ما هو الوهم وانواعه
ما هو الوهم
الوهم هو تحفيز لمحفز حقيقي، يؤدي إلى تفسير متعارض مع الواقع، مثل رؤية الطفل أغصان الأشجار على أنها أشباح خارج غرفته في الليل، والفرق بين الوهم والهلوسة هو أن الهلوسة تحدث بدون محفز خارجي وتنتج من عقل الإنسان، ومع ذلك، لا يعني عدم وجود اضطراب نفسي إذا كان الشخص يعاني من كثرة الوهم أو الهلوسة، ويتم الإبلاغ عن هذه الأشياء بشكل منتظم، وأحد الأسئلة الشائعة حول الوهم هو ما إذا كان ينبع من الشيطان؟
طبيعة الأوهام
الإوهام تنتج عن تجارب إدراكية يتم الحصول عليها من محفزات خارجية حقيقية وموجودة في الواقع، والتي تؤدي إلى حدوث تصور غير صحيح، ويمكن من خلالها الحصول على انطباع خاطئ حول الشيء الذي يحصل عليه الإنسان من المحفز الخارجي.
يمكن أن تتأثر الانطباعات بعوامل خارجة عن إرادة الإنسان، مثل موجات الضوء التي تجعل القلم الرصاص يبدو منحنيا في كوب من الماء على الرغم من عدم صحته، أو يمكن أن تكون نتيجة لعدم الحصول على معلومات كافية في الظروف الغير مناسبة للإضاءة، والتي يمكن أن تؤدي إلى الحصول على معلومات غير واضحة، كما يمكن أن تنتج عن خصائص وظيفية وهيكلية للجهاز الحسي، مثل التشوهات في شكل عدسة العين وغيرها من العوامل التي قد تسبب الأوهام المختلفة.
لا يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل هناك مجموعات أخرى من الأوهام مثل التفسيرات الخاطئة التي ينشئها الشخص بناء على الإشارات الحسية المظهرة التي تبدو مناسبة. يحدث ذلك لأن الانطباعات الحسية تتعارض مع حقائق الواقع أو تفشل في نقل الانطباعات الحقيقية. وفي هذه الحالة، يرتكب المدرك خطأ في استيعاب المعلومات الحسية، وهذا الخطأ ناجم عن الجهاز العصبي المركزي، أي يحدث في الدماغ والحبل الشوكي، وينشأ نتيجة للمعلومات الحسية المتنافسة أو التأثيرات النفسية المشوهة أو التوقعات السابقة. على سبيل المثال، السائق الذي يعتقد أن أضواء الشوارع تعكس على سيارته قد يعتقد أن سيارة مقابلة قادمة في هذا الاتجاه على الرغم من عدم وجود طريق مقابل في هذا الاتجاه.
انواع الوهم
هناك العديد من الأنواع المختلفة للاضطرابات الوهمية وكل نوع يؤثر بشكل مختلف على النفسية الشخصية، ومن بين أنواع الوهم:
اوهام التحفيز والتشويه
يشير هذا النوع من الإدراك الحسي عادة إلى تغير في البيئة أو تشوه في طاقة التحفيز، الذي يصل في النهاية إلى الشخص الذي يدركها بشكل مشوه، مثل القلم الرصاص في كوب الماء الذي يبدو منحنيًا بسبب الانكسار.
الظواهر السمعية
تعتبر ضمن الظواهر الشائعة والتي تعرف بإسم الانطباع السمعي، وفي هذا السياق لقد لاحظ الفيزيائي النمساوي الذي يدعى كريستيان دوبلر في عام 1842، أن الصفير الذي ينتج عن القطار العابر يتم الاستماع إليها وهي تنخفض عندما يتحرك القطار والمُدرك بعيدًا عن بعضهما البعض، لتنمو أعلى عندما يقتربون من بعضهم البعض، وفي هذه الحالة يتأثر الصوت المسموع بالعديد من العوامل المختلفة المحيطة به مثل هبوب الرياح التي تكون تجاه الشخص أو يمكن أن تكون بعيدة عنه.
