تعليم

ما هي استراتيجية المناقشة

يتم تعريف المناقشة على أنها الوسيلة التي يتبادل فيها الأشخاص آرائهم بشكل رسمي ومنهجي، وتتضمن اعتماد أساليب الحوار. وغالبا ما تكون ذات صلة بموضوع محدد أو فكرة رئيسية، حيث يتحدث جميع الأطراف المشاركة في المناقشة حولها. تعقد المناقشة عادة في إطار رسمي مثل الاجتماعات في مكان العمل، أو بين مجموعة من الموظفين في سياق تنفيذ خطة عمل معينة. بالإضافة إلى ذلك، هناك أنواع أخرى من المناقشات مثل استراتيجية فكر زاوج شارك واستراتيجيات التدريس.

ما هي استراتيجية المناقشة

هي أسلوب فلسفي قديم أول من اتبعه كان الفيلسوف سقراط حينما اعتمده في محاولاته لتعليم تلاميذه، وتشجيعهم وتوجيههم، وقد تم اعتبار ذلك الاسلوب بمثابة تطور وتحديث الطرق الإلقائية التي كانت معتمدة من خلال استعمال أسلوب المناقشة في صورة تساؤلات يتم طرحها من أجل إثارة الدافعية والرغبة تجاه التعلم من قبل المتعلمين.

تستند استراتيجية المناقشة على توجيه الطلاب وتشجيعهم على البحث والاستكشاف والتفكير، وطرح الأسئلة وإبداء الرأي وتقديم الإجابات الموجهة لهم بدون خوف أو قلق. يعتمد هذا الأسلوب أيضا على مشاركة الطلاب في إعداد الدرس مع التأكيد على جمع المعلومات والبحث والتحليل حول موضوع المناقشة وفقا لبعض الخطوات الأساسية المحددة وهي التقويم والإعداد والمناقشة.

مميزات استراتيجيات المناقشة والحوار

“تتميز استراتيجية المناقشة بدورها الهام في مجال التعلم والتعليم، ومن بين أبرز تلك الاستراتيجيات هي:

  • تعزيز فهم المواد العلمية المطروحة للمتعلمين والطلاب ودعم استيعابهم لها.
  • زيادة فاعلية ومشاركة المتعلمين في الوضع التعليمي، وبالتالي زيادة ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم.
  • يمنح المتعلم المعلومات ويثري ثقافته ومعرفته نتيجة لأدائه في البحث الذي قام به.
  • يتيح التعليم للطالب فرصة الاستماع والتفكير والتواصل الشفوي مع المعلم والزملاء.
  • تعزز تطوير روح المنافسة والتعاون بين الطلاب والمتعلمين الإنتاجية وتقضي على الملل والروتين المصاحبين لعملية الدراسة.
  • تُتاح الفرصة لخلق أجواء تُثير الأفكار الابتكارية والجديدة.
  • يساعد المعلم على اكتشاف الفروق الفردية بينطلابه وتحديدها.
  • يهدف خلق أجواء من التفاعل القوي بين المتعلمين والمدرسين.
  • يتم تمكين المتعلمين من التعبيرعن آرائهم وأفكارهم وطرحها، ومن ثم تبادل الأفكار عن طريق التعليق والشرح، حتى يتمكنوا من التفاعل والتعلم بشكل أفضل.
  • يتيح فتح قنوات اتصال جديدة غير متاحة سابقًا داخل الفصل الدراسي.
  • من خلال هذه الاستراتيجية للمناقشة، يكتسب المتعلمون العديد من المهارات، بما في ذلك (التلخيص والشرح، بناء الآراء والأفكار ووجهات النظر، وتعلم آداب الحوار، بما في ذلك احترام وجهات النظر الأخرى).

أنواع استراتيجيات المناقشة

هناك أساليب مختلفة للمناقشة، بدءا من النقاش غير الرسمي الذي يحدث بشكل عام بين أفراد الأسرة أو العائلة حول رحلة مخططة أو أمور حياتية أخرى مثل مناقشة مصروفات المنزل في فترة معينة. كما يمكن أن يكون النقاش في سياق أكاديمي مثل مناقشات الطلاب في الجامعة لتقديم أبحاثهم وإعدادها، بالإضافة إلى مناقشة الرسائل العلمية في إطار الدراسات العليا.

