ما هو الصدر المقعر
pectus excavatum
يعد الصدر المقعر pectus excavatum شذوذا خلقيا في جدار الصدر، حيث ينمو العديد من الأضلاع وعظم القص في داخل الصدر بدلا من الخروج منه، مما يؤدي إلى تشكل انخفاض في الصدر ومظهر غائر، وقد يصاحب ذلك احتداما في الأضلاع السفلية.
يمكن أن يحدث الصدر المقعر لدة الأجنة في الرحم. أو قد يحدث لدى الطفل بعد الولادة. الاضطراب قد يكون شديدًا أو معتدلًا. الصدر المقعر يكون ناجمًا عن فرط في نمو النسيج الضام الذي يربط بين الاضلاع وعظم القص. وهذا يسبب نمو عظم القص للداخل. ويمكن أن يكون التشوه عميقًا. في حال كان الاضطراب شديدًا، يمكن أن يتأثر القلب والرئتين أيضًا ويمكن أن يسبب الإجهاد العاطفي لدى الطفل.
أسباب الصدر المقعر
لا يدرك الأطباء السبب الحقيقي للإصابة بالصدر المقعر، وفي بعض الحالات يمكن أن ينتشر بين العائلات. وقد يعاني الأطفال الذين يعانون من الصدر المقعر من اضطرابات صحية أخرى، مثل:
- متلازمة مارفان: هو اضطراب يؤثر على الأنسجة الضامة في جسم الإنسان
- متلازمة بولاند: يعد الخلل النادر في العضلات أو عدم تطورها في جانب واحد من الجسم، وخاصة في عضلة الصدر الرئيسية، من الظواهر الوراثية.
- الكساح: يحدث الاضطراب نتيجة نقص فيتامين د، الكالسيوم، أو الفوسفات، مما يؤدي إلى تليين وضعف العظام.
- الجنف: اضطراب في العمود الفقري يتجعد فيه بشكل غير صحيح.
أعراض الصدر المقعر
تتمثل الأعراض الرئيسية للصدر المقعر في ظهور صدر مقعر، وحتى في حالة ولادة الطفل بهذا العيب الخلقي، قد لا يكون من الواضح وجود الاضطراب في السنوات الأولى من الحياة، وقد تكتشف الحالات العديدة في سن المراهقة.
قد لا يتم الكشف عن الحالات الطفيفة، ولكن الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي إلى تجويف عميق في الصدر يمكن أن يضغط على القلب والرئتين، مما يتسبب في:
- اضطرابات في تحمل التمارين
- قيود في بعض أنواع الأنشطة البدنية
- الإرهاق
- ألم في الصدر
- تسارع ضربات القلب أو الخفقان
- عدوى تنفسية متكررة
- السعال أو الأزيز
يزداد الاضطراب سوءًا مع تقدم الطفل في العمر، ويؤثر بشكل أكبر على الذكور من الإناث، وعندما ينتهي نمو الطفل، لا يمكن أن يزداد سوءًا أو لا حتى يتحسن الصدر المقعر.
متى يجب رؤية الطبيب
يجب زيارة الطبيب في حال كان الطفل يعاني من الأعراض التالية:
- ألم في الصدر
- صعوبة في التنفس
- قد يؤدي هذا التشوه إلى الشعور بالاكتئاب أو الغضب
- يشعر الشخص بالتعب والإرهاق حتى في حالة عدم ممارسة أي نشاط بدني.
تشخيص الصدر المقعر
يقوم الطبيب بتشخيص الصدر المقعر للطفل من خلال الفحوص الجسدية والتاريخ الطبي. وفي حالة الضرورة، يمكن طلب إجراء الفحوص التالية:
- يتم استخدام الفحص المقطعي المحوسب وتصوير الصدر بالرنين المغناطيسي لتحديد حجم ودرجة انضغاط القلب والرئتين.
- يستخدم مخطط صدى القلب لاختبار وظائف القلب
- يتم إجراء اختبارات وظائف الرئة لتقييم حجم الرئة
- يمكن استخدام اختبار الإجهاد لقياس مدى تحمل التمارين
علاج الصدر المقعر
إذا كان الأطفال المصابون بالصدر المقعر لا يعانون من أي اضطرابات صحية أخرى، فلا يحتاجون للعلاج إذا كانواقادرين على تحمل التشوه الشكلي الذي يسببه الصدر المقعر.
في بعض الحالات، يمكن علاج الصدر المقعر بالجراحة. هناك نوعان من الجراحة المتاحة للاستخدام
عملية Ravitch
يتم خلال الجراحة إزالة الأضلاع الزائدة والغضاريف، ويتم شد القص ووضع جهاز داعم في الصدر للحفاظ على الوضعية الصحيحة، وعند شفاء الأضلاع والقص يمكن للصدر أن يعود إلى وضعه الطبيعي، وتجرى هذه الجراحة عادةللمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و21 سنة.
عملية Nuss
عملية نوس هي العملية الحديثة، والتي تتطلب تقنيات متطورة أكثر، ويتم فيها إجراء شقوق أصغر. يقوم فيها الجراح بإدخال أداة معدنية من أجل دفع القص والأضلاع للخارج، حيث يساعد على إعادة هيكلة شكلها. يتم إضافة أداة تساعد على توازن الصدر في مكانه. يمكن أن تتم إعادة تشكل هيكل الصدر في حوالي ثلاث سنوات ويمكن إزالة الأدوات المعدنية الموجودة في الصدر بعد ذلك. هذه العملية يقوم بها الطبيب للأطفال بعمر 8 سنوات وما فوق.
قد يوصي الأطباء بالعلاج الطبيعي والتمارين لتقوية عضلات الصدر وتحسين وضعية الجسم.
فوائد الإصلاح الجراحي للصدر المقعر
الهدف من الإصلاح الجراحي للصدر المقعر هي تقليل الضغط على القلب والرئتين التي يمكن أن يختل عملها. هذا يقود بالتالي إلى تحسن التنفس، وزيادة في تحمل التمارين، وتخفيف ألم الصدر. من الشائع جدًا أن يشعر المريض بأن تنفسه طبيعي في حال تشوه الصدر المقعر ثم يكتشف بعد التصحيح الجراحي بأن تنفسه أصبح أفضل بكثير.
يعدالتصحيح الجراحي بمثابة تغيير إيجابي وملحوظ في الثقة بالنفس لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل في شكل الصدر، وبعد نجاح العملية الجراحية، يمكن لهؤلاء المرضى التوقف عن تناول الأدوية اللازمة في العلاج.
كلا عمليتي روبيكسك ونوس لديهما نتائج مذهلة، حيث يكون المرضى راضين جدًا عن النتيجة وعن التعافي اللاحق، ويبلغ معدل إعادة حدوث التشوه والارتكاس في هاتين العمليتين أقل من 1%
أخطار الإصلاح الجراحي للصدر المقعر
تحمل عمليات إصلاح الصدر المقعر بعض المخاطر، على غرار بقية العملياتالجراحية، ومع ذلك، تعتبر عمليتا روبيكسك ونوس آمنتين وفعالتين، ومع ذلك، فمن الممكن حدوث مضاعفات.
المضاعفات الممكنة للإصلاح الجراحي لعملية الصدر المقعر تتضمن:
- استرواح الصدر (هواء حول الرئة)
- الانصباب الجنبي (سائل حول الرئة)
- العدوى
- إزاحة الأداة الموجودة في الصدر
- يمكن أن يعود تشوه الصدر المقعر بعد إزالة الأداة المصححة في الصدر
- إصابة الهياكل المحيطة
إنذار الصدر المقعر
غالبا ما لا يتطلب علاج معظم حالات الصدر المقعر إذا لم تؤثر على وظيفة الرئتين والقلب. ومع ذلك، في حالة وجود تشوه واضح بشكل كبير أو إذا تسببت في مشاكل صحية، فقد يعاني الشخص على الأقل من قلة الثقة بالنفس. قد يتسبب أيضا في صعوبة أداء التمارين الرياضية. في بعض الحالات، يكون العلاج ضروريا لتحسين الصحة الجسدية والعاطفية للطفل.
- إذا لم يقم الشخص بإجراء العملية الجراحية، فقد يؤثر ذلك على الرئتين والقلب ومعدل الحياة لديه
لا يوجد أي دليل علمي على أن الصدر المقعر يمكن أن يحد من معدل الحياة أو يسبب تلف متقدم للرئة أو القلب مع مرور الوقت. من غير الشائع لدى الأشخاص المصابون بالصدر المقعر أن يعانوا من تطور المزيد من الأعراض بمرور الوقت. قد يحدث ذلك يسبب عملية التقدم في السن الطبيعية والصعوبات المتزايدة الوظيفية المترافقة مع الصدر المقعر. لكن في الواقع، هذا لا يعني حدوث الضرر.
- في حالة تعاني الشخص من الصدر المقعر ويحتاج إلى جراحة في القلب، هل يمكن إجراء العمليتين في نفس الوقت
نعم، تمكن الأطباء من دمج عمليات جراحة القلب مع عملية إصلاح الصدر المقعر، وحققوا نتائج مذهلة، ويتطلب ذلك تقنية تعاونية بين الجراحين الذين يقومون بإجراء كل من العمليتين.