ما هي الضفيرة المشيمية ؟.. ووظيفتها
ما هي الضفيرة المشيمية
الضفيرة المشيمية هي بنية رقيقة تغطي معظم بطينات الدماغ، وهي حاجز وقائي ينتج السائل النخاعي الذي يغذي الدماغ والحبل الشوكي، وتترافق الاختلافات في وظيفة أو بنية الضفيرة المشيمية مع الخراجات والتشوهات الخلقية الأخرى منذ الولادة، ويمكن اكتشاف هذه المشاكل قبل ولادة الطفل أو في مرحلة الطفولة المبكرة، وتكون الآثار الأكثر وضوحا تضخم الرأس والخمول.
يمكن أن تظهر الخراجات أو الأورام في الضفيرة المشيمية، وعلى الرغم من أنها غير خطيرة عادة، إلا أن الأورام الكبيرة قد تسبب مشاكل صحية، مثل تراكم السوائل وارتفاع ضغط الدماغ، وربما يتطلب الأمر علاجا جراحيا.
تشريح الضفيرة المشيمية
الضفيرة المشيمية هي جزء من الأم الحنون، وهي الطبقة الأعمق من الطبقات الثلاث للسحايا التي تحيط بالجهاز العصبي المركزي وتحميه، ويتكون الجهاز العصبي المركزي من الدماغ والنخاع الشوكي.
الأم الحنون والضفيرة المشيمية تتصاقان مباشرة بأنسجة المخ، بينما توجد فجوة صغيرة بين الدماغ والطبقات الأخرى من السحايا (الأم الجافية والأم العنكبوتية) التي تغطي الجهاز العصبي المركزي بأكمله. ومع ذلك، توجد الضفيرة المشيمية فقط في بعض مناطق الأم الحنون. بالإضافة إلى ذلك، يتدفق السائل الدماغي النخاعي الناتج عن الضفيرة المشيمية حول سطح الجهاز العصبي المركزي بأكمله.
بنية الضفيرة المشيمية
يتألف الضفيرة المشيمية من نسيج طلائي يفرز الأوعية الدموية، ويعد النسيج الظهاري هو النوع الذي يغطي معظم هياكل الجسم.
الضفيرة المشيمية مغروسة في الشعيرات الدموية، وهي أوعية دموية رفيعة جدًا ومنفصلة إلى حد ما، إن بنية الضفيرة المشيمية تجعلها مسامية بشكل معتدل، مما يسمح للمواد المختارة بالتدفق بين السائل النخاعي والدم، وتحتوي بطانة الضفيرة المشيمية أيضًا على الزغب، وهي هياكل صغيرة تشبه الشعر تساعد في توجيه مادة السائل النخاعي.
موقع الضفيرة المشيمية
تبطن الضفيرة المشيمية السطح الداخلي لبطينات الدماغ، والبطينات في الدماغ عبارة عن تجاويف مليئة بالسوائل، وتقع في عمق القشرة الدماغية (الجزء العلوي من الدماغ)، تصطف الضفيرة المشيمية البطينين الجانبيين الأيمن والأيسر والبطينين الثالث والرابع، ولا يوجد في القرن الأمامي أو القناة الدماغية.
وظيفة الضفيرة المشيمية
تقوم الضفيرة المشيمية بعدة وظائف، فهي تنتج وتفرز السائل الدماغي النخاعي وتنظم تكوين السائل الدماغي الشوكي، كما تحتوي الضفيرة المشيمية على خلايا مناعية تساعد في محاربة الالتهابات في الجهاز العصبي المركزي، وتخلق أيضًا حاجزًا، وتتضمن أدوار الضفيرة المشيمية بالتفصيل ما يلي:
- إنتاج السائل الدماغي النخاعي : يتدفق السائل الدماغي النخاعي عبر تجاويف الدماغ والحبل الشوكي، وكذلك على طول الطبقات الخارجية للجهاز العصبي المركزي، وتعد الضفيرة المشيمية وسادة سائلة توفر التغذية للجهاز العصبي المركزي وتساعد على إزالة النفايات.
- تنظيم السائل النخاعي CSF : الحبل السري يحافظ على تركيبة السوائل والمواد الكيميائية والخلايا المناعية في السائل النخاعي للدماغ.
- حاجز الدم – السائل الدماغي النخاعي : يساعد الحاجز الدموي – السائل الدماغي النخاعي، الذي يتكون من الضفيرة المشيمية والسحايا، على حماية الدماغ من الكائنات المعدية ويسهم في الحفاظ على التحكم في التغذية والنفايات داخل وخارج الدماغ. كما يؤثر هذا الهيكل على قدرة الأدوية والعقاقير والمواد الأخرى على اختراق الدماغ.
المشاكل التي تصيب الضفيرة المشيمية
يمكن أن تسبب الضفيرة المشيمية العديد من المشاكل الهيكلية، حيث تؤثر الحالات العصبية المختلفة وتتأثر بالضفيرة المشيمية وتدفق السائل النخاعي
- الخراجات
تكيسات الضفيرة المشيمية هي أورام صغيرة عادة ما تكون حميدة (غير سرطانية)، ويمكن اكتشافها عن طريق الصدفة في اختبارات تصوير الدماغ، ولا تسبب عمومًا أعراضًا أو مضاعفات، على الرغم من أنها يمكن أن تؤدي إلى استسقاء الرأس، وتحتوي الأكياس على مخاطر نزيف بسيطة.
قد يزيد حدوث تكيسات الضفيرة المشيمية بين الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من عيوب خلقية أخرى. ويمكن غالباً اكتشاف الأكياس قبل الولادة باستخدام الموجات فوق الصوتية للجنين.
- سرطان
يمكن للأورام التي تنشأ من الضفيرة المشيمية أن تنمو وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجهاز العصبي المركزي، أو تسد التدفق البطيني للسائل النخاعي مما يؤدي إلى تراكم السوائل. تشمل أورام الضفيرة المشيمية الورم الحليمي والسرطان.
تعتبر هذه الأورام شائعة بشكل كبير في الأطفال الصغار جدا، ويمكن تشخيص بعضها في الرحم باستخدام الموجات فوق الصوتية للأم، ويتم علاجها عادة بالجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي.
- الالتهابات
يساعد السائل الدماغي النخاعي والضفيرة المشيمية على منع التهابات الجهاز العصبي المركزي، وعلى الرغم من أن الإصابة بعدوى الجهاز العصبي المركزي نادرة، إلا أنها قد تحدث، وتشمل هذه الالتهابات التهاب السحايا (عدوى السحايا) والتهاب الدماغ (التهاب الدماغ).
يتميز المرض الالتهابي للجهاز العصبي المركزي بوجود فائض من الخلايا المناعية، مما يؤدي إلى إعاقة تدفق السائل النخاعي.
- انسداد السائل النخاعي CSF واستسقاء الرأس
عندما يتم إعاقة تدفق السائل النخاعي بسبب كيس أو ورم أو عدوى أو التهاب، يمكن حدوث تراكم للسوائل في الدماغ وحوله، ويمكن أن يؤدي الانسداد البسيط إلى أعراض عصبية، مثل الخمول وألم في الرأس. وقد يهدد الانسداد الشديد الحياة، ويمكن أن يؤدي تراكم السوائل حول الدماغ إلى تضخم البطينين وتغيرات في الوعي لدى البالغين. كما يمكن أن يعاني الأطفال الصغار من تضخم الرأس بسبب عدم اندماج عظام الجمجمة بالكامل.
استسقاء الرأس هو حالة طبية طارئة تستدعي جراحة إزالة السوائل أو وضع تحويلة في البطين .
فحص الضفيرة المشيمية
يمكن فحص الضفيرة المشيمية باختبارات تصوير الدماغ، ويمكن رؤية التغيرات في حجم السائل النخاعي أو تدفقه من خلال اختبارات التصوير أيضًا، يمكن أخذ عينات من السائل الدماغي النخاعي باستخدام البزل القطني الغازي (LP)، كما يمكن فحص الورم في الضفيرة المشيمية عن طريق الفحص المجهري لعينة الخزعة، والتي يتم الحصول عليها أثناء إجراء جراحي كالاتي؛
- التصوير
يمكن تصور مشاكل مثل الالتهاب والتكيسات والأورام من خلال الاختبارات التشخيصية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ (MRI)، قد تترافق العوائق في تدفق السائل الدماغي النخاعي واستسقاء الرأس مع تضخم البطينين، في بعض الأحيان يمكن تصور مناطق الانسداد في البطينين من خلال اختبارات تصوير الدماغ.
- اختبار الغازية
يُمكن فحص ضغط وتكوين السائل الدماغي النخاعي مباشرة باستخدام البزل الشوكي (LP)، وهو إجراء جراحي، وهذا الاختبار آمن ويجب أن يُجريه الطبيب، الذي يقوم بإدخال إبرة في منطقة أسفل الظهر، تحت مستوى الحبل الشوكي، ويتم جمع السائل من الإبرة لقياس ضغطه.
يمكن إرسال السائل الدماغي النخاعي إلى المختبر لفحصه، ويمكن أن تظهر النتائج علامات على العدوى أو الالتهاب أو السرطان، وفي حالة وجود ورم قد يحتاج الفحص المباشر بأخذ خزعة، وذلك يتضمن عملية أخذ عينات من الأنسجة لتحديد نوع الورم، وسيتم تصميم العلاج وفقًا لنوع ودرجة الورم.