ولكي يوصف الشخص بكونه مناقش جيد يتمتع بالمقدرة على إدارة الحوار بأساليب صحيحة أن يكون مستعداً للمناقشة وهو ما يعد كأولى الخطوات التي لابد من الحرص والتركيز عليها، إذاً لابد من جميع كافة البيانات والمعلومات التي سوف يلقيها خلال مناقشته كما ينبغي على المناقش أن يحافظ على هدوئه ويبتعد تماماً عن القلق والتوتر.

التعرف والفهم لموضوع المناقشة وهو ما يقصد به الأفكار الرئيسية التي تدور حولها المناقشة، مع متابعة جميع الأفكار والآراء المطروحة بالمناقشة أو التي يجب أن يتم مناقشتها والمقصود من ذلك أهمية طرح المناقش الفرصة أمام المستمعين لأن يعرضوا استفساراتهم وأفكارهم ومن ثم يجيب حولها.

باعتبارها واحدة من أهم استراتيجيات المناقشة، من الضروري عدم الانحراف عن الموضوع الرئيسي الذي تدور حوله المناقشة، ويجب الحفاظ على استمرارية النقاش ضمن إطار الموضوع المحدد وتجنب إدخال مواضيع جديدة غير ذات صلة بالموضوع الأصلي للمناقشة.

لكي تكون المناقشة في إطارها الصحيح وتحقق النتائج والأهداف المرجوة، ينبغي على المناقش أن يحرص على تجنب المشادات والخلافات أثناء التحدث مع السامعين، أو أن يقع في هذه المشاحنات مع المشاركين في المناقشة. يجب الحرص أيضا على تحقيق الحلول دون الوقوع في عوامل سلبية تؤثر على سير المناقشة. بمجرد الانتهاء من مناقشة جميع تفاصيل الحديث، يجب ألا يتجاهل المناقش أي جانب مهم في الحديث أو يغفل تفصيلا ذا صلة بالموضوع.

أخطاء تفسد استراتيجيات المناقشة

قد يرتكب المتحدث بعض الأخطاء أثناء إلقاءه للمحاضرة، والتي كان يجب عليه تجنبها لكي لا تؤثر سلبا على المحاضرة بشكل عام وعلى تحقيق المتحدث لأهدافه من خلال المحاضرة واستنتاجاته، حيث من المتوقع أن يكون للمتحدث الرغبة في الحصول على تقييم جيد من الجمهور، ومن بين الأخطاء التي ينبغي على المتحدث تجنبها الآتي

  • يحدث عدم التحضير المسبق الكافي والجيد للنقاش، ويؤدي إلى إغفال أحد الأجزاء الهامة من الموضوع المُناقش، وهذا يتسبب بإفساد المناقشة.
  • يمكن التعرف على توتر وقلق المناقش من خلال علامات مثل التلعثم أثناء الحديث، وزيادة إفراز العرق، والتردد في طرح الأفكار، وعدم الثقة في ذلك.
  • عدم القدرة على التحكم في نغمة الصوت الثابتة والهادئة والتحدث بأصوات منخفضة أو عالية بشكل عشوائي يمكن أن يزعج المستمعين والحضور.
  • تمثل الأخطاء في عدم توزيع الفقرات الواضح والمناسب في المناقشة وعدم عرضها في موضعها الصحيح، ويتمثل ذلك في منح بعض الفقرات وقتًا أطول مما يتطلبه الأمر، وإعطاء بعض الموضوعات وقتًا أقل مما يحتاجونه على حساب الفقرات الأخرى.
  • إذا تم تجاهل ترتيب الأفكار بشكل جيد فيما يتعلق بموضوع المناقشة، قد يتعذّر على الشخص ربط الجمل والعبارات بشكل سلس.

عيوب استراتيجية المناقشة

على الرغم من العديد من الميزات الهامة التي يتمتع بها أسلوب المناقشة، إلا أنه يعاني من بعض العيوب وتم توجيه بعض الانتقادات إليه، ومن بين أبرز هذه الانتقادات:

  • تُعد غير صالحة للاعتماد عليها إلا من خلال المناقشات التي تجرى في إطار جماعات صغيرة العدد.
  • لا يجوز طرح ومناقشة أكثر من موضوع في وقت واحد، بل يجب تقييد النقاش على موضوع واحد فقط.
  • يستغرق الكثير من الوقت في المناقشة والكثير من الوقت من قبل الجمهور للاستماع إليها.
  • قد يؤدي عدم القدرة على إدارة المناقشات بطريقة صحيحة إلى وقوع بعض الخلافات والمشكلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى