ماهي المنطقة التي تتميز بالاثار التاريخية الإسلامية القديمة
مفهوم المواقع الأثرية
المواقع الأثرية هي الموواقع التي تحتوي على آثار قديمة شاهدة ودليلة على مرور مئات أو آلاف السنين، ويقوم الباحثون بدراستها لفهم سلوك السكان القدماء أو المؤسسين واستكشاف حياتهم ومعرفتهم التي تركوها كتراث للأجيال اللاحقة والقادمين. وتستخدم هذه الآثار لخدمة الإنسان سواء كان ذلك من خلال السياحة أو لأغراض التعلم والتمتع بالمعرفة. وتعرف الآثار بشكل عام على أنها العناصر التي قام بها الإنسان أو صنعها أو استخدمها في الماضي وتعكس الفن والحضارة والفكر العظيم.
الآثار الإسلامية هي الآثار التي تحمل الطابع الإسلامي، سواء تعلق الأمر بمرور الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة المباركين، أو الأماكن التي بناها المسلمون في فترة الإسلام الأولى أو بعدها، والتي تشير إلى التراث والحضارة الإسلامية، أو المواقع التي شهدت أهم الغزوات أو الاتفاقيات التاريخية القديمة.
المنطقة التي تتميز بالآثار التاريخية الإسلامية القديمة
تتميز منطقة تبوك بكثرة الآثار الإسلامية القديمة، وتجذب السائحين بمقوماتها الجغرافية والمناخية الفريدة، إذ تقع بين سهل وجبل وتزينها الآثار القديمة، مما يجعلها مقصدا سياحيا يجمع بين التراث والجمال الحديث.
تقع منطقة تبوك بين صحراء النفود شرقا والبحر الأحمر غربا، وتتميز بأن خمسة محافظات تقع على البحر الأحمر وهي: حقل، وضباء، والوجه، وأملج، والبدع. كما يسيطر الطابع الصحراوي الساحر والكثبان الرملية على أغلب المدينة.
تُعَدُّ مدينة تبوك إحدى أكبر مدن المملكة العربية السعودية، وتقع في الجهة الشمالية، وتتميز المدينة بالعراقة والأصالة، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى 500 قبل الميلاد، ولكن تم تسميتها بتبوك في عصر صدر الإسلام، بسبب الأحداث التاريخية والإسلامية التي شهدتها.
على الرغم من طبيعتها الرملية، إلا أنها تعتبر واحدة من أكبر المناطق الزراعية في المملكة العربية السعودية، حيث تشكل الزراعة 70% من المساحة الكلية للمنطقة، ويرجع ذلك إلى توافر المياه وكميتها الكبيرة، فتبوك تعتبر المصدر الرئيسي للمياه في المنطقة، حيث تتمتع بطبيعة جيولوجية تتميز بقدرتها على تخزين المياه والاحتفاظ بها، ومن أبرز المحاصيل التي يتم زراعتها في تبوك القمح والخضروات والفواكه، كما تعتبر المدينة مصدرا رئيسيا لتصدير الورود إلى العديد من دول العالم.
أهمية مدينة تبوك التاريخية
تعد المملكة العربية السعودية مليئة بالتاريخ والحضارة، حيث تعتبر جميع أراضيها مقدسة وجميع معالمها عظيمة. فالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مر في الكثير من أراضيها، وتشمل هذه المعالم العظيمة مكة المكرمة التي تضم الكعبة المشرفة والمدينة المنورة التي تضم المسجد النبوي، وتعتبر تبوك مدينة ذات قيمة تاريخية عالية في بلاد الحجاز، حيث أن غزوة تبوك التي وقعت في العام التاسع للهجرة كانت ضد القبائل النصرانية التي كانت تحمل حقدا كبيرا ضد المسلمين، وانتهت الغزوة بانتصار المسلمين وهزيمة الكفار، وقد وصف الرسول تلك الغزوة قائلا “إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك
يقول ابن بطوطة عن تبوك “نزلنا من عقبة الصوان إلى الصحراء التي يقال إنها داخلها مفقود وخارجها مولود، وبعد مسيرة يومين نزلنا في حسيان يفتقر إلى عمارة، ثم وصلنا إلى وادي بلد الذي لا يحتوي على ماء، ومن ثم وصلنا إلى تبوك، وهي المنطقة التي غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم. وفيها يوجد ينبوع ماء كان ينبع منه الماء الكافي لتوضأ الرسول صلى الله عليه وسلم
الآثار الإسلامية في منطقة تبوك
تتميز مدينة تبوك بأنها قطعة فريدة مليئة بالمعالم الإسلامية القديمة التي تجسد عراقة الماضي وعظمته، ويأتي الكثير من السياح إلى تبوك لرؤية هذه الآثار الفريدة، ومن بين المعالم الإسلامية في تبوك:
- متحف تبوك
يعتبر متحف تبوك للآثار القديمة في السعودية من أبرز المعالم الإسلامية في مدينة تبوك. المتحف هو في الواقع قلعة تبوك القديمة التي كانت تعتبر حصنا قويا ضد العدوان، ولكنها تحولت الآن إلى متحف عظيم يضم الأقوال والآثار التاريخية المتعلقة بتبوك في التاريخ الإسلامي، بدءا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومرورا بالعصور الأموية والعباسية والعثمانية، وكل ما يتعلق بتاريخ المدينة من الناحية الحضارية والجغرافية.
