ما هو الوسواس السوداوي
تعريف الوسواس السوداوي
يعرف الوسواس السوداوي أو الاكتئاب السوداوي بأنه واحد من أشكال الاضطراب الاكتئابي الرئيسي (MDD)، ويظهر على المريض على هيئة مجموعة من السمات الحزينة. وعلى الرغم من أن الاكتئاب السوداوي كان ينظر إليه باعتباره اضطرابا مستقلا، فإن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) لم تعد تصنفه كذلك، بل أصبح ينظر إليه باعتباره نوعا فرعيا من اضطراب الاكتئاب الشديد والذي يعد محددا له
يعد اضطراب الاكتئاب الرئيسي أو الوسواس السوداوي حالة عقلية صحية خطيرة، حيث يتميز بمجموعة من الأعراض والمشاعر الشديدة المستمرة من اليأس والحزن، وقد يؤثر هذا الاضطراب على السلوكيات في الحياة والتي قد تشمل الدراسة والعمل والعلاقات.
كما يمكن للاضطراب الوسواسي السوداوي أن يؤثر على السلوك والحالة المزاجية، فإنه قد يؤثر أيضا على وظائف مختلفة في الجسم، مثل النوم والشهية. وغالبا ما يفتقد المصابون بالاضطرابات الذهنية الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها في الماضي، ويواجهون صعوبات في قضاء اليوم. وفي بعض الأحيان، يشعرون بأن الحياة لا تستحق العيش
فيما يتعلق بشدة ونوع أعراض الوسواس السوداوي الرئيسي، فإنها تختلف بشكل كبير بين الأشخاص، حيث يعاني بعضهم من أعراض الاضطراب الاكتئابي الرئيسي التقليدي، بينما يظهر بعضهم الآخر أعراضا إضافية مثل الكاتونيا والكآبة. يمكن التحكم في معظم الأعراض من خلال العلاج، سواء بواسطة الأدوية أو غيرها.
أعراض الوسواس السوداوي
من المحتمل أن تظهر السمات الكئيبة عادة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الحاد بشكل متكرر، وقد تظهر أيضا في العديد من الحالات لدى الأشخاص الذين يعانون من الوسواس السوداوي والأعراض الذهانية، وقد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب السوداوي من أعراض الاكتئاب الحادة، وهناك أمثلة بارزة على ذلك
- الشعور بالحزن الشديد المستمر لفترة طويلة.
- فقدان الاهتمام تجاه الأنشطة التي كانت ممتعة في السابق.
- الشعور بالإرهاق أو نقص الطاقة.
- الانفعال السريع والمعاناة من الشعور بالقلقو.
- الأكل المفرط أو فقد الشهية الشديد.
- الأرق الشديد والنوم القليل جدًا، أو الشعور بالنعاس والحاجة الملحة للنوم كثيرًا.
- يعاني الجسم من تغيرات في الحركة، ومن بين الأمثلة على ذلك هز الساق المستمر الذي لم يكن مألوفا من قبل.
- التحديات التي قد تواجهها الأشخاص هي صعوبة التركيز والتذكر واتخاذ القرارات.
- التفكير أو الحديث عن الموت أو الرغبة في الانتحار.
- محاولة انتحار.
قد يتعرض المصابون بمرض الاكتئاب الكبير للوسواس السوداوي، وهو من السمات الكئيبة التي تتضمنها MDD
- فقدان المتعة والشغف تجاه الأنشطة اليومية المختلفة أو معظمها.
- انعدام التفاعل مع الأحداث الإيجابية والأخبار.
- المشاعر العميقة والبالغة باتعدام القيمة واليأس.
- اضطرابات النوم الشديدة والبالغة.
- فقد الوزن بشكل كبير.
- الشعور الدائم والشيد بالذنب المفرط.
