مقارنةمنوعات

ما الفرق بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي

الفرق بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي

الإنسان فضولي بطبيعته، ونحن نحب طرح الأسئلة حول العالم وكيفية عمله. وهذا ما دفعنا لاستكشاف العالم والانتشار في كل ركن من أرجاء كوكبنا. إنها الطريقة التي تعلمنا بها الزراعة وإنشاء المحركات البخارية والطيران والسفر إلى القمر. ولكن ليست جميع الأسئلة متشابهة، فهناك اسئلة يطرحها الناس العاديون وهناك أسئلة يطرحها العلماء. وحتى أسئلة العلماء تنحصر فيما بينها بين الفلسفية والعلمية.

الفلسفة والعلم هما طريقتان لفهم العالم من حولنا وفهم أنفسنا، وقد يكون من الصعب تعريف الفلسفة بشكل عام، لكن يمكن اعتبارها نشاطا يستخدم العقل والتفكير لاستكشاف القضايا التي تشمل طبيعة الواقع (الميتافيزيقيا) وهيكل التفكير العقلاني (المنطق)، وتشمل فلسفة القضايا والأفكار التي تهتم بطبيعة الخير الأخلاقي وطبيعة الجمال وفلسفة التاريخ وغيرها من الفلسفات المختلفة.

بدأ العلم في العصور القديمة كفرع من الفلسفة وسمي بالطبيعة، ولكنه يعتمد الآن على اختبار الفرضيات بناء على التجربة. يعرف السؤال العلمي على أنه سؤال مكتوب بطريقة مفيدة لإكمال البحوث العلمية. ويمكن تصميم التحقيق وإكماله لمعرفة الإجابة بدون الحاجة إلى إجراء تحقيقات متعددة ومتنوعة تماما. باختصار، السؤال العلمي هو سؤال قابل للاختبار.

السؤال القابل للفحص هو السؤال الذي يتعلق بالأشياء أو الكائنات الحية أو الأحداث الموجودة في العالم من حولنا. يمكن الإجابة عليه من خلال التجربة أو الملاحظة أو جمع البيانات وتحليلها بواسطة أدلة قابلة للقياس. يجب أن يكون السؤال القابل للفحص مبنيا على أفكار علمية وليس آراء أو أخلاقيات أو أفكار شخصية أخرى. ويجب أن تكون الإجابة على هذا السؤال موضوعية وواضحة.

يختلف الفلسفة عن العلم بأن الفلسفة تعتمد على التحليل المنطقي في حين أن العلم يعتمد على التجربة والاختبار.

تعريف السؤال الفلسفي

إن الفلسفة تثير أسئلة تتناول القضايا والمعتقدات الأساسية والتي تتطلب تفكيرًا معقدًا بدلاً من البحث التجريبي عن الإجابات، وعندما نتبنى نهجًا فلسفيًا لهذه الأسئلة ، فإننا لا نسعى لتقديم إجابات ثابتة ولكن لتطوير وجهات نظر جديدة وأفكار بديلة حتى نتمكن من فهم القضايا غير المتوافقة.

عادة ما لا تتوفر إجابات واحدة محددة على الأسئلة الفلسفية، وغالبا ما تظل هذه الأسئلة موضع جدل وإشكالية، حيث إنه لا يوجد إجابات نهائية للأسئلة الفلسفية بسبب وجود وجهات نظر متعارضة يمكن استخدامها لمناقشتها.

نظرًا لأن الأسئلة الفلسفية قابلة للجدل وإشكالية ، فإنها تتطلب تفكيرًا معقدًا للإجابة. الحقائق ليست كافية لتقديم إجابات ، لذلك نحن بحاجة إلى استخدام المنطق والاستفسار والحكم للوصول إلى إجابة والتفكير المعقد ستجاوز مجرد جمع المعلومات، فهو ينطوي على اتخاذ عدد من التحركات المعرفية المترابطة والتي تطب غالبًا حل قضايا مجردة غير ملموسة.

تستخدم الأسئلة الفلسفية لأغراض تميزية ولفهمها بشكل أفضل، يجب فهم الغرض الفلسفي منها للإجابة عليها.

تعريف السؤال العلمي

السؤال العلمي هو سؤال يمكن أن يؤدي إلى اقتراح فرضية ويساعدنا في الإجابة عن بعض الملاحظات، ويشكل طرح السؤال جزءًا من المنهج العلمي، حيث يتضمن الملاحظة، وطرح السؤال، وتشكيل الفرضية، واختبارها، وقبولها أو رفضها أو إجراء تعديلات عليها.

