بحث عن سفينة نوح عليه السلام
سيدنا نوح عليه السلام هو نبي أرسله الله سبحانه وتعالى لهداية البشر، وذلك بعد أن كذب قومه عليه ولم يؤمنوا به، ولم يستجيبوا لدعوته الحقة، وهي دعوة الله، وأمره الله سبحانه وتعالى بصنع سفينة، وهي التي يتم على متنها حمل من آمن وصدق به من قومه، وترك الباقين ليعاقبهم الله على كذبهم وعدم تصديقهم لدين الله سبحانه وتعالى، وقام سيدنا نوح عليه السلام ببناء هذه السفينة التي أمره الله سبحانه وتعالى بها.
سفينه سيدنا نوح
عندما أرسل سيدنا نوح عليه السلام إلى قومه، كانوا دائما يرغبون في عبادة الأصنام وانتشروا في الأرض وأكثروا فيها من الفساد واستكبروا وتمردوا عليه طوال الوقت. رغم كل هذه الضغوط التي واجهها سيدنا نوح عليه السلام، استمر في دعوتهم لعبادة الله سبحانه وتعالى وترك عبادة الأصنام التي لا فائدة للعبادة بها، والتي كان يعبدها آباؤهم وأجدادهم دون الله سبحانه وتعالى
استمرت هذه الدعوة لمدة 950 سنة، وكانوا يتمسكون بعبادة الأصنام رغم عدم إيمانهم بها وعدم استجابتهم للنصائح. زادوا في الكفر ورفضوا تحذيراته، وأصروا على عنادهم واتهموه بالكذب. نفى الكافرون صحة نبوته وزادوا في ظلمهم. اعتبروا أن تبعية سيدنا نوح عليه السلام للفقراء وضعفاء القوم وأولئك الذين لم يتبعوا أقوالهم أو أفكارهم. كذبه العديد من الأشخاص وأذوه ونكروا نبوته.
على الرغم من ذلك، لم يكترث سيدنا نوح عليه السلام لأقوالهم وتهديداتهم، وظل يدعو الناس جميعا لعبادة الله، لكنه فقد الأمل فيهم بسبب كراهيتهم الشديدة وظلمهم واستكبارهم عليه. لذلك، توجه سيدنا نوح عليه السلام إلى الله ودعاه ليهلكهم بسبب طغيانهم الشديد وعدم استجابتهم لدعوته للعبادة.
فاستجاب الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا نوح عليه السلام الذي أرسله كنبياً لتبصير جميع الأشخاص الذين يعبدون الأصنام حتى لا يهلكون، وأرشد الله سبحانه تعالى نبيه بأن يصنع لسفينة وأيضاً سيدنا نوح عليه السلام أصبح يباشر بصنع السفينة بعد أن أمره الله سبحانه وتعالى بهذا، وذلك هو قام بصناعتها بعد أن يأس من إيمان باقي قومه وجاء أيضاً أمر ببناء السفينة من الله سبحانه وتعالى.
مجرى وحمل سفينة نوح
توجد وعد الله سبحانه وتعالى لقوم نوح عليه السلام، وظهرت علامات كثيرة تشير إلى قرب وقوع العذاب، واشتدت الأمطار وتسربت الينابيع، وأمطرت السماء بغزارة. وقد سارع سيدنا نوح عليه السلام ببناء السفينة ودخلها جميع الذين يؤمنون برسالته السماوية، وحمل فيها زوجا من كل مخلوق، ذكرا وأنثى، بما في ذلك الحيوانات والبشر، ليستمر وجود الكائنات على الأرض. وتم نقل الذين آمنوا في السفينة من قوم نوح وغيرهم من الحيوانات والدواب التي تعيش على وجه الأرض، وارتفعت جميع المياه بشكل كبير في جميع أنحاء الأرض وفي جميع الاتجاهات.
تفاقمت الأمطار بشدة، والأمطار التقت بمياه الينابيع التي ظهرت في الأرض، وارتفعت الأمواج بشكل كبير، وغمرت الأرض بشكل واسع، ولم ينج من الحياة سوى من ركبوا في سفينة سيدنا نوح عليه السلام، وجرت سفينة سيدنا نوح بشدة في هذه الأمواج، واستمر الطوفان لفترة طويلة لا يعرف مدته، ثم أمر الله سبحانه وتعالى بوقف الأمطار وابتلاع الأرض للمياه التي نزلت من السماء، واستقرت سفينة سيدنا نوح عليه السلام في جبل الجودي.
مكان استقرار سفينة سيدنا نوح
تؤكد الرواية الأولى أن سفينة سيدنا نوح استقرت في جبل الجودي الواقع في مدينة الموصل، وهذا ما نقله عبد الله بن عباس رضي الله عنه ورواه الضحاك، وهو أحد علماء التفسير.
الرواية الثانية تؤكد وجود جبل الجودي في الجزيرة، وأكد كل من مجاهد ووقتادة ومقاتل أنه يوجد في المواضع القريبة من مدينة الموصل، ويتم الجمع بين الرواية الأولى والثانية.
يتعلق الأمر بالرواية الثالثة التي شهدت اختلافا في الآراء، ولكن تم التأكيد بأن جبل الجودي هو الذي يقع في ناحية الآمدي وهو ديار بكر، وهو الرأي الذي يتفق مع رأي الزجاج، وتم التأكيد على أنه يقع في منطقة جنوب أرمينيا وأنه يطل على جزيرة بن عمر، وهو الجبل الواقع في الجانب الشرقي من نهر دجلة في العراق.
تشير هذه الأسماء إلى أسماء المكان، حيث تقع منطقة آكد في جزيرة تقع داخل مدينة أرمينية وتقرب من الموصل.