ما هو عقاب قارون في الدنيا
قصة قارون وما حل به
ذكر الله تعالى قصة قارون بالتفصيل في سورة القصص. يقول ابن عباس (رضي الله عنه) أن قارون كان ابن عم موسى (عليه السلام). يقول قتادة أنه كان يلقب بالنور في التوراة لأن صوته كان جميلا جدا. بعد مرور الوقت، أصبح منافقا ففقده موسى (عليه السلام) وعصى عليه.
بسبب معصيته وحبه الشديد للمال والثروة، دمر قارون نفسه، فقد كان يتباهى بثراءه بشكل مستفز وكان يتعامل مع الناس بكبرياء وغرور، وكانت ثروته ضخمة لدرجة أن مفاتيحها كانت ثقيلة جدًا حتى على مجموعة من الأشخاص الأقوياء.
كانت مفاتيح ثروته كثيرة لدرجة أنه كان يحملها على ستين بغلة! ومع ذلك، نصحه الأتقياء في قومه بعدم التكبر والتغطرس بالثروة، وأن يكون شاكرًا لله تعالى.
استمتع بأرباحك الحلال والجيدة، ولكن لا تنسَ مساعدة الفقراء والمحتاجين، وشاركهم ثروتك أيضًا. ولا تؤذي الناس الذين قاموا بفعل الخير تجاهك، فإذا أسأت إليهم، فسوف يُعاقَبونك ويستردون ما منحتَهم إياه. إن الله لا يحب المفسدين والمتنفسين.
لم يكن رده على هذه النصيحة الحسنة لشعبه سوى: بالعبارة الأخرى، يعني ما قاله هو أنه لم يحصل على تلك الثروات بسبب ما يملكه من مال، وإنما حصل عليها بسبب المعرفة التي يمتلكها. وهو يقصد أنه لم يحتاج إلى ممتلكات الآخرين لأن الله وحده هو من أعطاه تلك الثروات، ويعتقد بأن الله يعرف بأنه يستحقها. وإذا لم يكن الله يحبه، فلن يمنحه هذه الثروات
إلا أن الله تعالى رفض قوله: هناك اعتقاد خاطئ بأن الله هلك أجيالًا من قبل بسبب خطاياهم وسيئاتهم، وكانوا أقوى من قارون ولديهم ثروات وأولاد أكثر منه، لذلك إذا قال شخصٌ ما، فإن ذلك لا يعني أننا سنعاقب أي شخص قد حصل على ثروة أكبر من قارون، ولن تكون ثروته دليلاً على مدى حبنا ورعايتنا له.
قال الله تعالى: يذكر أنه خرج قبل ظهوره أمام قومه بكل ثرواته وثراءه، وفخرج برفاهية عظيمة أمامهم وكان يرتدي الملابس الفاخرة وكان يركب حيواناتاً، وكان الناس يتمنون أن يكون لديهم هم أيضاً مثل هذه الثروة، وكانوا يقولون “يا لها من ثروة عظيمة” لمن رأوها وأعجبتهم
عندما وصل بيانهم إلى الرجال الصالحين الأتقياء، قالوا لهم ويل لكم، ولكن أجر الله خير للذين آمنوا وعملوا الصالحات .
ذكر ابن عباس (رضي الله عنه) أن قارون قد أعطى امرأة مبلغًا من المال لاتهام موسى (عليه السلام) بارتكاب أفعال شريرة ومعاصية، وذلك وهو يقف أمام قومه.
بماذا عاقب الله قارون في الدنيا
سقط موسى عليه السلام في السجود ثم طلب بمساعدة الله، وقال للسيدة التي أتت لمساعدته: والله! قولي لي من قد أرسلك لتفعلي هذا الأمر، فأجابتها: إن قارون هو الذي كلفني بهذا الأمر، ثم طلبت السيدة من موسى (عليه السلام) أن يدعو الله لها ليغفر لها على ما فعلت .
بعدما علم ذلك، قام موسى (عليه السلام) بلعن قارون وأوحى الله له بأنه عنده القوة والسيطرة على الأرض لطاعته. أمر موسى (عليه السلام) بأن تبتلع الأرض قارون وقصره قائلا: يا أرض! خذيهم! واحتجزهم على أقدامهم. ثم قال مرة أخرى: خذيهم وأسقطيهم على ركبهم. واحتجزيهم بأكتافهم. ثم قال: يا أرض! أظهري ثرواتهم وكنوزهم! تم جلبهم حتى رآهم، ثم أشار موسى (عليه السلام) بيده وهم أيضا غمروا في الأرض.
