ما هي الحرفة التي عمل بها جميع الانبياء
العمل هو شيء أساسي ورئيسي مهم جدا في حياتنا، فكل إنسان بحاجة إلى عمل لكي يحصل على رزقه اليومي، ويحقق به الكثير من أحلامه وطموحاته، ويصل إلى رغباته. إن العمل هو عبادة تحقق التكامل الاجتماعي في جميع جوانب الحياة، فهو يساهم في الاستقرار المادي والمعنوي، ويعزز نمو الأفراد والمجتمعات، ويوفر لهم جميع الالتزامات الضرورية للعيش. جميع الأديان السماوية تشجع على العمل والمهن المختلفة التي تلزمنا في حياتنا. فكل فرد لديه موهبة أو عمل يرغب في القيام به ليشعر بمعنى الحياة. ومن بين الآيات البارزة التي تتحدث عن العمل في الكتاب العزيز قوله تعالى: `وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون`، صدق الله العظيم.
مهن وحرف الأنبياء
جاءت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث الإنسان على السعي وطلب الرزق، فالعمل بجميع أنواعه مادام لا يوجد به أي شيء حرام، فهو عمل يشبه الثمرة التي تزرع في الأرض ولتطرح خير كثير، حيث اجتمعت الكثير من النصوص التي تثبت أهمية العمل وأنواع الوظائف المختلفة التي عمل بها الأنبياء لكسب الرزق والعيش، بالرغم من أنهم أنبياء الله، إلا أنهم قدوة حسنة لكل البشر، عملوا في المهن المختلفة ليبينوا للناس جميعًا أن العمل ليس عيب وأن ترك كسب العيش وعدم العمل هو العيب والحرام التي لا تدعوا به الأديان، وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم في الكثير من النصوص الخاصة به وأحاديث الرسول التي تدعوا إلى السعي وراء الرزق، ومن آيات الله تعالى :
- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، فإذا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ).
- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).
- قوله تعالى: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا فملاقيه).
- قول الله سبحانه وتعالى: يُشار إلى أن ربكم هو الذي يزجي السفن في البحر لتبتغوا من فضله، إذ كان رحيمًا بكم
الحرفة التي عمل بها جميع الانبياء
أكد حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن معظم الأنبياء عملوا كرعاة غنم، ورغم أنهم جميعا كانوا يقومون بهذه المهنة، إلا أنها لم تكن مهنة كثير منهم. وذكر الحافظ ابن حجر في كتابه “فتح الباري شرح صحيح البخاري” هذا الأمر .
السبب وراء إلهام الأنبياء من خلال رعاية الأغنام قبل النبوة هو أنهم يتدربون على تحمل المسؤولية من خلال رعايتها، وأيضا لأن التفاعل معها يمنحهم الحكمة والرأفة. عندما يصبرون على رعايتها ويجمعونها وينقلونها من مكان إلى آخر ويدافعون عنها من الأعداء، مثل اللصوص، يتعلمون طبيعتها المتنوعة وتفاوتها ويدركون ضعفها وحاجتها للرعاية. من خلال هذا الصبر والتفاهم مع الأمة وفهم تنوع طباعها واختلاف آرائها، يصبح تحملهم للمشاق أسهل بكثير مما لو تم تكليفهم بهذه المهمة فجأة. وتم تحديد الأغنام لهذا الهدف لأنها أضعف من الحيوانات الأخرى، وتفرقها أكثر. وبفضل هذا التفرق، يمكن ضبط الإبل والبقر عن طريق الربط بشكل أسهل بدون الأغنام. ورغم تفرقها الكبير، فإنها تستجيب بسرعة أكبر من الحيوانات الأخرى.
أسماء الأنبياء ومهنهم
مهنة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
في بداية حياته، كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعمل في رعاية الغنم لأهل مكة، وكان يتقاضى بضعة قراريط لذلك، بالإضافة إلى مهارته في التجارة التي كان يتقنها ويحقق منها أرباحًا كبيرة. وبسبب شهرته بالأمانة والصدق، قامت السيدة خديجة بتكليفه بالعديد من الأعمال الخاصة بها.
مهنة سيدنا آدم عليه السلام
عندما نزل سيدنا آدم إلى الأرض كان يعمل بيده في الأراضي بهدف الزراعة والحصول على الرزق، وكان الله من قبل قد عمله الكثير من العلوم والأسماء، أما المهنة التي اشتهر بها سيدنا آدم عليه السلام هو الفلاحة وزراعة الأراضي، فكان يزرع ويحرث الأرض وبجانبه زوجته السيدة حواء عليها السلام.
مهنة سيدنا موسى عليه السلام
كان من أشهر الأنبياء الذي عمل في رعاية الأغنام هو سيدنا موسي عليه السلام، وذلك بعد أن هرب من فرعون وبطشه، فقال الله تعالى ” وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ*قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ “، فعاش عدة سنوات بعد هروبه في رعاية الغنم، وقال تعالى ” قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ “.
مهنة سيدنا داود عليه السلام
عمل سيدنا داود وهو نبي من أنبياء الله في تصنيع الدروع والأسلحة، وكان يعمل حدادا وكسب رزقه بيده. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أفضل ما يأكل الإنسان من عمل يده، وكان نبي الله داود -عليه السلام- يأكل من عمل يده`. وفي كتاب الله العزيز قال: `لقد أعطينا داود منا فضلا، يا جبال انحطمي معه ويا طير ألنا له الحديد، أن اعمل سابغات وقدر في السرد، واعملوا صالحا، إني بما تعملون بصير`. كان داود يستطيع التحكم في الحديد بيده بدون استخدام النار أو أي آلة أخرى، وكان أول من استخدم الدروع في الحرب لحماية الجنود.
مهنة سيدنا نوح عليه السلام
نبي الله نوح عليه السلام كان يجيد مهنة النجارة، وكان ذلك السبب الذي جعله يصنع سفينة نوح. ذكرت هذه القصة في العديد من الديانات السماوية، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا، فإذا جاء أمرنا وفار التنور فأسلك فيها من كل زوجين اثنين، وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم، ولا تخاطبني في الذين ظلموا أنهم مغرقون”. وهذا القول صادق من الله العظيم.
مهنة سيدنا إدريس عليه السلام
كان نبي الله إدريس يعمل كخياط ويحيك الملابس والثياب القديمة التي كانت تصنع من جلود الحيوانات. وجاء في كتاب الله تعالى: `وعلمناه صنعه لبوس لكم لتحصنكم من باسكم فهل أنتم شاكرون` صدق الله العظيم.
مهنة سيدنا إلياس عليه السلام
كان سيدنا إلياس عليه السلام يعمل كنساج.
مهنة سيدنا إبراهيم عليه السلام
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يمتهن مهنة البناء، حيث أمره الله عز وجل ببناء بيت الله الحرام، وجاء ذلك في قوله تعالى “وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم” وساعده في بناء بيت الله الحرام ابنه إسماعيل.
مهنة سيدنا إسماعيل عليه السلام
وكانت مهنة النبي إسماعيل عليه السلام الصيد، فكان يذهب إلى الأنهار لصيد الأسماك ويبيعها في الأسواق، وكان يجيد 70 لغة مختلفة، لذلك كان يعمل أيضا كمترجم.