- تزداد حدة أعراض اضطراب الوسواس القهري الاكتئابي في أوقات الصباح وعند الاستيقاظ من النوم
تشخيص الاكتئاب السوداوي
لم يعد الوسواس السوداوي يعرف باعتباره الاكتئاب التقليدي والمعتاد أو باعتباره شكل مميز من أشكال الاكتئاب، ولكنه يندرج باعتباره نوع من MDD، والذي حينما يظهر على شخص ما أحد علامات الكآبة والاكتئاب، فإن التشخيص يصبح بأنه “اضطراب اكتئابي شديد مع سمات حزينة”، ولإجراء ذلك التشخيص ، يسأل الطبيب غالباً مجموعة من الأسئلة منها التالي:
- هل تواجه صعوبة في الاستيقاظ من الفراش والبدء في الصباح؟
- هل تزداد الأعراض سوءًا بشكل عام في الصباح أم في المساء؟
- كيف تنام؟
- هل حدث تغيير في أنماط نومك؟
- كيف يبدو اليوم العادي بالنسبة لك؟
- هل تغير روتينك اليومي مؤخرًا؟
- هل ما زلت تستمتع بنفس الأشياء التي كنت تفعلها سابقًا؟
- ما الذي يحسن مزاجك ، إن وجد؟
- هل تشعر بصعوبة في التركيز أكثر من المعتاد؟
علاجات الوسواس السوداوي
يعالج الوسواس السوداوي عادة باستخدام أحدث مضادات الاكتئاب، ومن أمثلتها مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وتشمل هذه الأدوية الشهيرة: فلوكستين (بروزاك)، وسيتالوبرام (سيليكسا)، أو باروكستين (باكسيل).
وعلى الرغم من هذا قد يستجيب الكثير من الأشخاص المصابين بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي بسمات سوداوية بصورة أفضل لمضادات الاكتئاب التقليدية منها مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (MAOIs)، فضلاً عن مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين، مثل فينلافاكسين (إيفكسور).
تساعد تلك الأدوية في الحد من التعرض لانهيار السيروتونين والنورادرينالين بالدماغ، وهو ما يترتب عليه ظهور كميات أكبر من تلك المواد الكيميائية التي تجعل المصاب يشعر بالراحة، وفي بعض الأحيان، من الممكن أن يتم استخدام بعض مضادات الذهان الغير تقليدية ومنها أبيليفاي (أريبيبرازول) لزيادة تأثيرات مضادات الاكتئاب.
إلى جانب الأدوية، يتم استخدام العلاج اللفظي بشكل شائع لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الرئيسي (MDD) والوسواس السوداوي بسمات حزينة، وعادة ما يكون الجمع بين هاتين الطريقتين في العلاج أكثر فعالية مما لو استخدمت بشكل منفرد، ويشمل العلاج اللفظي الاجتماع المنتظم مع المعالج المتخصص لمناقشة الأعراض والقضايا ذات الصلة، وقد يساعد في توضيح بعض الأمور للمصابين
- تحسين مهارات الاتصال.
- حل المشاكل والتعامل مع التحديات
- التكيف مع أزمة أو حدث آخر مرهق.
- تتضمَّنُ استبدالَ السلوكياتِ والمعتقداتِ السلبيةِ بأخرى صحيَّةٍ وإيجابيَّةٍ.
- يشمل زيادة الاحترام الذاتي واستعادة الشعور بالرضا والسيطرة على مجريات الحياة.
- يمكن في كثير من الأحيان أن يساعد العلاج الجماعي المصاب بطريقة مماثلة ويمنحه القدرة على مشاركة مشاعره مع الأشخاص القادرين على التواصل معه.
علاج الحالات الشديدة من الاكتئاب السوداوي
في الحالات الشديدة، يمكن أن يتم تطبيق العلاج الكهربائي بالصدمات (ECT) للمساعدة في تخفيف الأعراض المصاحبة للاضطراب الاكتئابي الرئيسي مع السمات الكئيبة المصنف كوسواس سوداوية.
وتتكون هذه العلاج من توصيل أقطاب كهربائية إلى الرأس التي ترسل نبضات كهربائية إلى الدماغ، وهذا يسبب حدوث نوبة خفيفة. يعتبر العلاج بالصدمات الكهربائية حاليا فعالا وآمنا للأمراض العقلية واضطرابات المزاج، ومع ذلك، لا يزال هناك انتقادات شديدة له. قد يكون غير مناسب كعلاج أولي لأعراض الاكتئاب. ومع ذلك، قد يكون الجمع بين العلاج الحديث والأدوية، والعلاج بالصدمات الكهربائية الخيار الأفضل لعلاج الاكتئاب الشديد مع السمات الكئيبة للوسواس السوداوي