قال الله تعالى: فابتلعته الأرض وابتلعت قصره. ثم لم يكن لديه مجموعة أو احد لمساعدته ، ولم يكن من الذين ينقذون أنفسهم. يروي الإمام البخاري النبي صلى الله عليه وسلم. قال: بينما كان الرجل يمشي في ثوب من قطعتين وفخور بنفسه وشعره جيد التمشيط ، فجأة جعله الله يغرق في الأرض وسيغوص فيها إلى يوم القيامة. (صحيح البخاري)
عن قتادة أنه قال: يغرقون في الأرض إلى يوم القيامة” قال ابن عباس (رضي الله عنه). “غاصوا في الأرض حتى بلغوا أدنى نقطة فيها.” عندما رأى الناس ما حل بقارون وكنوزه من الغرق في الأرض والدمار الكامل، قام الذين كانوا يطمحون للثروة والسلطة التي كانت لقارون في السابق بشكر الله تعالى، وقالوا: “لولا ذلك، لكان الله رحيما بنا، ولكان بإمكان الأرض أن تبتلعنا أيضا .
ألا يعلم أن المشرك لن ينجح أبدا؟ ثم يخبرنا الله تعالى أن الدار الآخرة، أي الجنة، لا تعد لمن يتمرد على الحق بكبرياء ويظلم في الأرض ويثير الفتنة بارتكاب الجرائم. ثم يقول الله تعالى في النهاية للمتقين: وروى الإمام أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات مرة: من حافظ على الصلاة بانتظام وصحيح، سيكون له نور وهدى وخلاص في يوم القيامة. ومن لا يحافظ عليها بانتظام وبشكل صحيح، فلن يكون له نور ولا خلاص. وفي يوم القيامة سيكونون جميعا مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خل.
يقول الله تعالى: إن قارون كان من أهل موسى، ولكنه تصرف بغطرسة تجاههم، وأعطيناه الكثير من الكنوز والثروة حتى أصبح من الصعب حمل المفاتيح حتى من قبل مجموعة من الرجال الأقوياء. وتذكر عندما قال قومه له: `لا تكن من المتكبرين بالثروة والجحود إلى الله، فإن الله لا يحب المتكبرين`.
تذكروا نعم الله عليكم وتمتعوا بنصيبكم من الحياة الدنيا والشرعية، وقوموا بالخير والعطاء كما أحسن الله إليكم، ولا تطلبوا الشر في الأرض. فإن الله لا يحب الجرائم الكبرى والظلمة والفسادة .
ألم يكن يعلم أن الله قد أهلك قبله أجيالًا، رجالًا كانوا أقوى منه في القوة وأكثر ثراءً منه؟ ومع ذلك، فإن المجرمين والكفار والمشركين والآثمين لن يحاسبوا على ذنوبهم يوم القيامة، لأن اللهتعالى يعلم ذنوبهم ويعاقبهم عليها .
أولئك الذين كانوا راغبًا في الحياة الدنيا ، الذين قالو: يقولون: `آه، لو كان لنا مثل ما أعطاه قارون! إنه صاحب ثروة عظيمة.` ويقولون لصاحب العلم: `ويلك! إن أجر الله في الآخرة أفضل للمؤمنين الذين يؤمنون ويعملون الصالحات. وهذا لن يناله إلا من صبر على اتباع الحق.` فابتلعته الأرض ومسكنه.
ثم لم يكن له مجموعة أو جهة تعينه على الله، ولا هو من الأشخاص الذين يمكنهم إنقاذ أنفسهم. فأنت تعلم أن الله هو الذي يزيد الرزق أو يحجزه عمن يشاء من عباده. ولولا لطف الله علينا، لكان بإمكانه أن يجعل الأرض تبتلعنا كما عاقب الله قارون! ألا تعلم أن الكفار لن ينجحوا أبدا
ذلكَ الدارُ الآخرةُ على أولئكَ الذينَ لا يخالفونَ الحقَّ بفخرٍ وظلمِ الأرضِ ولا يفتعلونَ الأذى بارتكابِ الجرائمِ. والنهايةُ الجيدةُ هي للأتقياءِ والصالحينِ.
قصة قارون في سورة القصص
ذكر الله تعالى قصة قارون في سورة القصص. الفروق بين قيمة المال وقيمة العلم. قام قارون بالخروج على قومه بزينته، وهم يعلمون حقيقة ثروته التي جعلته من أقوى الرجال. كان قارون يعتقد أن ثروته مستمدة من العلم الذي يفتخر به. ومع ذلك، الذين حصلوا على العلم الحقيقي لا يستخفون بالمال ولا بالزينة، بل يسعون للعمل بما يرضي الله. ثم يتدخل الله ويهلك قارون وثروته وكنوزه التي كان يتباهى بها .
سورة القصص آية {76} : ينتمي قارون إلى قوم موسى، ولكنه ارتكب البغي عليهم، وأعطيناه من الكنوز ما كانت مفاتيحها تكاد تثقل الأقوام القوية، حين قال لقومه: لا تفرحوا، إن الله لا يحب المفرحين. صدق الله العظيم .