ماهي الحيوانات النافقة
ترتبط الحيوانات النافقة بشكل كبير بانتشار العديد من الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوانات، ومن ثم فإن الحيوانات النافقة تشكل خطرًا كبيرًا على كل من يتعامل معها، سواء كانوا بيطريين أو روادًا للأماكن التي تستضيف الحيوانات .
أكبر خطر متعلق بالحيوانات الميتة هو احتمال انتشار الأمراض البشرية غير المباشر، وذلك عن طريق انتشار طفيليات الحيوانات الحية مثل البراغيث. تعيش هذه الطفيليات وتتغذى وتتكاثر على معظم الحيوانات البرية. وتتميز هذه الطفيليات بوجود لدغات مزعجة ويمكن أن تسبب العديد من الأمراض الخطيرة .
عند التعامل مع الحيوانات الميتة، يزداد خطر التعرض للطفيليات المسببة للأمراض، ويعود ذلك لأن هذه الطفيليات تكثر على الحيوانات الميتة أو في المنطقة المجاورة لها، لذلك يجب الحرص عند التعامل مع الحيوانات الميتة .
إجراءات التخلص من الحيوانات النافقة
عندما تموت الحيوانات نجد أنه لابد من التخلص منهم بطريقة صحيحة وسليمة بحيث لا تضر بالبيئة المحيطة أو بالصحة العامة وينطبق هذا على أصحاب المزارع وأصحاب الحيوانات الأليفة والمنظمات التي لديها حيوانات تستخدمها في الخدمة مثل أقسام الشرطة وملاجئ الحيوانات وحدائق الحيوانات ، كما يدخل في ذلك النطاق أيضاً مختبرات الأبحاث التي تستخدم الحيوانات في التجارب السريرية حيث يجب التخلص من الحيوانات النافقة لمنع الضرر الذي قد يقع على كلاً من الإنسان والبيئة ، كثيراً ما نجد أن الأطباء البيطريين ومقدمو الرعاية الصحية لكثير من الحيوانات يقدمون خدمة التخلص من الحيوانات النافقة عن طريق كثير من الأساليب المستخدمة .
عدم لمس الحيوانات النافقة
عند التعامل مع الحيوانات النافقة، يجب أن لا يتم لمس الحيوان مطلقا بدون استخدام قفازات واقية تعمل كحاجز بين جسم الحيوان النافق وجسمنا. ذلك لأن الاتصال المباشر مع الحيوانات النافقة بدون قفازات عازلة يمكن أن يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض. وبعد التعامل مع الحيوانات النافقة، يجب أيضا غسل اليدين بالصابون أو المنظفات والمطهرات، خاصة إذا كانت هناك معلومات أو بيانات تشير إلى إصابة هذا الحيوان بأي أمراض، وذلك للحد من انتقال العدوى .
دفن الحيوانات النافقة
عند التخلص من الحيوانات الميتة، نجد أن الدفن هو أقدم طريقة للتخلص منها، ولكن يجب أن يتم الدفن بعناية حتى لا ينتشر الأمراض. يتم وضع جثة الحيوان الميت داخل كيس بلاستيكي وثم وضعه في صندوق ودفنه تحت الأرض. عند اختيار موقع الدفن، يجب التأكد من عدم وجود مصادر مياه جوفية أو مناطق قريبة يمكن أن تتدفق إليها الحيوانات الميتة لتقليل فرصة تلوث المياه .
حرق الحيوانات النافقة
هناك طريقة أخرى للتخلص من الحيوانات الميتة وهي حرقها في محرقة، ولكن هذه الطريقة يمكن أن تتسبب في انتشار الأمراض بسبب تجميع ودفن رماد الحيوانات المحروقة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر حرق الحيوانات الميتة طريقة مكلفة للغاية بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة والعمالة، وندرة المحارق المعتمدة .
تحويل الحيوانات النافقة
هناك طريقة حديثة تم استخدامها للتخلص من جثث الحيوانات الميتة، وتتمثل في تحويل هذه الجثث إلى منتجات أخرى ذات فائدة وخالية من مسببات الأمراض، مثل البروتين المستخدم في الأعلاف الزراعية. يتم ذلك عن طريق وضع جثث الحيوانات الميتة في خزان مع بعض المواد الكيميائية التي تعمل كمواد كاوية. هذه المواد تقوم بمعالجة جثث الحيوانات بطريقة كيميائية، وفي النهاية يتم تحويل أجسام الحيوانات إلى منتجات يمكن بيعها. أما النفايات الأخرى غير الصالحة للاستخدام، فتدفن في المكان المناسب. غالبا ما يعتبر تحويل الحيوانات الميتة هذه التقنية صديقة للبيئة، حيث تقلل من النفايات التي تسبب مشاكل بيئية .
التحلل القلوي للحيوانات النافقة
: يستخدم بعض الأشخاص طريقة التحلل القلوي لأجسام الحيوانات النافقة، وذلك للتخلص منها، ويتم ذلك بخلط أجسام الحيوانات النافقة مع محلول هيدروكسيد الصوديوم أو البوتاسيوم، ثم يتم رفعها على النار. تتميز هذه الطريقة بأنها تستخدم كمية قليلة من الطاقة، كما أنها تنتج كمية أقل من النفايات بالمقارنة مع حرق الحيوانات النافقة. وتستخدم طريقة التحلل القلوي درجات حرارة عالية جدا لتسريع عملية التحلل .
استخدام الحيوانات النافقة كسماد
تعتمد هذه الطريقة الطبيعية على السماح للكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات بتحليل الحيوانات النافقة إلى مواد عضوية أي سماد المستخدم تقريباً في كل المزارع ، تعتبر طريقة تحويل الحيوانات النافقة إلى سماد من الطرق الأقل تكلفة ، كما أنها طريقة جيدة ومضمونة للتخلص من أجسام الحيوانات النافقة حيث يمكن استخدام المنتج النهائي كسماد في الحقول .
أهمية جثث الحيوانات النافقة
ينظر العديد من الناس إلى جثث الحيوانات النافقة على أنها فضلات يجب التخلص منها بأسرع وقت، ولكن العديد من العلماء ينفون ذلك حيث تلعب جثث الحيوانات النافقة دورا هاما في عملية التنوع البيولوجي ووظيفة النظام البيئي، وقد أفاد العديد من العلماء أن الحيوانات النافقة لا توفر الغذاء الضروري للحيوانات الأخرى التي تتغذى عليها، ولكنها تعزز قيمتها الغذائية من خلال المساعدة في نمو النباتات المحيطة، لذلك يوصي الباحثون بتخفيف اللوائح التي تنظم التخلص من جثث الحيوانات النافقة .
تعد المحمية الطبيعية الهولندية واحدة من أهم المناطق الطبيعية في قارة أوروبا، وهناك نجد أن العلماء درسوا كيف تؤثر جثث الغزلان الحمراء على التنوع البيولوجي المحلي. ولهذا السبب، قاموا بتتبع جثث الحيوانات النافقة حيث قاموا بتسجيل أنواع حشرات جديدة على أسطح الجثث، بالإضافة إلى نمو النباتات في المنطقة المجاورة لأجسام الحيوانات النافقة. وبالتالي، اكتشفوا أن الحيوانات النافقة لا تفيد فقط العديد من الحشرات التي تأكل الجيف مثل الذباب أو الخنافس، بل لها أيضا تأثير إيجابي طويل المدى على نمو النبات. وقال العلماء أيضا أنهم لم يتوقعوا أن يكون لديهم تأثير كبير على السلسلة الغذائية المحلية بأكملها، خاصة على التربة الغنية بالمغذيات .
موت الحيوانات الجماعي
عبر العصور الكثيرة، توفيت أعداد كبيرة من الحيوانات في ظروف غامضة، سواء كانت آلاف الطيور أو العديد من الأسماك النافقة. على سبيل المثال، في عام 2011، ماتت الآلاف من الطيور السوداء ذات الأجنحة الحمراء وسقطت من السماء. وحدثت الظاهرة نفسها بعد ذلك بيومين، عندما تساقط نحو 500 طائر أسود في ولاية لويزيانا الأمريكية. لقد تسبب هذا الموت الجماعي في حيرة العلماء، وأظهر تشريح الجثث الأولي وجود صدمة ونزيف داخلي، قد يكون نتيجة لتصادم قوي في الجو بين بعض هذه الطيور، حيث تميل هذه الطيور إلى التحليق في تشكيلات ضيقة للغاية وبسرعة عالية. كما يمكن أن يكون الطيور تعرضت للإصابة جراء عاصفة رعدية قوية .
مثال آخر على الهلاك الجماعي للحيوانات، في عام 2006 بدأت العديد من النحل في الموت بدون سبب، مما دفع العلماء إلى ابتكار مصطلح `اضطراب انهيار المستعمرة`. وكانت معدلات وفيات النحل المبلغ عنها في الولايات المتحدة مرتفعة، حيث وصلت إلى 34٪ من إجمالي عدد النحل، وعلى الرغم من تقديم العديد من التفسيرات وراء هذا الهلاك الجماعي، إلا أنه لا يعرف حقا لماذا يموتون .