احكام اسلاميةاسلاميات

ما موقف الاسلام من ” العباءة الملونة والمزركشة “

خضع شكل ومظهر الحجاب لتغييرات كبيرة ، وبدأت بعض الزخارف والتزيينات  الخاصة بالعبايات بالانتشار على نطاق واسع ، حتى اصبحت العبايات تشبه الفساتين إلى حد كبير ، فبالإضافة إلى الزخرفة ، يمكن أن تظهر العبايات ايضا أجزاء من جسم المرأة ، حيث أصبحت الأكمام واسعة لدرجة أن الذراعين تنكشف أحيانًا فوق المرفقين، وفي الاسلام ؛

وظيفة المرأة وواجبها هو تغطية جسدها ، بما في ذلك يديها ، أمام الرجال الاجانب عنها، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )

في هذه الآية، يتم الإجابة عن سؤال حول مدى جاذبية العباءات المزخرفة التي تجذب انتباه الرجال، ولا يسمح للنساء بارتدائها في أماكن عامة أمام غير المحارم، لأن هذا قد يزيد من الإغراء والاهتمام لدى الرجال نحو النساء.

رأي الشيخ ابن باز في لبس العباءة المزركشة

قال الشيخ الإمام العلامة ابن باز عندما سئل عن شروط لبس المرأة خاصة العباءة، فقال إن صفة اللبس الشرعي للسيدات يجب ألا تحتوي على زينة، وإذا وجدت فيه الزينة فيجب عدم ارتدائه حتى إن كان ساترا لها، وذلك بسبب ما يثيره اللبس المطرز من فتنة واثارة للشهوات، والمرأة قد نهيت ومنعت عن أي شيء يفتح أبواب الغرائز ويسبب الفتنة، لدرجة أن الإسلام منع من أن تضرب امرأة بقدمها إذا كان ذلك سيكشف من زينتها، مثلا إذا كانت ترتدي خلخالا ونحوه، وقد شرع هذا في القرآن في سورة النور: 31، وقال الشيخ الألوسي في شرح ما جاء في سورة النور عن ضرب المرأة بقدمها: إن المعنى لا يضربن بأرجلهن، جاء حتى لا يعلم الرجال أنهن يلبسن خلخالا حين تصتدم أقدامهن بالأرض وهو من مظاهر التزين، مما سيجلب في نفس الرجل الشهوة ويجعله يميل إليها.

وأضاف الإمام ابن باز قائلا إن أي لبس لامع وزاهي ومطرز، فإنه يدخل في مجال الحرمانية والمنع، حتى لو كان محتشما. لأن القائل بأن أعين الرجال لا تنصب نظرتها نحو لباس المرأة الواسع، حتى لو كان مزينا، وإنما ينصبون نظراتهم فقط نحو الملابس المتبرجة، فإنه مخطئ وكلامه غير صحيح. لأنه لا أحد يستطيع أن يفهم آراء الناس وشهواتهم. فكم من رجال أثروا بالمرأة المحتشمة ذات اللباس المطرز عن المتبرجة التي تكشف جاذبيتها. ومن هنا يجب على كل مسلمة أن تتبع شروط العباية واللباس الشرعي بشكل عام، طاعة لله وابتعادا عن الشيطان وحفظا للدين والعفة.

رأي الشيخ ابن عثيمين في لبس العباءة المزركشة

سأل أحدهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم ارتداء الثوب الفرنسي، وهو عباءة ذات أكمام واسعة جدًا، وعندما ترتديه المرأة، تظهر ذراعيها، وهذا الثوب به الكثير من التطريز والشظايا والجلد الأسود، فما هو حكم ارتداء هذا الثوب؟

فأجاب: لبس الجلباب المطرز يعتبر من الزينة والتبرج والزخرفة ، ويحرم على المرأة أن تلبس مثلها وهي منهية عنها تماما ، كما قال الله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ)،

إذا كانت هذه هي الحالة بالنسبة للنساء الكبيرات في السن، فماذا عن الشابات؟ وأضاف قائلاً إنه للأشخاص الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر، عليهم تجنب كل مصدر للإغراء، مثل الملابس والعطور والتحدث مع الغرباء، وما إلى ذلك.