وفي عام 1928 لقد تم وصف الخداع البصري والذي قام بها عالم النفس الأمريكي بول توماس يونغ، الذي قام بعمل اختبار إلى عملية تحديد موقع الصوت أي الاتجاه الذي يأتي منه الصوت، ولإثبات هذه النظرية قام بعمل اله موسيقية تحتوي على بوقي أذن، واحد منهما يقود إلى الجانب الأيمن من الرأس إلى الأذن اليسرى والآخر العكس، والذي كان سبب في أن يتم خلق إنطباع وهمي عن توطين الصوت المعكوس، وأنه أثناء المشي على طول الشارع مرتديًا مكبر الصوت الكاذب كان يسمع خطى على يمينه عندما يأتون بالفعل من اليسار.
عندما يصدر مصدرين للصوت في نفس المنطقة موجات صوتية بترددات مختلفة قليلاً وهذا يقصد به الاهتزازات في الثانية، وستأتي فترات عندما تصل الموجات من كلا المصدرين إلى الأذن في الطور في وقت واحد والتي ينتج عنها تجربة مجمعة والتي تكون بصوت أعلى، سيتم النظر إلى هذه الفواصل الزمنية من الصوت المشترك على أنها دقات أو تناوب دوري لشدة الصوت، عندما تحدث مثل هذه الضربات السمعية بسرعة كبيرة بحيث لا يمكن التمييز بينها فقد ينتج عن ذلك ضوضاء قاسية ومستمرة تسمى عادةً تداخلًا.
في هذا الحالة، يحدث تداخل آخر عندما تتولد نغمتان معا لتشكل نغمة ثالثة يمكن سماعها بشكل فردي. وإذا كانت هذه النغمة الثالثة أقل من النغمة الأصلية، فإنها تسمى نغمة الاختلاف، أي أن ترددها يمثل الفرق بين ترددي النغمتين الأصليتين. وإذا كانت النغمة الثالثة أعلى من النغمة الأصلية، فإنها تسمى نغمة الجمع، أي أن ترددها يمثل مجموع ترددي النغمتين الأصليتين.
الظواهر البصرية
بالنسبة إلى الظواهر البصرية، فإنها تعد من الأوهام الشائعة التي تحدث عندما ينحني أو ينكسر الضوء عندما يمر من وسط إلى آخر، وفي هذه الحالة، تتغير سرعة الضوء بشكل كبير. على سبيل المثال، ينحني الضوء عندما يمر من وسط شفاف مثل الهواء إلى وسط آخر مثل الماء، وهذا يشرح لماذا نرى الأقلام المنكسرة في الماء، حيث يمر الضوء عبر الماء والهواء. وبالتالي، يتكون الوهم البصري بسبب انكسار الضوء. يحدث انكسار أو انحناء الضوء عندما يمر من الهواء إلى الماء، وهذا يسبب خداعا بصريا، حيث تظهر القشرة في كوب الماء منحنية أو منكسرة عند سطح الماء. وأيضا، يحدث قوس قزح نتيجة الانكسار عندما تمر أشعة الشمس عبر المطر، حيث تتفرق القطرات وتنكسر الضوء الأبيض ليظهر الألوان المختلفة. وعندما يمر الضوء الأبيض من أي مصدر عبر منشور، ينكسر ليكون طيفا من الألوان.
السراب
السراب في صحراء إفريقيا يشبه بركة مياه متلألئة، وينشأ الوهم نتيجة انكسار أو انحناء الضوء في طبقات من الهواء فوق سطح الصحراء الحارة. بعض الأوهام ترتبط بخصائص الإدراك، أي أنها نتاج عمل الدماغ والحواس بدلا من الظواهر الفيزيائية التي تشوه المنبهات. وتتكون العديد من الأوهام البصرية الشائعة من تجهيز المعلومات المرئية الغامضة أو غير العادية من قبل الدماغ، وتنشأ أوهام أخرى من تأثيرات التحفيز الحسي أو من المعلومات الحسية المتعارضة. وهناك بعض الأوهام المرتبطة بأسباب نفسية.