ما الذي يؤثر على الذكاء
تعريف الذكاء
الذكاء هو المصطلح الذي يستخدم لوصف قدرة العقل على التعلم والتقييم والتكيف وحل المشاكل، حيث يستطيع الإنسان أن يتعلم ويطبق ويتكيف، ويجد الأساليب الصحيحة لحل المشاكل، ويتميز الذكاء بثمانية أنواع مختلفة مثل الذكاء الحسي والاجتماعي والبصري.
العوامل التي تحدد الذكاء
الحقيقة هي أن ذكاء الفرد، المعرف على أنه القدرة الشاملة التي يستخدمها البشر لدمج الوظائف النفسية المختلفة (مثل الإدراك والانتباه والذاكرة والتعلم والتفكير وحل المشكلات)، يتوقف على العوامل الوراثية والبيئية على حد سواء، وتتركز أثر الوراثة والبيئة على الذكاء بشكل كبير.
الوراثة
الذكاء الوراثي هو الجانب الذي ينتقل بشكل طبيعي من جينات العائلة، ولذلك يتم تحديده إلى حد كبير من خلال التأثير الوراثي. تلعب الوراثة دورا هاما في تشكيل قدرة الذكاء، ولذلك يتشابه إمكانات ذكاء الطفل مع إمكانات ذكاء الوالدين.
التغذية الجيدة للأم
التغذية الكافية والمتوازنة للطفل خلال فترة الحمل وبعد ولادته تؤثر بشكل إيجابي على نمو ذكاء الطفل. وتلعب الوراثة دورا كبيرا في الذكاء، ولكن لا يمكن تفسير الذكاء بالكامل بواسطة الوراثة فحسب، بل لأن البيئة أيضا لها تأثير.
البيئة
يحتاج الطفل إلى بيئة غنية بالمنبهات لتنمية قدراته الفطرية واستخدام طاقاته العقلية، حيث لوحظ أن البيئة ذات المنبهات الغنية تزيد قليلاً من مستوى الذكاء. ويقترح أن مستوى الذكاء يمكن أن يختلف بسبب التأثيرات البيئية بزيادة أو نقص حوالي عشر أو خمسة عشر نقطة.
على سبيل المثال، إذا نشأ شخص لديه معدل ذكاء اجتماعي-اقتصادي متوسط يبلغ 100 في بيئة غير ملائمة، فقد ينخفض مستوى ذكائه، بينما قد يرتفع في بيئة غنية بالمنبهات إذا تم وضع شخص لديه نفس مستوى الذكاء في هذه البيئة.
تلعب المنبهات البيئية دورا هاما في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتم تسارع نمو الذكاء في تلك المرحلة، بينما يتباطأ تدريجيا في السنوات اللاحقة.
يشير روبرتو كولوم، أستاذ علم النفس في جامعة مدريد المستقلة وعضو في الجمعية الدولية لأبحاث الذكاء، إلى أن تأثير هذين النوعين من العوامل يتغير خلال دورة الحياة: فالاختلافات الوراثية تسهم بنسبة أقل في الاختلافات العقلية في مرحلة الطفولة (حوالي 40٪) مما كان عليه في مرحلة البلوغ (80٪).
كما يقول كولوم ويضيف: هذه التقديرات ليست ثابتة لأنهيمكن أن تتغير حسب الظروف، على سبيل المثال في البلدان ذات التفاوت الاجتماعي الأعلى أو الأدنى. وتلخص هذه الدراسة ما قاله الخبراء حول تأثير هذه العوامل
توصلت الدراسات والتحقيقات التي أجريت للكشف عن مستوى الذكاء الوراثي الذي حصلنا عليه من آبائنا إلى نتائج متباينة”، وذلك وفقا للخبير مورجادو، أستاذ علم الأحياء النفسي في معهد علم الأعصاب وفي كلية علم النفس بجامعة برشلونة المستقلة، والتي نشرت في مجلة “Research and Science Ignacio Morgado.
ويقول الخبير إن الدراسات الأكثر صرامة لا تنسب أكثر من 40٪ من الذكاء إلى الوراثة البيولوجية. وهذا مهم لأنه يشير إلى أن أكثر من نصف ذكائنا يعتمد على أسباب قابلة للسيطرة، مثل التعليم والتغذية والبيئة التي نعيش فيها.
يشير مورجادو إلى أن المفتاح تم العثور عليه في قشرة الفص الجبهي، وهو الجزء الأكثر تطورًا في الدماغ والذي يعتمد عليه عملية الذاكرة، وهذا الجزء سميك إلى حد كبير ونحن نرثه.
ويمكن زيادة تأثير النشاط العقلي عند ممارسة أنشطة مثل لعب الشطرنج أو حل المشكلات الرياضية التي تتطلب استخدام الذاكرة العاملة، ويمكن تحقيق هذا التأثير في 25 دقيقة.
ويقول مورجادو: إذا كان هذا النوع من النشاط الفكري يحسن أداء قشرة الفص الجبهي العادي ويزيد من الذكاء، فإن أي شخص لديه إمكانية زيادة مستوى ذكائه من خلال ممارسة هذا النشاط بانتظام.
على الرغم من أننا توصلنا إلى أن الذكاء مرتبط جزئيًا بعلم الوراثة، إلا أنه لا يوجد دليل علمي يفيد بأنه يعتمد بشكل كبير على الوراثة من الأم أكثر من الأب.
تطور الذكاء
بشكل عام، يتم تطوير 75٪ من الذكاء خلال الأربع سنوات الأولى من الحياة، ويستمر في التطور حتى سن 25 عامًا ثم يتوقف، ويتراجع مع تغيرات الشيخوخة الفسيولوجية، وتشير الدراسات إلى أن أبناء الآباء الذين يدركون مسؤولياتهم هم أكثر ذكاءً.
على الرغم من أنه يتم تشجيع فكرة أن الأطفال البكر يكونون أكثر ذكاءً بسبب الاهتمام الشديد الذي يتلقونه في عائلاتهم، إلا أن الاختلافات في مستويات الذكاء للتوائم المتماثلين يزداد، وخاصةً عندما يتم تبنيهم من نفس العائلة، حيث يصبح مستوى ذكائهم متساويًا.
توزيع الذكاء بين البشر
تتوزع مستويات ذكاء الأفراد في المجتمع وفقًا لمنحنى علمي، حيث تتراوح مستويات ذكاء الأفراد من 90 إلى 110، بمتوسط 100، ويمكن القول إن 50٪ من الأفراد لديهم ذكاء طبيعي، وفي أحد طرفي المنحنى يوجد الأطفال المعاقون عقليًا، وفي الطرف الآخر يوجد الأطفال الموهوبون.
الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية
تعرف الإعاقة الذهنية على أنها واقع يتمثل في أن وظائف الذكاء العام تكون أقل من المعدل الطبيعي خلال فترة النمو، ويوجد اضطراب في التعلم والسلوك الاجتماعي التكيفي، وتكون درجات قسم الذكاء أقل من 70.
الغرضُ الرئيسيُّ من تعليمِ هؤلاءِ الأطفالِ هو تطويرُ مهاراتِهم في عيشِ مستقلٍ أفضلَ في حدودِ قدراتِهم، وهؤلاءِ الأطفالِ لديهم الخصائصَ التاليةَ:
- صعوبات التعلم.
- الشعور بالإلهاء وقلة التركيز.
- وجود مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى.
- اضطرابات اللغة والكلام.
- تظهر المشاكل في الشخصية والخصائص الاجتماعية.
الأطعمة التي تحسن الذكاء عند الأطفال
منذ ولادة الطفل وخاصة في الأشهر الستة الأولى، تكون الرضاعة الطبيعية في بداية سلسلة الغذاء التي تؤثر على تطور الذكاء، حيث يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو دماغ الطفل.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع حليب الأم بأهمية كبيرة في النمو البدني والعقلي للأطفال، حيث توضح الدراسات العلمية أن مستوى الذكاء لدى الأطفال الذين يستهلكون حليب الأم أعلى من الذين لا يستهلكونه.
بعد مرور 6 أشهر، يمكن إدخال الأطعمة المهروسة كغذاء إضافي للأطفال الذين لا يمكنهم المضغ، ومن الأطعمة الممكن تضمينها في البرنامج الغذائي
يجب تضمين الأطعمة التي تجعل الطفل ذكيا في برامج التغذية خلال سنوات نموه، ويشير الخبراء إلى أن إعطاء الأطفال الأملاح والسكريات والدهون الزائدة والأطعمة الجاهزة والأطعمة التي انتهت صلاحيتها يقلل من درجة ذكائهم.
لتطور الأطفال بشكل صحيح، يحتاجون إلى تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة مثل الخضار والفواكه واللحوم النظيفة (بدون استخدام المضادات الحيوية والمواد الكيميائية وما إلى ذلك أثناء نمو الطفل) بانتظام وبطريقة متوازنة.
تؤثر تناول الأطعمة المناسبة بشكل إيجابي على التنمية الجسدية والعقلية والفكرية للأطفال. فهذا ليس مهما فقط للأطفال، بل هو جزء من قائمة الأطعمة التي تساعد على تحسين الذكاء. ومع ذلك، فإن الأشياء التي تحسن الذكاء لا تقتصر فقط على الطعام، حيث يبحث العلم عن طرق عديدة لتحسين الذكاء وتطويره.