ما معنى نطفة
يتميز خلق الإنسان بالعجائب والقدرات الربانية التي لا يمكن لأي إنسان تقليدها، وتتضمن إحدى مراحل تكوين الإنسان النطفة، ورغم أن الكثيرين يسمعون هذه الكلمة، إلا أنهم لا يعرفون ما هي النطفة، وسنوضح هذا الأمر بالتفصيل.
خلق الإنسان
يبدأ خلق الإنسان بعد التزاوج بين الرجل والمرأة، وهذا التزاوج يؤدي إلى تكاثر البشر، ويتم ذلك عندما ينزل السائل المنوي من الرجل ويتم خلطه مع بويضة المرأة لحدوث التلقيح.
عند حدوث التلقيح للبويضة، تتحول البويضة إلى ما يسمى بالنطفة، وهي أول مرحلة في تكوين جسم الإنسان، وقد تم ذكرها في القرآن الكريم.
معنى النطفة
النطفة في اللغة تعني الماء النقي، وتشير إلى سائل الرجل. أما في علم الأحياء، فإن النطفة تشير إلى الخلية الجنسية، وذلك لأن كلمة النطفة في علم الأحياء تنقسم إلى ثلاثة أجزاء هي:
1- النطفة هي الخلايا الجنسية أو الحيوانات المنوية التي تنتج من الخصية عند الرجل.
النطفة المؤنثة هي الخلية الجنسية الأنثوية، وتشير إلى البويضة التي يفرزها المبيض عند الإناث.
3- النطفة المختلطة، أو النطفة الأمشاج، وهي عبارة عن خليط من نطفة الرجل أو نطفة المرأة، وتكون هذه النطفة المختلطة ما بين الحيوان المنوي مع البويضة، وقد ذكرت النطفة أمشاج في القرآن الكريم فقد قال تعالى ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾[الإنسان:2].
النطفة هي بداية مرحلة تكوين الإنسان، وخاصة إذا كانت نطفة ملقحة، وتعرف هذه النطفة بـ (أمشاج). بعد ذلك، تتشكل النطفة في جدار الرحم، وندخل بذلك المرحلة الثانية من تشكل جسم الإنسان وهي العلقة كما ورد في القرآن الكريم.
إشارات النطفة في القرآن الكريم
وردت كلمة نطفة في القرآن الكريم عدة مرات:
تشير هذه العبارة إلى المرحلة الأولى من خلق الجنين وذلك بالإشارة إلى قول الله تعالى في القرآن الكريم “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِن طِينٍ” و”ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ” في سورة المؤمنون.
﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].
كذلك في قول الله تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [غافر: 67].
2- إن الإنسان خلق من نطفة، ثم تحول إلى علقة، وقبل ذلك كان ترابا، وهذا واضح في قول الله تعالى في سورة الحج: يا أيها الناس إن كنتم مشككين في البعث بعد الموت، فإنا خلقناكم من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة، لكي نوضح لكم ونبين لكم في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى، ثم نخرجكم طفلا، ثم تنمون حتى تصلوا إلى أقوى أعماركم، ومنكم من يتوفى قبل ذلك، ومنكم من يعيش حياة ضعيفة وقليلة القوة، وذلك لكيلا يعلم أحد بعد أن علم أمر الحياة ويوم القيامة أي شيء. وترون الأرض هامدة وجامدة، ولكن عندما ننزل عليها الماء، تهتز وتكبر وتنبت من جميع أنواع الزروع الجميلة.
يجعل التسوية الرجل من نطفة، تماما كما ذكر الله في سورة الكهف: `قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا`.
المرحلة الرابعة من عملية الخلق هي مرحلة النطفة التي تنتج منها الأزواج، كما قال الله تعالى: والله خلقكم من تراب، ثم من نطفة، ثم جعلكم أزواجا. والأنثى لا تحمل ولا تلد إلا بعلمه، وما يعمر من عمر ولا ينقص منه إلا في كتاب. إن ذلك سهل على الله.” (فاطر: 11).
5- يذكر أن الإنسان خُلِقَ من نطفة أمشاج، وهذا مماثل لقول الله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) [الإنسان: 2].
النطفة هي جزء من السائل المنوي، كما قال الله تعالى: `ألم يك نطفة من مني يمنى`.
يشير قول الله تعالى “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا” في سورة الفرقان إلى أن بشرية الإنسان هي من مكونات الماء.
8- الماء دافق ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾ [الطارق: 5، 6].
النطفة تأتي من ماء مهين، وذلك وفقًا لما جاء في الآية القرآنية: `ألم نخلقكم من ماء مهين`