مضيق هرمز أو ممر جبلي أو هضبة الجولان وغير ذلك من امثلة يعد صراع جغرافي سياسي أثرت فيه العوامل الطبيعية المتعلقة بالتضاريس الجغرافية.

• المساحة

يتأثر الوضع السياسي للدول بشكل كبير بالعوامل الطبيعية مثل مساحة الأراضي ومواردها الطبيعية، حيث أن الصراعات السياسية كالاحتلال والتقسيم تحدث بسبب تلك العوامل، ومن أمثلة تلك الصراعات العربية احتلال العراق لدول مجاورة وصعوبة السيطرة على بعض الدول العربية بسبب امتداد مساحتها الكبيرة، وكذلك تفكك الاتحاد السوفيتي والصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا.

تأثير العوامل الجغرافية على قوة الدولة

لكل دولة قوتها الخاصة التي من خلالها يمكن لها أن تجابه بها أي قوى اخرى، وقد تكون تلك العوامل التي تمتلكها الدول عوامل اقتصادية أو عوامل بشرية وعوامل سياسية وعوامل عسكرية وجغرافية وكثير من العوامل المتعددة والمختلفة، وتعتبر العوامل الجغرافية عوامل قوة هامة للدول يمكن لها أن ترتكز عليها، والعوامل الجغرافية مثل المناخ والتضاريس والموارد الطبيعية.

تعد الموارد الطبيعية لكل دولة مصدرا هاما وضروريا لقوتها. فمن بين الموارد الطبيعية الهامة لأي دولة يأتي الماء، الذي يعد سبيلا أساسيا للحياة، ولا يمكن الاستغناء عنه أو العيش بدونه. ومن ثم، يشكل تهديدا أمنيا بالنسبة لبعض الدول، كما هو الحال بين أثيوبيا ومصر في الوقت الحالي. وبالإضافة إلى ذلك، يعد الماء عاملا طبيعيا يؤثر على توزيع السكان .

تلعب الموارد الطبيعية دورا هاما في العديد من الدول العربية، ويعتبر البترول من أهم هذه الموارد وموردا اقتصاديا طبيعيا هاما، وقد شكل البترول قوة كبيرة ومهمة لثروات تلك الدول وتقدمها الاقتصادي على كافة الأصعدة.

العوامل البشرية المؤثرة على قوة الدولة

وبالإضافة إلى تأثير العوامل الطبيعية على قوة الدولة وتقدمها وحياتها، فإن العوامل البشرية لها تأثير هام وكبير على هذه القوة، ومن أهم العوامل البشرية عدد السكان.

يمكن أن يكون عدد السكان في أي دولة سببا في قوتها أو ضعفها، وللتركيبة السكانية وتوزيع الأعمار أهمية كبيرة في تحديد أهمية العوامل البشرية للدولة.

يمكن أن يؤثر زيادة عدد السكان على اقتصاد وتنمية البلاد، حيث يصعب على الدولة تلبية احتياجات الشعب بالكامل، وعلى العكس فقدان السكان بشكل كبير يعني نقصًا في قوى العمل والموظفين اللازمين لتشغيل مؤسسات الدولة.

كما أن لعمر العامل تأثيرا كبيرا، فقد يؤدي زيادة عدد السكان إلى زيادة نسبة الشباب العامل، مما يقلل من أزمة زيادة السكان، وعلى العكس، إذا كان عدد السكان كبيرا ونسبة الأفراد العاملين قليلة، فيكون الغالبية من كبار السن والأطفال، مما يتسبب في إعالة الدولة لهم وتزيد المشكلة.

وهذا يشير إلى أن العامل البشري يمكن أن يكون مفيدا لقوة الدولة وقد يكون سببا في ضعفها وفقا للعوامل المؤثرة المذكورة سابقا.

إضافة إلى التسليح العسكري الذي يمنح الدولة القوة لمواجهة العدوان الخارجي وتقوية صفوف الجنود، هناك عوامل بشرية أخرى تساهم في تحديد قوة وضعف الدول.

ومن بين عوامل القوة والضعف للدول من الناحية البشرية، أو ما يطلق عليه بالعوامل البشرية التي تؤثر في توزيع السكان، تشمل الصناعة والزراعة والتجارة ووسائل الإنتاج المختلفة، ومعروف أن الاقتصاد الوطني هو أحد أهم عوامل قوة الدولة.

الأسس في الجغرافيا السياسية

يتم شرح الأسس الرئيسية للجغرافيا السياسية في خمس نقاط متتالية، وهي التي تشكل أساس فهم وجوانب الجغرافيا السياسية

• موقع الدول الجغرافي

 على الرغم من ذلك، فإن الموقع الاستراتيجي للدولة لا يمكن إنكار أهميته الكبيرة في السيطرة على مختلف جوانب الدولة، وخاصة في حالة الحرب حيث يعد سلاحًا عسكريًا، وفي حالة السلم يشكل موقع الدولة الاستراتيجي طريقها للتجارة والتبادل الثقافي والعلمي والسياحي.

• شكل ومساحة الدول

يعتبر هذا الأساس من أسس الدولة فيما يتعلق بمساحتها وطول حدودها مع الدول المجاورة وتأثيرها عند توسع أراضيها.

• المناخ الجوي

يتأثر النشاط والعمل في بعض المناطق بأثر الطقس الحار، كما يتضح ذلك من النظر إلى الدول القطبية وبعض المناطق التي لا يوجد سكان فيها بسبب صعوبة المناخ، ويتمثل أثر هذا الأساس الجغرافي بشكل عكسي.

• السكان

يُعَدُّ عدد السكان أحد عوامل قوة الدول في فترات مختلفة، سواء في أوقات السلم أو الحرب، ويعتمد ذلك على قوتهم العلمية والعملية.

• الموارد الطبيعية

هذا العنصر هو عنصر هام وقوي في قوة الدولة، فالدولة ذات الموارد الطبيعية الغنية، مثل خصوبة التربة، ليست متساوية مع الدول التي تفتقر للعوامل والموارد الطبيعية. وعلى الرغم من أن التقدم الحالي لم يعد مفيدا للدول الغنية بالموارد الطبيعية، إلا أنه لا يزال عنصرا أساسيا في الجغرافيا. .