حكم لبس العباءة المطرزة تطريزا خفيفا

أقر العلماء وشيوخ الإسلام أن ارتداء العباءة المطرزة بشكل خفيف لا يلفت النظر ولا يجذب الانتباه لا يشكل مشكلة ولا يوجد حرج في ذلك. كما أنه ليس مطلوبا من المرأة أن ترتدي عباءة من لون محدد، ولكن الشرط هو عدم كونها زينة ذاتها. إذا لوحظ أن العباءة تجذب الانتباه رغم تطريزها الخفيف، فمن الأفضل عدم ارتدائها مرة أخرى عند الخروج .

هل المرأة محرم عليها لبس الالوان او مقيدة بلون معين

لا يحرم الإسلام ارتداء المرأة لأي لون، ولكن يجب أن يكون اللباس العادي، سواء كان ملونًا بأي لون أو أسود، غير مزين ولا يلفت النظر ولا يسبب الفتنة لمن يراه، حتى لا يجذب انتباه الرجال إليها.

هل الاسلام ضد طبيعة المرأة كونها محبة للزينة والتزين

يتبادر في أذهان كثير من النساء والشابات الصغار أن أحكام الشريعة الإسلامية تتعارض مع طبيعتها كونها كائنا يحب التزين ويميل إلى أن يكون جميلا في كل الأحوال وأن هذه الطبيعة معترف بها؛ ولكن هذا اعتقاد خاطئ ومبالغ فيه لأن الإسلام يأخذ في الاعتبار مشاعر المرأة، وجميع الأحكام الإسلامية جاءت لحفظ المرأة وحمايتها واحترام طبيعتها، وكذلك جاء الإسلام ليخرج القلب من وساوس الشهوة والنفس ويربطه بأوامر الله وتطبيق فرائضه، فليس كل ما يشتهيه الإنسان ويريده هو صحيح، لأن هذا ليس متعلقا بالحياة الدنيا بل هو متعلق بالحياة الآخرة، أي الحياة الآخرة، حيث يكون فيها الراحة المطلقة والتمتع التام، لذا يجب على النفس أن تبتعد عن رغباتها وشهواتها وأن تكبح نفسها بلجام التقوى، حتى تنال ذلك المقام الذي يوجد به النعيم الأبدي، قال تعالى: وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى” النازعات: 40،41.

كما وضع الإسلام حدودا لكل شيء، فإذا أرادت المرأة أن تتزين بالملابس التي ترغب فيها، فلتكن في بيتها بعيدا عن أعين الغرباء. المرأة حرة في بيتها لترتدي ما تشاء وتتزين كما تحب. فالشرع لم يمنع المرأة من التزين، فهي حرة أمام المحارم والنساء الأخريات. وهذا يعبر عن احترام وتقدير الإسلام للمرأة، حيث يرغب في حمايتها كالجوهرة بعيدا عن أعين الآخرين.

مواصفات لبس المرأة وفقا للشريعة الاسلامية

  • ان يكون ماتلبسه ساتر لسائر الجسد
  • ينبغي أن يكون اللباس سميكًا حتى لا يظهر ما تحته
  • يجب أن يكون الملبس فضفاضًا أي واسعًا وغير ضيق
  • يجب ألا يكون الملابس ملفتة سواء بالزينة الخاصة بها أو بتصميمها
  • – ألا يكون اللباس معطرًا أو مطيبًا
  • ان لا يكون اللبس متشبه بلبس الرجال
  • ألا يكون اللبس متشبها بلبس الغير مسلمين
  • يجب أن لا يحتوي اللباس على صور للمخلوقات الحية أو لأرواح الأشخاص عمومًا
  • أن لا يحتوي اللبس على تصاليب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى