ما هي احكام و شروط العباية
العباية والموضة العصرية
حدد الإسلام شروط معينة في لباس المرأة المسلمة ، والتي ألزمها بضرورة الانقياد لهذه الشروط ، والأحكام ، وكان من هذا الإلزام ، أن صان الله المرأة ، ووقاها شرور افتتان الرجال بها ، وعلى الرغم نمن أن العباءة في حد ذاتها لباس محتشم ، إلا أن العصر الحالي ، وما نجم عنه من تطورات كثيرة ، أدت إلى تغيير بعض المواصفات التقليدية في ملابس النساء ،
حتى العباءة ، تأثرت بشكل كبير بهذه التطورات ، وأصبحت تتبع ركب العصر ، أو كما يقال عنها أنها تتبع موضة الأزياء النسائية ، وربما نجد بعض تصميمات العباءة النسائية التي انحرفت عن المألوف والمعتاد ، وأصبحت أكثر جاذبية بسبب تصاميمها العصرية ، مثل العباءة الملونة والمزينة. وفي هذا السياق ، يجب التركيز على أحكام العباءة التي يجب أن تلتزم بها النساء .
تعريف العباية وتاريخها وأنواعها
العباءة هي قطعة من القماش الفضفاضة والواسعة التي تخيط على شكل تصاميم الجلباب. تندرج بعضها تحت تصنيف العباءات للسيدات، وبعضها تحت تصنيف العباءات للرجال. تغطي العباءة الجسم بأكمله وتعود وجودها إلى زمن بعيد، حتى في أيام الجاهلية كان العرب يعرفون ارتداء العباءات. توجد تصنيفات أخرى للعباءة وفقا للمنطقة الجغرافية. على سبيل المثال، يشتهر النساء الخليجيات بارتداء العباءة، وكانت العباءة في دول الخليج تعتبر سوداء اللون ،
هذا هو زي المرأة الرسمي في دول الخليج، حيث ترتدي السيدة الخليجية قطعتين. الجزء الأول يسمى `العباءة` وهو عباءة مشابهة للجلباب، وهي مفتوحة في الأمام ويمكن ضبطها للإغلاق. أما الجزء الثاني فيسمى `الشيلة` وهو الحجاب الذي يغطي الرأس. وكلا الجزئين، `العباءة` و `الشيلة`، يكونان باللون الأسود. كانت معروفة باللون الأسود حتى التسعينيات، ولكن التصاميم تطورت وظهرت ابتكارات في موضة الملابس النسائية ،
أدت إلى تغيير مواصفات العباءة إلى حد ما ، فأصبحت بتصاميم مختلفة ، و أصبحت بألوان متعددة بديلاً عن اللون الأسود التقليدي ، ومع هذا التطور بات لزاماً ، أهمية أن يكون هناك مراجعة من الناحية الفقهية ، والشرعية ، للمواصفات الحديثة ، التي ظهرت في مواصفات العباءة ، لتكون موائمة ، ومتلائمة مع أحكام الدين الإسلامي .
أحكام و شروط العباية
الشرع يتطلب كل ما يحتويه من أحكام واضحة كشمس النهار، ويتوجب مواكبة كل زمان وعصر، بغض النظر عن تغير العصور وظهور التطورات. ينعكس ذلك على سلوك المسلم في علاقته بربه. وعندما نتحدث عن شروط العباءة للمرأة المسلمة، يجب أن تكون مناسبة لما أقره الدين. وإذا تمت إضافة بعض التحسينات إلى تصميم العباءة، يجب ألا تخالف القواعد الثابتة والمستقرة في لباس المرأة المسلمة الموافقة للشرع والواضحة بشكل كامل. لا يوجد مانع للتطور، ولكن شرطه هو عدم التعارض مع الأصول الثابتة والمتفق عليها في شروط العباءة .
العباية يجب أن تكون ساترة
واحدة من شروط العباءة الأساسية للسيدات هي أن تكون ساترة لجميع أجزاء الجسد، ولا يظهر منها أي جاذبية، ويجب أن تغطي جميع الأجزاء، بما في ذلك الجزء تحت الرقبة، لأن بعض العباءات تحتوي على تصاميم محددة في منطقة الرقبة مما قد يتسبب في ظهور جزء من الجسم، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن تكون العباءة مغلقة من الأمام بشكل كامل ،
شاملاً لكل أنحاء الجسد ، لا يبين منها أعلى القدم أثناء الحركة ، كما يحتم أن تكون أجزاء العباءة عند منطقة الأكمام ، مغلقة ، و أن لا تكون واسعة ، حيث يفضلن بعض السيدات ، وفق الموضة العصرية للعباءة ، أن تكون الأكمام واسعة ، وهو ما يؤدي إلى ظهور اليدين أثناء الحركة ، وهذا لا يجوز ، حيث يجب أن تكون فتحات الأكمام مغلقة تماماً .
أن لا تكون العباية ملفتة
ربما يكون في بعض الأحيان عباءات بتصاميم ملونة ، ومزخرفة ، ملفتة للغاية أثناء ارتداء المرأة لها ، فقد تكون ملفتة في نوعيات الأقمشة التي تفصل منها هذه العباءات ، مثل وجود نوعية أقمشة أطلق عليه في موضة الألفينيات في منطقة الخليج تسمى بأقمشة ” الصالونة ” ، وهذه الأقمشة شديدة اللمعان ، وارتداءها يكون ملفت للنظر للغاية ،
لأنها تزيد من الأناقة في الملبس، وقد تجذب الأنظار إليها بعض الشيء، ويوجد بعض التصاميم التي تزين العباءات بطرق مختلفة، مثل إضافة فصوص لامعة، مما يعطيها مظهرًا جذابًا، ومع ذلك، فإن الأصل في ملبس المرأة هو عدم جذب الانتباه بأي شكل من الأشكال .
أن لا تكون العباية شفافة
يجب على المرأة بشكل عام أن لا يكون لباسها شفافا، وأن يظهر ما ترتديه تحت الملابس، ويجب أن تكون العباءة سميكة بحيث لا يظهر أي شيء من جسدها، وأن تكون مصنوعة من قماش متماسك لتجنب انتصافها بالجسد، وذلك ليظهر جمالها. لذا، يجب على المرأة التي ترغب في ارتداء العباءة أن تختار قماشا يتوافق مع متطلبات الدين وأحكامه في لبس العباءة .
أن لا تكون العباية ضيقة
هناك بعض السيدات اللاتي يفضلن ارتداء العباءة يضيقنها في بعض مناطق أجسادهن، مما يؤدي إلى ظهور بعض أجزاء الجسم بشكل محدد ومحرم شرعا. فالعادة في ارتداء العباءة للمرأة أن تكون واسعة وغير ضيقة، وأن تتجنب ضيقها في المناطق التي يحرم النظر إليها، وتظهر تفاصيل الجسم، لأن ذلك يسبب الفتنة .
أن لا تكون العباية قريبة من أزياء محرمة
بعض تصاميم العباءات تكون مشابهة لأزياء بعض الشخصيات الكافرة، ويقوم المصممون في المنطقة العربية بتقليدها. ينجذب السيدات إلى شرائها، وهذا يحرم المرأة المسلمة من اتباعها عند شراء العباءات. كما يحرم المرأة المسلمة من التشبه بالرجال في تصميم العباءات المشابهة لتصاميم الرجال، لأن هذا يعتبر تشبها بالرجال وهو محرم شرعا. وبالتالي، يجب على المرأة أن تراعي جميع الشروط والأحكام المذكورة أثناء اختيارها للعباءة .