اسلاميات

ماهي الصفات التي لابد من تحققها لنيل فضل التوحيد

من الصفات التي لابد من تحقيقها لنيل فضل التوحيد

  • عدم الشرك بالله
  • ترك المعاصي
  • القبول وترك البدع والتطير
  • الصدق

هناك مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في المسلم حتى يكتمل إيمانه ولا يمكن الاستغناء عن أي منها. وتسمى هذه الشروط الواجبة للتوحيد والتي يجب على المسلم تحقيقها ليكون مقبولا في صفوف المسلمين والتائبين. فالتوحيد هو شرط دخول الجنة وشرط الإسلام الأساسي، ويجب على المسلم الإقرار بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وأن الجنة والنار حق، وأن الله سيدخل المؤمنين الجنة بحسب أعمالهم. وجميع هذه الشروط مذكورة في القرآن والسنة

عدم الشرك بالله : التوحيد بالله وعدم الشرك به، سواء كان شركا كبيرا أو خفيا أو صغيرا.

ترك المعاصي : ليس مناسبا لقلب مؤمن أن يرتكب المعاصي، ولا يجوز أن يكون الله في قلب عبد عاص.

القبول وترك البدع والتطير : يقصد بقبول الإنسان عدم التكبر، فقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز أن المستكبرين هم مجرمون، ونعوذ بالله من الكبر والتكبر، فإنهم من أصحاب النار. ولذلك يجب أن يكون المؤمن قلبه نقيا وسليما مسلما لكل ما أنزل الله تعالى، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الصافات الآية 34: “إنهم في ذلك اليوم في عذاب مشترك، إنا نفعل هكذا بالمجرمين، إنهم كانوا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله يتكبرون”. صدق الله العظيم

الصدق : يجب على المؤمن أن يكون صادقا في قوله لكلمة التوحيد، ويجب أن ينطق بكلمات التوحيد بقلبه قبل توحيدها بلسانه، لأن الله تعالى لا يحب الكاذبين، والله يعلم ما يخفيه الصدور، وهو الحق الذي لا شريك له، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 8 “ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون.

المقصود بالتوحيد

التوحيد في اللغة هو جعل الشيء واحدا متفردا بمعنى الإيمان بالله عز وجل وعبادته وحده. يعرف التوحيد أصطلاحا بأنه الإيمان بالله عز وجل وبوحدانية الله في ربوبيته وألوهيته وصفاته العلا وأسمائه الحسنى. فالتوحيد هو الأساس في الدين الإسلامي. فالدين الإسلامي هو دين التوحيد، فالمسلم لا يجوز له أن يعبد غير الله أو يشرك مع الله إلها آخر. فالله هو الإله الواحد الذي لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. إذا، الله هو الذي يتلقى الطاعات والعبادات والصلوات. فأول ما يجب على المسلم فعله هو أن يشهد أن الله وحده لا شريك له، وأن محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي ورسول. وكذلك يوجد توحيد واجب وهو أعلى درجات تحقيق التوحيد، وتوحيد مستحب وهو ثاني درجات التوحيد.

أقسام التوحيد

  • توحيد الألوهية
  • توحيد الربوبية
  • توحيد أسماء الله وصفاته

يتكون التوحيد من ثلاثة أقسام يجب أن يؤمن بها الفرد ويتحلى بالإيمان بها جميعاً، إذ أن كل منها جزءٌ أساسيٌّ لإكمال توحيد الفرد وإيمانه بالله عز وجل، وأقسام التوحيد هي:

توحيد الألوهية :  توحيد الألوهية هو الاعتراف والإيمان بأن الله تعالى هو الوحيد الذي يستحق العبادة، حيث يعبد العبد الله تعالى وحده دون شريك، ولا يجعل أحدا شريكا لله. كما أن العبادة لله تأتي وفقا لما شرعه الله عز وجل. يقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة الأنعام آية 162: `قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين`. وهذه الآية الكريمة تشير إلى أن العبادة والصلاة والطاعة تكون لله الواحد الأحد العزيز. كما أن الرسل والأنبياء أكدوا في رسالتهم الكريمة هذا الأمر. فلم يكن هناك نبي قال `اشركوا مع الله أحدا`. يخاطب الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم في سورة الكهف آية 110 قائلا: `قل إنما أنا بشر مثلكم يوحىٰ إلي أنما إلٰهكم إلٰه واحد، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا`.