- مسجد التوبة
يطلق على مسجد التوبة أو المسجد الأثري هذا الاسم لأنه نشأ في غزوة تبوك خلال العام التاسع الهجري، وهو أحد الآثار الوطنية العظيمة في المملكة العربية السعودية، حيث قضى الرسول صلى الله عليه وسلم فيه عشر ليالي كاملة، وكان يتألف المسجد في بدايته من الطين وسعف النخل، ولم يكن بنيته الحالية، حتى جاء الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وقام ببنائه بالطراز الأموي، وتم تطوير بنائه في العهد العثماني في عام 1062 هجري، الموافق 1651 ميلادي.
- جبل اللوز في تبوك
جبل اللوز يعتبر أحد أهم الجبال في المملكة العربية السعودية، إذ أنه من أعلى القمم الجبلية في المنطقة، ويسمى بجبل اللوز نسبة لشجيرات اللوز التي توجد على جانبي الجبل كما تعلوا قممه الثلوج المميزة، كما أن جبل اللوز يبعد عن العاصمة الإدارية لتبوك بمقدار 200 كيلومتر غرباً، ويعتبر الجبل مميزاً تاريخياً وإسلامياً وحضارياً ومقصد سياحي مميز، حيث هناك المزيد من النقوش الإسلامية التي حفرت على الجبل وكثيراً من المعالم التي أشارك لمرور مواقف تاريخية عظيمة على جانبيه.
- محطة سكة حديد الحجاز
محطة سكة حديد الحجاز من الآثار المميزة في تبوك والتي تقع في الشمال الشرقي من قلعة تبوك، وهناك كثيراً ممن يربطها بالآثار الإسلامية لأنها كانت تربط بين دمشق والمدينة المنورة، إلى أن تم تدميرها أثناء الحرب العالمية الأولى ومن الجدير بالذكر أن أول قطر أنطلق منها كان عام 1906 هجرياً، في عهد الدولة العثمانية.
- الحصون العثمانية في تبوك
القلاع والحصون هي شواهد تاريخية للحروب والعدوان التي تعرضت لها المدن والدول من قبل الغزاة. وعلى الرغم من أن المملكة ككل كانت هدفا للغزاة عبر التاريخ، إلا أن الله كان حاميا لها وكان لديها جيوش تتصدى للعدوان. ولذلك، بنيت المدينة بالحصون والقلاع لحماية حجاج بيت الله الحرام من أي ضرر ولجعلهم آمنين من كل الأخطار والحروب.
- عين تبوك
عين تبوك، المعروفة أيضا بـعين السكر، هي موقع تاريخي مهم وتعتبر من أبرز المعالم الأثرية في المملكة العربية السعودية. تعود تاريخها إلى فترة بعثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، واستمرت العين بالبقاء بفضل تدبير عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أمر بتغطية العين بمأوى لحمايتها من الرمال الكثيفة التي تعصف بالمدينة. واستخدمت العين كمحطة استراحة لحجاج البيت الحرام القادمين من دمشق والشام. وذكرها المسافرون في وصف مدينة تبوك، مثل الرحالة ابن شجاع المقدسي الذي قال: `إن بها ينبع ماء ومسجد يزار`.