اسلاميات

ما الصفات التي دعا اليها الإسلام

صفات دعا إليها الإسلام 

الصدق 

يعد الصدق من أكثر الصفات التي دعا إليها الإسلام، وحض عليها حتى أنها ارتبطت بصفات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث وصفه أعدائه من الكفار بأنه الصادق ، ودعا الإسلام إلى تحري الصدق ، ووعد الله الصديقين بمنازل عالية، ومن الفطرة أن يحب الناس الصادق ويثقون فيه ، ودين الإسلام دين الفطرة ، يتماشى معها في فضائلها ، ولا يجد تعارض مع ما فيها من خير لذلك هو صفة من صفات من يتقي الله ويخشاه.

قال الله تعالى: `يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين` [التوبة: 119]. وروى البخاري ومسلم بلفظه عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله: `عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، والرجل لا يزال صادقا ومتحريا للصدق حتى يكتب عند الله صديقا. واحذروا الكذب، فإنه يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، والرجل لا يزال يكذب ومتحريا للكذب حتى يكتب عند الله كاذبا.` والصدق هو العكس التام للكذب، والكذب هو سمة مذمومة تحظرها الإسلام، والصادق هو الشخص الأمين عند الناس، وقريب من قلوبهم، ويحظى بالثقة والاحترام؛ وذلك لأن الكذب يؤدي إلى فقدان هيبة الشخص، وضياع مرؤته، وفقدان قدرته على التأثير بين الناس

الأمانة

كما كان الصدق صفة النبي صلى الله عليه وسلم كانت الأمانة كذلك صفته ، التي لازمته، وكنى بها في الجاهلية ، قبل الإسلام ، فقد وصفوه صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين ، والأمانة لها مفهوم عام وهو فيما يخص الخلافة في أرض الله ، والحفاظ على ما استخلفه الله فيه، فالمياه أمانة ، والأرض أمانة، وتعميرها أمانة.

الأمانة هي مسؤولية الشخص عن ما يمتلكه ويؤتمن عليه من أجل الآخرين. فقدان الأمانة أمر عظيم ويسبب فسادا كبيرا في الأرض. حفظ الأمانة واجب يجب أداؤه تجاه كل من سلمها لغيره، ولا يوجد فرق بين المستأمن سواء كان مسلما أو كافرا، مؤمنا أو فاجرا، فإنها حق على الشخص الذي يحملها ولا تتعلق بالشخص الذي يتم تسليمه إليه. وفي ذلك أمر من الله لم يفرق فيه بين من يرد الأمانة لأهلها ودينهم أو عباداتهم. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: `إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا` (النساء: 58). وجاءت الآية لتوضيح أن إعادة الأمانات هي واجب ولا تتعلق بالمحاباة أو التمييز.

عفة اللسان

إن عفة اللسان وحفظه لهو نوع من أنواع شكر الله سبحانه وتعالى على نعمة على العباد وهو السبيل إلى حصد الحسنات أو بالعكس جمع السيئات ، لما له من قدرة أسرع من الأفعال في التأثير، فالكلمة تخرج في لحظة ، وقد تلقي كلمة بصاحبها في النار، وهناك كلمات تجلب الحسنات، والخيرات على صاحبها ، والكلمة الطيبة صدقة وهي من عظمة ويسر الدين ، والتسبيح والحمد من العبادات اليسيرة باللسان ، و عفة اللسان تورث صاحبها احترام الناس له ، وتقديره وتيسر له حفظه وتعينه على ذكر الله.

للنبي صلى الله عليه وسلم حديث شريف يشير إلى أهمية حفظ اللسان. في حديث طويل مع معاذ رضي الله عنه، قال: `أمسك لسانك`، فقلت: يا رسول الله، أليس سنحاسب على ما نتكلم به؟! قال: يا معاذ، ليحاسبن الناس على ألسنتهم في النار؟ إن الإسلام دين مكارم الأخلاق، وسوء اللسان من أكثر وأشد السلوكيات التي نهى عنها الإسلام

الحياء

يعرف الحياء عند بعض العلماء باعتباره ماء الوجه والحفاظ عليه، ولذلك فإن الشخص الحي يوصف بأنه كريم الأخلاق. فالحياء يدفع صاحبه إلى التحلي بالأخلاق الحميدة، ويعد فطرة في الإنسان، ومن يتلوث في الحياة يفقد الحياء، ولكن ذلك لا يعني أنها مكتسبة، بل هي جزء من فطرة الإنسان. ومن يحافظ على الحياء، يتمسك بالقيم الحميدة .

إن الحياة قد بثت في الأرض والنفوس بسبب الحياء، حيث إن كلمة الحياء مشتقة من كلمة الحياة ذاتها. والحياء، بطبيعته، لا يختص بعرق أو دين أو قبيلة، إذ يمكن أن ينزع من الصدور. ولكن، فقد شدد الإسلام على أهمية خلق الحياء، إذ جعله من شعب الإيمان الأعلى شأنا، وذلك لأن الحياء هو مظهر من مظاهر الإيمان. فقد جاء في الصحيحين: “إن الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.

الشجاعة

قال ابن القيم في الشجاعة إنها رسوخ وتمسك في الابتلاءات، وسكينة في وجه المخاوف، وليست بالقوة الجسدية بل بالثبات في القلب. فقد يكون الشخص هشا وضعيفا لا يمكنه المقاومة، ولكنه يظل شجاعا وثابتا في مواجهة الابتلاءات والمحن. ولنا في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك، مثل أبو بكر رضي الله عنه وثباته وتمسكه بمن حوله من الصحابة، وعمر رضي الله عنه الذي أظهر شجاعته وأعلن إسلامه في أول يوم له، وعلي رضي الله عنه عندما نام في فراش النبي عليه الصلاة والسلام وعلم أن الكفار يترصدون قتل النبي، فلم يخش. وهؤلاء هم تلاميذ في مدرسة النبوة، وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس.

كما روى البخاري (2908) ، ومسلم (2307) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ” كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ لَيْلَةً، فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ اسْتَبْرَأَ الخَبَرَ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ:  لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا  ” .

الصبر

في الإسلام، الصبر له مكانة عظيمة، حيث جعل الله منه مكفرات للذنوب ورفع درجات المؤمنين، وكسب رضا الرحمن، وجعل لهم أجورا كثيرة بدون حساب كما وعد الله، إن الصبر أمر صعب لا يسهل عليه، ولهذا كانت مكافأته عظيمة. الصبر يتجلى في الأوقات الصعبة والصبر على ارتكاب المعاصي، وقد ربط الله النصر بالصبر وجعلهما في مرتبة الطلب والنتيجة، بسبب القيمة العظيمة والفضيلة الكبرى للصبر في الإسلام، وليس هناك قلة في الأحاديث والآيات التي تتحدث عن الصبر وقيمته وفضائله.

في قصة أيوب عليه السلام، يكون الصبر مثالا وعنوانا لجوائز الحق لعباده الصابرين، وفي قصة يوسف وإخوته، وفي صبر النبي على أذى الكفار له، وفي كثير من محن الصالحين والبسطاء في الحياة، يكون الصبر نموذجا لنتائجهم الإيجابية، ويورث الصبر في نفوس أصحابه السكينة والهدوء وترويض النفس ونزغاتها، ومن بين تلك البشارات للصابرين قول الله تعالى “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ۗ وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولٰئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ۖ وأولٰئك هم المهتدون” [البقرة 155-157] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى