ما هو اختبار فحص الجهد
لقد خلق الله تعالى جميع أجزاء وأعضاء الجسم بتناسق إبداعي مذهل جعل كل أجزاء الجسم تعمل مع بعضها البعض طوال الوقت بشكل متسلسل وأي خلل في أي جزء من هذه الأعضاء يؤثر بشكل مباشر على مختلف الأعضاء والأجهزة الأخرى ، ويعتبر الجهاز الدوري متمثلًا في القلب والأوعية الدموية هو أحد أهم أجهزة الجسم ذات الدور الرئيسي والفعال في الحفاظ على توازن الجسم وعلى حياة الإنسان أيضًا .
اختبارات فحص القلب
هناك عدد كبير من الاختبارات التي تجرى لقياس وتحديد حالة وصحة القلب، بما في ذلك معدل النبضات والانقباض والانبساط في عضلة القلب، حيث يتم بعض هذه الفحوصات باستخدام الاختبارات والتحاليل الطبية، بينما يتم البعض الآخر باستخدام أجهزة الرنين المغناطيسي وأجهزة تخطيط القلب، وتعتمد بعض فحوصات القلب الأخرى على بذل نشاط ومجهود بدني، ومن ثم تقييم كفاءة القلب
اختبار فحص الجهد
اختبار الإجهاد القلبي هو فحص طبي للعضلة القلبية يتم بطريقة مختلفة إلى حد ما عن الفحوص الطبية الأخرى؛ حيث يوجه الطبيب المريض للقيام بجهد جسدي لفترة زمنية محددة مثل المشي على جهاز المشي الكهربائي أو استخدام الدراجات الثابتة أو شيء مماثل ؛ ثم يستخدم بعض الأجهزة خلال هذا النشاط لمراقبة أنظمة القلب والتنفس وضغط الدم .
يكمن أهمية اختبار فحص الجهد في أنه يسبب زيادة تدفق الدم إلى القلب نتيجة للجهد البدني، وبالتالي يمكن اكتشاف أي أمراض أو اضطرابات قلبية لا يمكن اكتشافها باستخدام الفحوصات التقليدية .
أهمية اختبار فحص الجهد
في حال شك الطبيب في وجود حالة مرضية محددة ناتجة عن اضطرابات في عمل وسلامة عضلة القلب، يجري هذا الاختبار للمريض، وخاصة أن فحص الجهد يساعد بشكل كبير على اكتشاف وتشخيص الحالات المرضية التالية
اكتشاف أمراض الأورطي
الأورطى أو الشريان التاجي هو الشريان الرئيسي المرتبط مباشرة بعضلة القلب، وغالبا ما تحدث اضطرابات في الشريان التاجي نتيجة تراكم بعض المواد والطبقات والترسبات على جدران الشريان، كما هو الحال في مرضى ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم
تشخيص الذبحة الصدرية
يمكن أن يساعد فحص الجهد القلبي على اكتشاف الأمراض التي تسبب ضيقًا في التنفس وآلامًا في الصدر مثل الذبحة الصدرية والتي تنتج عن اضطراب القلب .
تقدير اضطراب نبضات القلب
يُعاني عدد هائل من المرضى من مشكلة عدم انتظام نبضات القلب ؛ حيث أن البعض يُعاني من زيادة معدل ضربات القلب والبعض الاخر يُعاني من انخفاض معدل ضربات القلب وكل منهما يُشير إلى حالة مرضية تتطلب التدخل العلاجي الطبي ، كما يعمل فحص الجهد على اكتشاف أي اضطراب في عدد نبضات القلب لكل دقيقة وخصوصًا أثناء القيام بمجهود بدني .
تحديد مقدار الجهد الامن للمريض
من جهة أخرى، يمكن أن يساعد إجراء فحص الجهد لعضلة القلب على تحديد مقدار المجهود الذي يمكن للمريض القيام به يوميًا، والذي يجب ألا يتخطاه مطلقًا، حتى لا يسبب آثارًا سلبية ومرضية ومضاعفات خطيرة على صحة القلب .
متابعة الخطة العلاجية للقلب
يتطلب اتباع خطة علاجية للسيطرة على اضطراب الشريان التاجي متابعة دائمة لحالة القلب، وفي هذهالحالة يعد فحص الجهد هو الأسلوب الأفضل لتقييم فعالية الخطة العلاجية .
تفسير نتائج اختبار فحص الجهد
تتم عمومًا تفسير نتائج اختبار فحص الجهد للقلب بالطريقة التالية:
-النتائج الطبيعية لاختبار فحص الجهد : تُشير إلى أن المريض لا يُعني بنسبة كبيرة من اضطراب الشريان التاجي ، ولكن يكون المريض لا يزال مُعرضًا إلى حدوث اضطراب وتكوين جلط دموية بنسبة أقل من 70 % ، وقد يطلب الطبيب إجراء المزيد من فحوصات القلب إذا كان المريض يُعاني من أعراض أخرى تزيد من شكوك المريض حول إصابته اضطراب في القلب .
-النتائج غير الطبيعية لاختبار فحص الجهد : تشير هذه النتائج إلى أن المريض يعاني من اضطراب شديد في الشريان التاجي بنسبة أكبر من 70%، ومع ذلك، قد تكون هذه النتيجة إيجابية كاذبة، ويجب إجراء فحوصات إضافية للتأكد من الحالة المرضية بشكل دقيق .
أضرار اختبار فحص الجهد
من ناحية أخرى، هناك بعض العيوب المحيطة باستخدام فحص الجهد للقلب، مثل:
لا يمكن التنبؤ من خلال هذا الاختبار عما إذا كان المريض عرضة لتمزق بعض اللويحات الدهنية المترسبة على جدران الشريان التاجي وتسببها في حدوث انسداد في الشريان مستقبلاً، حتى لو كانت النتيجة طبيعية، وبالتالي يجب إجراء اختبارات إضافية ضرورية .
قد يؤدي تعريض المريض لبعض الجهد الجسدي أثناء إجراء الاختبار إلى زيادة مفرطة في معدل ضربات القلب وصعوبة في التنفس. لذا، يجب مراقبة المريض بعناية حتى لا يتعرض لمزيد من الجهود التي قد تسبب له أضرارا صحية، خاصة في حالة المرضى البدينين والذين يعانون من زيادة نسبة الدهون في الدم والذين تم تشخيص إصابتهم مسبقا ببعض أمراض القلب .
في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي القيام بجهد بدني أثناء إجراء الاختبار إلى إصابة المريض بسكتة قلبية .
إرشادات اختبار فحص الجهد
تتضمن الإرشادات والشروط التي يجب على المريض اتباعها بعناية قبل إجراء الاختبار، مثل:
يتمثل الأمر في الامتناع عن تناول الطعام والشراب تمامًا قبل مدة لا تقل عن ساعتين من إجراء الاختبار .
ينبغي الامتناع تمامًا عن التدخين لفترة كافية قبل تنفيذ الاختبار .
– يجب تجنب استهلاك المنبهات مثل القهوة والشاي وأي أطعمة أو مشروبات تحتوي على الكافيين لأنها تؤثر على معدل ضربات القلب
يجب استشارة الطبيب قبل إجراء الاختبار للتأكد مما إذا كانت الأدوية التي يتناولها الطبيب تؤثر على نتيجة الاختبار أم لا .
في حالةِ وجودِ مشكلاتٍ في التنفسِ واستخدامِ بعضِ الوسائلِ العلاجيةِ مثل بخاخةِ الربوِ أو غيرها، فلا بدَّ من إحضارِها عند إجراءِ الاختبارِ وإبلاغِ الطبيبِ وفريقِ الرعاية الصحيةِ القائمِ على الاختبارِ بهذا الأمر .
– من الأفضل للمريض أن يرتدي ملابس رياضية مريحة في أقصى حد ممكن، ويجب أن لا يتعرض لأي ضغوط نفسية أو عصبية قبل إجراء الاختبار، كما يجب أن يحصل على قسط كاف من النوم في اليوم الذي يسبق إجراء الاختبار، حيث أن كل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى زيادة غير طبيعية في معدل ضربات القلب وضغط الدم
يجب توضيح التاريخ المرضي بشكل كامل للطبيب الذي سيجري الاختبار، ومعدل ممارسة التمارين الرياضية على مدار الأسبوع، لأن هذه المعلومات يمكن أن تساعد الطبيب على تحديد قيمة الجهد المطلوبة من المريض أثناء إجراء الاختبار بشكل صحيح .
تعتمد العديد من الدول المتقدمة في العالم على نتائج اختبار فحص الجهد كخطوة أولى في تشخيص حالة المريض، حيث يتم استخدامها لمراقبة نشاط وعمل عضلة القلب أثناء القيام بمجهود بدني وليس في وضع الراحة، وهذا يتميز عن فحوصات القلب الأخرى .