توحيد الربوبية :  التوحيد بالربوبية يعني إفراد الله عز وجل بأفعاله الذي لا يقدر على فعلها أي مخلوق، كالخلق والانفراد بالملك وتدبير شؤون عباده إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز سورة الفاتحة “بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”، وتعني الآيات المذكورة في السورة الكريمة أن الله هو مدبر كل شيء ومليكه وهو الخالق المالك.

يجب الاعتراف بأن الله عز وجل هو الرب، ومن ينكر ذلك يعتبر كافرا، وعلى الرغم من أن جميع الكفار كانوا يعترفون بربوبية الله، إلا أن الكفر كان ينبع من الاعتقاد بآلهة أخرى غير الله. ويدل على ذلك قول الله عز وجل في سورة العنكبوت الآية 61: “ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله، فأنى يؤفكون؟.

توحيد أسماء الله وصفاته :  يعني بذلك التوحيد التوحيد بما أقره الله وأثبته لنفسه، أو ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله دون تحريف أو تعطيب أو تكييف أو تمثيل، ويجب نفي ما نفاه الله عز وجل عن نفسه، أو نفاه عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما يجب الاعتراف والإيمان بأن صفات الله لا يشركه فيها أحد، فالكمال لله دون غيره، وعلى المسلم الإقرار بذلك وتأكيده.

بالنسبة لما يجب أن ينفى، فكل ما ينفيه الله يجب على المسلم أن ينفيه، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `إن الله عز وجل لا ينام، ولا يجوز له أن ينام`. صدق الرسول الكريم، فقد أكد الرسول أن الله لا ينام ونفى عنه صفة النوم، وبالتالي يجب على المسلم أن يدرك أن الله تعالى لا ينام.

من تحقيق التوحيد المستحب

هناك مجموعة من الشروط المستحب توافرها في التوحيد وتتمثل في:

  • الإخلاص
  • المحبة
  • العلم
  • اليقين

الإخلاص : الإخلاص هو الصفة الأساسية للعبادة، فيجب على العبد أن يكون مخلصا، حيث يقول الله عز وجل في سورة البينة آية 5: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذٰلك دين القيمة”. كما أن الصدق ينتج عن تحقيق التوحيد، فالقلوب الموحدة بالله تكون بالتأكيد صادقة ونقية.

المحبة : يجب على العبد أن يحب ربه ويكون مخلصا له في الحب، فجميع الصفات المذكورة ضرورية لاستكمال التوحيد، وأساس العبادة هو الحب، إذ أن الله هو الذي خلقنا وأنعم علينا بالنعم. وحب الله واجب أيضا، فقد قال الله تعالى في سورة الأنعام الآية 162: `قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين`، صدق الله العظيم.

العلم : يعني العلم عدم الجهل، ولا يعني الجهل بالعلم، وإنما يعني العلم بأنه لا إله إلا الله، وذلك بحسب ما جاء في الآية التاسعة عشر من سورة محمد في القرآن الكريم: `فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، والله يعلم متقلبكم ومثواكم`.

اليقين : لكي يكون التوحيد صحيحا في قلب المؤمن، يجب عليه أن يكون واثقا وأن لا تتسم قلبه بأي شكوك، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة`. فالتوحيد ليس مجرد الشهادة، ولكنه الإيمان والثقة التامة بالشهادتين وبوجود الله عز وجل، والاعتقاد بأن الله هو الإله الواحد والعظيم والخالق الحقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى