ما هو علم الاقتصاد السياسي
فرع من فروع العلوم الاجتماعية هو علم الاقتصاد السياسي، ولقد تم استخدامه على نطاق واسع عبر سنوات كثيرة لتغيير خريطة العالم، وقد قام علم الاقتصاد السياسي بدراسة العديد من النظريات مثل نظرية الرأسمالية والاشتراكية، كما أنه كان مفيدا جدا في العلاقات بين المجتمعات والأفراد والدول والأسواق، وهو علم منهجي تم استخدامه كوسيلة توجيه للسياسات على مدار هذه السنوات .
تاريخ الاقتصاد السياسي
بدأ علم الاقتصاد السياسي خلال العصور الوسطى، حيث كانت دول أوروبا تعتمد في ذلك الوقت على الزراعة، وبعد ذلك ظهرت الصناعة والتجارة، ولكنهم كانوا محدودين جدا مقارنة بالزراعة، وفي تلك العصور كان البحث عن المكسب والربح يعتبر خطيئة. وبعد فترة قصيرة من القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر، اعتمدت العديد من دول أوروبا أنظمة اقتصادية تجارية، ومنذ ذلك الوقت بدأ المجتمع المدني في النمو والظهور داخل الدول، وبدأت الدول التجارية في السعي إلى تحقيق معدل صادرات أعلى من الواردات لتحقيق المزيد من الثروة، وعمل الكثيرون على تجميع الثروات، حيث اعتبروا أن الثروة هي المصدر الحقيقي للاقتصاد القوي، ومن هنا فرضت الدول الكثير من العقوبات لتحديد الاحتكارات وتم السيطرة عليها بإحكام، وتم انتشار التراخيص والنقابات، وعمل كل الشركات الفردية تحت رخصة من الدولة، وأصبح الحرفيون الصغار يعملون تحت إشراف النقابات، وبدأت الدولة في التحكم في توظيف العمال وجودة وكمية السلع المنتجة .
ما هي مكونات الاقتصاد السياسي
تم تقسيم الاقتصاد السياسي إلى مكونين وهما :
الاقتصاد السياسي الكلاسيكي
يدرس الاقتصاد السياسي الكلاسيكي أعمال الفلاسفة مثل مكيافيلي وآدم سميث وكارل ماركس .
الاقتصاد السياسي الحديث
فيما يتعلق بالاقتصاد السياسي الحديث، يتم دراسة أعمال الفلاسفة والاقتصاديين الحديثين وعلماء السياسة مثل جون ماينارد كينز وميلتون فريدمان وفريدريش حايك .
مجالات علم الاقتصاد السياسي الرئيسية
دراسة متعددة التخصصات
الاقتصاد السياسي هو تخصص متعدد، ويهتم بالاقتصاد وعلم الاجتماع والعلوم السياسية الأخرى، وذلك لفهم تأثير النظم الاقتصادية والمؤسسات السياسية والبيئة على بعضها، والاقتصاد السياسي الدولي يؤثر بلا شك على العلاقات الدولية، ويعمل أيضا على توزيع الموارد في الأنظمة الاقتصادية المختلفة .
الاقتصاد السياسي الجديد
أما عن مجال الاقتصاد السياسي الجديد فهو مختص للسياسات الاقتصادية حيث أنها من السياسات المعقدًة والتي تحتاج إلى تحليل ، والاقتصاد السياسي الجديد يوحد أيديولوجيات الاقتصاد الكلاسيكي ، والتقدم الجديد في مجال السياسة والاقتصاد ، وهذا المنهج يهدف إلى تشجيع النقاشات السياسية حول احتياجات الفرد والمجتمع .
الاقتصاد السياسي الدولي
يعرف هذا المجال أيضا بالاقتصاد السياسي العالمي، ويقوم بتحليل العلاقة بين الاقتصاد والعلاقات الدولية. يتم استخدام أفكار من العلوم المختلفة مثل الاقتصاد وعلم الاجتماع والعلوم السياسية في هذا المجال. يركز الاقتصاد السياسي الدولي على استخدام الدول والمؤسسات العديد من التفاعلات الاقتصادية العالمية لتشكيل النظم السياسية .
نظريات الاقتصاد السياسي
أما عن نظريات الاقتصاد الحديث فهي تنقسم إلى ثلاث وهما :
النظرية الليبرالية
تستمد النظرية الليبرالية من مفهوم العمل والتبادل واستخدام الأرض والعمل ورأس المال في إنتاج السلع، وتعتقد النظرية الليبرالية أن الاقتصاد يمكن أن يفيد المجتمع والأفراد عن طريق تحسين مستوى المعيشة وتحقيق المساواة في الفرص، كما تهتم النظرية الليبرالية ببناء هيكل المجتمع المدني وتعزز أهمية المجتمع على الأفراد في صنع القرارات .
النظرية الماركسية
تشير النظرية الماركسية إلى أن عدم المساواة هو أمر سيئ بالطبع، وتؤكد أن أي ثروة تنتج من العمل المتبادل لا ينبغي دعم الملكيات الخاصة، حيثما تؤدي إلى تفاقم العدم المساواة وتلبية احتياجات نخبة المجتمع فقط دون المجتمع كله .
النظرية القومية الاقتصادية
تنادي هذه النظرية بأن الدولة تمتلك السلطة بأكملها، وأنه يجب على الأفراد العمل بجد للاستفادة من الفوائد الاقتصادية، وتشدد على ضرورة تحكم الحكومة في كل الموارد لتشكيل دولة قوية ومتماسكة .
أهمية الاقتصاد السياسي
في الواقع أن الاقتصاد السياسي هو منهج مهم ومناسب لحل جميع القضايا السياسية ، كما أن يمنح الاقتصاد السياسي الكثير من الأدوات التي تسمح بفهم القضايا التي يتعرض لها العالم ، ويساعد أيضًا في التركيز عليها ، وأهمية الاقتصاد السياسي زادت خلال العقود الماضية ؛ وذلك تحديدًا حدث مع التغييرات التي حدثت في أسعار المعادن والنفط والعملة ، ومع معرفة الاقتصاد السياسي يمكن معرفة الكثير عن سكان العالم ، مما يجعل الاقتصاد السياسي يمسك بدور القيادة في عالم السياسة وله أهمية كبيرة جدًا .
العولمة والاقتصاد السياسي
: يعد مفهوم العولمة هو الذي يحدد حالة عالمنا بشكل كامل. ومن خلال فهم مفهوم العولمة، يمكن للأفراد فهم العالم بشكل أفضل ومعرفة وجهات نظر الثقافات الأخرى وأولوياتها. وقد أسهمت العولمة بشكل كبير في مجالات الاقتصاد السياسي، حيث قدمت مقاييس جديدة للسياسات الاقتصادية ومؤشرات جديدة للصناعة ورأس المال المادي والبشري. كما ساعدت العولمة في تقديم معلومات جديدة حول الأنشطة السياسية للشركات والعمال ومصادر المعلومات التي تعتمد عليها الشركات والأفراد. وقد ساعدت العولمة أيضا في إعادة التدريب على الوظائف وبرامج المساعدة في التكيف، مما ساعد في الاندماج بين الدول بدون حدوث عوائق .