ما هو سكر ستيفيا وتأثيره على الصحة
نظرا لأن مرض السكري من أشهر الأمراض المزمنة وأكثرها انتشارا في جميع أنحاء العالم وفي مختلف فئات العمر، فقد شهد هذا المرض البحث والدراسة والاستكشاف بشكل كبير للوصول إلى أفضل طريقة لتخفيف أعراض المرض والحفاظ على مستوى السكر في الدم قدر الإمكان، وخاصة من خلال اتباع نظام غذائي صحي وسليم، وفي هذا السياق ظهرت العديد من المواد الصناعية التي يعتقد البعض أن استخدامها يساعد على تقليل مستوى السكر في الدم وعلاج السمنة، مثل سكر ستيفيا
ما هو سكر ستيفيا
سكر ستيفيا هو نوع من السكر المستخرج من نبات الستيفيا والذي يحتوي على نسبة سعرات حرارية منخفضة جدا بالمقارنة مع السكر العادي، حيث يكاد يكون خاليا تماما من السعرات الحرارية، ويتميز بطعم حلو أكثر بنسبة تقرب من 200 مرة من السكر العادي. ويعتبر الكثير من أخصائيي التغذية السكر ستيفيا بديلا صحيا للسكر العادي، خاصة للأشخاص الذين يعانون من السمنة ويرغبون في فقدان الوزن وللأشخاص الذين يعانون من مرض ارتفاع نسبة السكر في الدم، سواء كانوا مصابين بالسكري من النوع الأول أو الثاني
فوائد استخدام سكر ستيفيا
هناك العديد من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من استخدام سكر الستيفيا، وأشار العلماء إليها على النحو التالي:
الوقاية من الأمراض
يحتوي على كمية عالية من المواد المضادة للأكسدة، التي تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من العديد من الأمراض التي تنتج عن تراكم الجذور الحرة في الجسم .
ضبط نسبة السكر في الدم
أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على مجموعة من المرضى المصابين بارتفاع أو انخفاض مستوى السكر في الدم أن تناول السكر يساعد في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم سواء خلال الصيام أو بعد تناول الوجبات الغذائية .
التخلص من السمنة
في دراسة أجريت عام 2010م على مجموعة من الأشخاص المصابين بالسمنة؛ أظهرت النتائج أن تناول سكر الستيفيا بانتظام بنسبة معتدلة؛ ساعد بشكل كبير في خفض نسبة الجلوكوز وهرمون الأنسولين في الدم، وجعل المشاركين في الدراسة يشعرون بالشبع والامتلاء لفترة طويلة، مما قد يساعد العديد منهم في فقدان وزن كبير
ضبط نسبة الكولسترول في الدم
تشير دراسة نشرت في عام 2009م إلى أن تناول سكر ستيفيا يساعد على خفض نسبة الكولستيرول الكلي والكولستيرول الضار منخفض الكثافة LDL والدهون الثلاثية، وفي المقابل، يساعد على زيادة نسبة الكولستيرول الجيد مرتفع الكثافة HDL، وهو معروف أن الجسم يحتوي على أكثر من نوع من الكولستيرول والدهون
يشير بعض الناس إلى أن سكر ستيفيا يمكن أن يكون له دور مهم أيضًا في الوقاية من أمراض الكبد والكلى وتخفيف الأعراض المرافقة لهما .
أضرار سكر ستيفيا
لم تؤكد منظمة الصحة العالمية ومؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية بعد أمان استخدام سكر ستيفيا في جميع الحالات المرضية، وبعض الدراسات أشارت إلى احتمالية حدوث بعض الآثار الجانبية الضارة مثل:
توجد بعض المخاوف بشأن تأثير مكونات سكر الستيفيا الضارة على صحة الكليتين والخصوبة والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يسبب انخفاضاً كبيراً في ضغط الدم ويتداخل مع تأثير الأدوية المستخدمة لتخفيض مستوى السكر في الدم .