: “يتميز السؤال العلمي الجيد بخصائص معينة، حيث يجب أن تتضمن إجابات حقيقية ويجب أن تكون الإجابات قابلة للاختبار من قبل شخص ما باستخدام تجربة أو قياسات، ويجب أن تؤدي إلى فرضية قابلة للخطأ، مثلا، عندما نرى سيارة تصدر الكثير من الضوضاء، يمكن أن يدفعنا ذلك إلى الاستفسار عما إذا كانت سرعة السيارة لها علاقة بالضوضاء التي تصدرها، ويمكن اختبار هذه الفرضية عن طريق قياس مستوى الضوضاء أثناء قيادة السيارة، وتلك النتائج يمكن أن تساعدنا في قبول أو رفض أو تعديل الفرضية.

 مقارنة بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي

أوجه الشبه بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي

السؤال العلمي:

  • يعبر عن جهل البشر وحاجتهم للمعرفة .
  • يعد طرح التساؤلات والاستفهامات جزءًا من البحث عن حلول وإجابات مقنعة لأي موضوع من مواضيع الوجود
  • إن المعرفة السطحية والساذجة للعالم تتجاوزها المعرفة العامة، حيث إن العالم يطرح أسئلة تتطلب مستوى علميًا عاليًا ولا يفهمها الجميع.
السؤال الفلسفي:

  • يعبر عن جهل البشر وحاجتهم للمعرفة .
  • يعد طرح التساؤلات والاستفهامات جزءًا من البحث عن حلول وإجابات مقنعة لأي موضوع من مواضيع الوجود
  • تتجاوز المعرفة العامة السطحية والساذجة للعالم، فالفيلسوف يطرح تساؤلات لا يفهمها الجميع لأنها تتطلب مستوى فكريًا عاليًا.

أوجه الاختلاف بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي

1- من حيث الموضوع:

يسعى السؤال العلمي دائمًا لتناول قضايا فرعية وجزئية في كل من العلوم، فمثلاً، تهتم الفيزياء بالوجود كظاهرة أو مجموعة من الظواهر المادية، بينما تركز الجيولوجيا على الوجود كمجموعة من الظواهر الحية، وتنظر الرياضيات إلى الكون على أنه مجموعة من الظواهر الكمية، وهكذا.

 

 

يتناول السؤال الفلسفي البحث عن الجوانب المختلفة للوجود الإنساني، ويدور حول القضايا العامة والكلية التي ترتبط بالإنسان.

 

 

2- من حيث المجال:

يتعلق مجال السؤال العلمي بالطبيعة والظواهر الحسية التي يمكن ملاحظتها، مثل الظواهر الفلكية والفيزيائية والكيميائية والبيولوجية

 

يتعلق المجال الذي يتم السؤال عنه بالميتافيزيقا، والتي يمكن تعريفها بأنها الأفكار والمفاهيم غير الملموسة التي ترتبط بحياة الإنسان ولا يمكن التعرف عليها بالحواس مثل الأخلاق والعدالة والحرية.

 

3- من حيث الهدف:

الهدف من السؤال العلمي هو الوصول إلى الأسباب والعوامل المباشرة التي تتحكم في الظواهر للتنبؤ بها في المستقبل، والسؤال الذي يحاول العالم الإجابة عليه هو كيف تحدث الظواهر؟ على سبيل المثال، يتساءل الباحث في علم الأحياء عن كيفية انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء؟ ويتساءل الباحث في الفيزياء عن كيفية سقوط الأشياء لأسفل ولماذا لا ترتفع إلى الأعلى

 

الهدف من السؤال الفلسفي هو استكشاف الأسباب والمبادئ الأولية لكل شيء، والسؤال الذي يطرحه الفيلسوف هو: ما الذي يكمن وراء الأشياء؟ أو لماذا تحدث الأشياء؟ فهو يهتم بمصير الإنسان ووجوده بشكل عام، مثل أصل الوجود؟ وهل الكون قد نشأ من شيء أو من العدم؟ وغيرها من تلك الأسئلة.

 

 

4-  من حيث المنهج:

يعتمد العلم على المنهج التجريبي الاستقرائي للوصول إلى قوانين ثابتة، ويتمثل هذا المنهج في الملاحظة ثم الفرضية ثم التجربة، وذلك لأنه يتعامل مع المحسوسات التي يمكن تجربتها ودراستها.

 

 

يتم استخدام المنهج الفلسفي في السؤال الفلسفي من خلال التأمل العقلي، والذي يعتمد بدوره على الحجج والبراهين العقلية والمنطقية، ويتبع ثلاث خطوات وهي: ضبط التصور، ثم ضبط المشكلة، ثم ضبط الموقف والبرهان عليه.

 

 

5-  من حيث النتائج:

يصل السؤال العلمي في العادة إلى نتائج دقيقة وموضوعية وقوانين ثابتة

 

 

تكون نتائج الفلسفة غالبًا غير موحدة، لأنها تعتمد على التجربة الذاتية والتجارب الحياتية الفردية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى