ما هي الديانة الرائيلية
ما هي الديانة الرائيلية
تعد ديانة الرائيلية من أغرب الديانات في العالم، وهي أكبر ديانة تؤمن بوجود كائنات فضائية، وهدفها هو نشر رسالة تفيد بأن الكائنات الفضائية أو الإلهية هي من أوجدت الحياة على الأرض، وأن جميع البشر والأجناس والنباتات والحيوانات تم إنشاؤها من قبل الإلهية. تعرضت حركة الرائيلية للانتقادات الشديدة في فرنسا، وقد تمكنت من جذب أكثر من 80,000 متبع في جميع أنحاء العالم بالرغم من الانتقادات والهجمات، ويعود ذلك جزئيا إلى أن مؤسس الديانة الرائيلية هو فرنسي.
بداية الديانة الرائيلية
في عام 1946، ولد كلود موريس مارسيل فوريلون، مؤسس الديانة الرائيلية في العالم. كان مغنيا في صغره، ثم أصبح صحفيا في مجال السيارات الرياضية لمجلته الخاصة أوتو بوب. اسمى نفسي رائيل، وهو اسم يعني رسول الإله في الديانة التي تؤمن بها، بعدما زعمت أن الكائنات الفضائية اختارتني لأكون رسول الإله في العالم.
ظهرت الديانة الرائيلية لأول مرة في فرنسا في عام 1973، عندما زعم الفرنسي كلود موريس مارسيل فوريلون أنه رأى مركبة فضائية تضم كائنات فضائية قادمة من كوكب آخر بجوار بركان في فرنسا أثناء ذهابه إلى عمله في صباح أحد الأيام. أخبرته الكائنات الفضائية برسالة من خلال ضوء أحمر خرج من مركبتهم الفضائية. ووفقا لوصف رائيل للكائنات الفضائية، فإنها كانت قصيرة ولها شعر أسود طويل وعينين كبيرتين. اختارته هذه الكائنات لتوصيل رسالتها إلى بقية البشر. وعندما صعد رائيل إلى مركبتهم الفضائية في عام 1973، أدرك أن هذه الكائنات الفضائية، التي يطلق عليها اسم “الإلوهيم”، كانت قد خلقت أول كائنات بشرية قبل أكثر من 25000 سنة.
مبادئ الديانة الرائيلية
يعتقد أتباع الديانة الرائيلية أن الإنسان جاء إلى الأرض عن طريق الاستنساخ من قبل كائنات فضائية، وتهدف أهداف هذه الديانة إلى تحقيق السلام ونبذ العنف والتعاون والديمقراطية والحرية الشخصية والحرية الجنسية الكاملة، وهذا الأمر جذب العديد من المؤيدين وانتباه وسائل الإعلام لتسليط الضوء على هذه الديانة.
وفقا لادعاءات رائيل، فإنه تم تكليفه بمهمة إنشاء سفارة على الأرض للتحضير لقدوم الكائنات الفضائية المتوقع. قد نشر العديد من الكتب التي تعرف بالديانة الرائيلية وتتحدث عن مبادئها، بالإضافة إلى السفر إلى عدة بلدان لنشر هذه الديانة. وكان من أهداف الديانة الرائيلية الأساسية تحقيق استنساخ البشر، الذي سيقود البشرية إلى الخلود من خلال تمكين الاستنساخ البشري بشكل منتظم.
سارع رائيل بعد القليل من الإعلان عن استنساخ النعجة دوللي إلى الإعلان عن مؤسسة الحركة الرائيلية للاستنساخ البشري، حيث رأى في استنساخ النعجة دوللي تأكيد على عقيدة الديانة الرائيلية في نظام الحياة على الأرض، أسس رائيل شركة كلونيد في عام 1997 في الولايات المتحدة من أجل أغراض الاستنساخ البشري أحد مبادئ الرائيلية وأول الطريق إلى الخلود من خلال العمل على إدخال المادة الوراثية المأخوذة من خلايا محفوظة للشخص المتوفى إلى بويضة منزوعة النواة ومن ثم زرعها في الرحم.
تم تعيين بريجيت بواسيليير، الكيميائية الفرنسية والمتبعة للديانة الرائيلية، لتدير شركة كلونيد. وقد أعلنت بواسيليير عن ولادة طفلة مستنسخة في عام 2002 كأول عملية استنساخ بشرية ناجحة، وأعلنت عن نيتها إجراء عمليات استنساخ بشرية أخرى.
رأي العالم في الديانة الرائيلية
أصدر المجمع الأزهري للبحوث الإسلامية في القاهرة فتوى تحظر الاستنساخ الكامل للإنسان. جاءت هذه الفتوى بعد إعلان شركة كلونيد نجاح أول عملية استنساخ بشرية في عام 2002. تنص الفتوى على أن الاستنساخ البشري محرم شرعا ويجب منعه ومكافحته بكل الوسائل، لأن الاستنساخ يعرض الإنسان للتجارب والتلاعب، ويؤدي إلى ظهور أشكال مشوهة ومنحوتة للبشر.
تم استقبال إعلان نجاح عملية الاستنساخ بالتشكيك من قبل الأوساط العلمية، لأن عمليات الاستنساخ السابقة على الحيوانات لم تكن ناجحة، بالإضافة إلى أن عملية الاستنساخ الكاملة للإنسان كانت غير مسموح بها.
كما قوبل إعلان شركة كلونيد للاستنساخ البشري بالاستنكار من الأوساط الدينية والسياسية في الغرب، فقد عد الفاتيكان أن الإعلان عن نجاح عملية الاستنساخ البشري هو دليل على منهج خال من المبادئ الأخلاقية والإنسانية، حيث حرم الفاتيكان الاستنساخ سواء كان لأغراض علاجية أو لأغراض التكاثر.
أثار هذا الإعلان الذي يشكك في صحته العديد من التساؤلات في المجتمع الدولي والعلمي ، وقد استفادت الحركة الرائيلية من هذا الضجيج الإعلامي لترويج أفكارها ومبادئها وزيادة عدد معجبيها.
تعرض هذا الإعلان للكثير من الانتقادات من قبل بعض رؤساء الدول الذين رفضوا عمليات الاستنساخ البشري، حيث وصفوا الاستنساخ البشري بأنه جريمة وإهانة للإنسان.
حكم الاستنساخ البشري في الإسلام
حرص الإسلام على الحفاظ على فطرة الإنسان والحفاظ عليها من التغييرات المهددة لها. يعتبر استنساخ الإنسان إهانة لكرامة الإنسان ومكانته وغايته التي خلقه الله من أجلها.
هناك بعض الدراسات التي تمكنت من إجراء فصل اصطناعي للقائح في الحيوانات من أجل إنتاج توائم متماثلة وهو نوع من أنواع الاستنساخ حيث ينتج عنه نسخ، بالإضافة إلى طريقة أخرى للاستنساخ هي أخذ نواة من خلية من الخلايا الجسدية ووضعها في خلية بييضة منزوعة النواة من أجل استنساخ مخلوق كامل كما في النعجة دوللي.
الاستنساخ يتضمن إنتاج كائن حي أو أكثر عن طريق نقل النواة من خلية جسمية إلى بيضة بدون نواة، أو عن طريق تشطير بيضة مخصبة في مرحلة مبكرة من تطور الأنسجة والأعضاء.
حظر الإسلام جميع أساليب الاستنساخ البشري السابقة وأي طريقة أخرى قد تؤدي إلى تكاثر البشر. كما حظر الإسلام جميع الحالات التي تشمل طرفا ثالثا في العلاقة الزوجية، سواء كان ذلك الطرف رحما أو بيضة أو حيوانا منويا أو خلية جسدية لأغراض الاستنساخ. ومع ذلك، يسمح الشرع باستخدام تقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم والأحياء الدقيقة والنباتات والحيوانات فقط، وليس فيما يتعلق بالبشر، وذلك وفقا للضوابط الشرعية. كما يشدد على ضرورة منع الجهات المحلية والأجنبية والمؤسسات البحثية من إجراء تجارب الاستنساخ البشري والترويج لها في الدول الإسلامية.