-على الرغم من أن العديد من الدراسات أشارت إلى سلامة استخدام سكر ستيفيا لمرضى السكري ، إلا أن منتجات سكر ستيفيا التي تحتوي على نسبة عالية من الدكستروز والمالتودكسترين يجب استخدامها بحذر. فالدكستروز هو عبارة عن الجلوكوز والمالتودكسترين هو عبارة عن النشا، وبالتالي، استهلاك هذا السكر بكميات كبيرة قد يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم بشكل عكسي .
-أشارت دراسة علمية حديثة تم إجراؤها ونشرها في عام 2019م إلى أن السكريات غير المغذية ومنها سكر ستيفيا له علاقة بالقضاء على البكتيريا المفيدة في الأمعاء (بكتيريا فلورا) ؛ مما يُوضح أن استخدام هذا السكر لوقت طويل قد يُعزز من فرص حدوث العدوى المعوية والأمراض الهضمية التي تحول بكتيريا فلورا دون حدوثها .
أشارت دراسة سابقة إلى أن سكر الستيفيا قد يزيد من خطر الإصابة بحالة عدم تحمل السكر وبعض الاضطرابات في التمثيل الغذائي في الجسم التي تؤدي إلى مشاكل صحية ومضاعفات مع مرور الوقت .
تحتوي بعض منتجات الستيفيا على الكحوليات السكرية، وهذا يؤدي بالطبع إلى الإصابة بعدد كبير من اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الإصابة بغازات البطن والإسهال .
نظرًا لأن السكريات غير المغذية، مثل سكر ستيفيا، تتميز بأن نكهة وطعمها الحلو أكبر بكثير من السكر العادي، فإنها قد تسبب لدى بعض الأشخاص لسعة وحساسية في الفم، حيث يجد بعضهم صعوبة في تحمل هذه النكهة السكرية القوية في الفم .
استخدام سكر ستيفيا أثناء الحمل
المادة الأساسية في سكر ستيفيا هي Reb-A ولا تشكل أي خطر على الصحة ، وهي آمنة تماما لصحة الأم الحامل والجنين عند استخدامها بشكل معتدل ، ولكن يجب تجنب المنتجات التي تحتوي على الكحول السكري مثل اريثريتول. بالمقابل ، يشكل سكر ستيفيا المستخرج من أوراق نبات الستيفيا خطرا على صحة الأم والجنين أثناء الحمل
وبالتالي ؛ فإنه نظرًا إلى عدم القدرة في الكثير من الأحيان على الحصول على أنواع ومنتجات سكر ستيفيا الامنة على المرأة والجنين أثناء الحمل ؛ فإنه ينبغي تجنب استخدام السكريات غير المغذية عامة وسكر ستيفيا خاصة طوال فترة الحمل لتجنب أي أضرار متوقعة أو غير متوقعة قد تحدث للأم أو الجنين .
العلاقة بين سكر ستيفيا والسرطان
هناك بعض الأدلة تشير إلى أن سكر الستيفيا قد يكون عامل مساعد في الوقاية من العديد من أنواع السرطان؛ حيث أظهرت دراسة علمية نشرت في عام 2012 أن الجلوكوسيد المعروف أيضا باسم ستيفيوسيد يعزز معدل وفاة الخلايا السرطانية في تجربة مجراة في المختبر على خلايا سرطان الثدي البشرية، وتعمل مادة الستيفيوسيد أيضا على منع بعض المسارات البيولوجية والكيميائية داخل الميتوكوندريا والتي يمكن أن تؤدي إلى نمو الأورام السرطانية
تم تأكيد النتائج السابقةمن خلال دراسة أخرى نُشرت في عام 2013، حيث أشارت إلى دور مادة الستيفيوسيد stevioside الفعالة في مكافحة العديد من أنواع السرطان، مثل سرطان الدم، وسرطان الرئة، وسرطان المعدة، وسرطان الثدي، وغيرها .
على الرغم من فوائد السكر ستيفيا، إلا أنه من الضروري الرجوع إلى الطبيب واستشارة أخصائي التغذية قبل استخدامه لأي غرض، لتفادي حدوث أي مضاعفات أو اضطرابات صحية محتملة .