ماهي البحور الشعرية ؟ .. و لماذا سميت بهذا الاسم
الشعر يعتبر من أهم فروع الأدب، ويوجد العديد من أنواع الشعر وأساليب تنظيمه، وكذلك هناك العديد من بحور الشعر، وهي التصنيفات التي يستخدمها الشعراء والكتاب، فما هي هذه البحور ولماذا سميت بهذا الاسم.
فن الشعر
الشعر هو التعبير المقنن المتوازن، أي أنه التعبير المنتهي بنفس التصريف والوزن، وهو الكلام الذي ينظمه الشاعر للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه، ويمكن استخدامه أيضا لطرح مشكلة معينة وتقديم الحلول الخاصة بها، أو لانتقاد مشكلة محددة أو ظاهرة انتشرت في المجتمع بشكل عام. يتميز الشعر بالتعبير القوي والدقيق والجميل في وصفه، وتتميز كلماته بالعمق والرونق، ويكتب الشعر عادة في شكل قصائد متناغمة تتألف من عدة أبيات.
علم العروض الشعري
علم العروض هو دراسة الأوزان في الشعر، ويعرف أيضا بالميزان الشعري، وهو علم يتضمن الضوابط والقواعد التي وضعها المؤسس الخليل بن أحمد الفراهيدي، الذي ولد في عمان وانتقل إلى العراق في مدينة البصرة عام 100هـ، وتوفي عام 174هـ.
تعددت الأقوال حول تسمية علم العروض، فقيل إنه تم تسميته بهذا الاسم نسبة إلى مكة المعترضة بين البلاد، أو نسبة إلى الجمل الذي يصعب ترويضه ويسمى بالعروض. واعتبر العلماء هذا العلم ميزانا لعرض الأبيات الشعرية عليه لتحديد صحتها، ويعتمد هذا العلم على التفعيلات التي تكون البحور الشعرية من خلال التقطيع الشعري والكتابة العروضية. والبيت الشعري هو مجموعة من الكلمات الموزونة والصحيحة وفقا للقواعد الخاصة بعلم العروض، وتتكون هذه الكلمات من وحدات موسيقية، ويتم بناء البحر الشعري الخاص بالبيت على عدد محدد من التفعيلات، ويسمى العلم بذلك نسبة إلى البيت الشعري الذي يضم الكلمات مثلما يضم البيت سكانه وأهله.
القصيدة الشعرية
يطلق على النص الأدبي في الشعر مصطلح القصيدة إذا كانت تتكون من سبعة أبيات أو أكثر، وتختلف شكل القصيدة حسب نوع الشعر، حيث تكون القصيدة ذات تنظيم عمودي في الشعر العمودي ومتتالية في حالة الشعر الحر، وتتوفر عدة معايير للقصيدة بما في ذلك:
– وحدة الوزن: أي أن تحتوى كافة أبيات القصيدة على الوزن الشعري نفسه.
– ثبات القافية: تحقيق قافية متجانسة وثابتة في كل الأبيات.
بحور الشعر العربي
بحر الشعر هو النظام المستخدم لتنظيم الأبيات في الشعر العربي، ويتألف من 16 بحرا. قام الخليل بن أحمد الفراهيدي بتقسيمهم إلى 15 وزنا، وأطلق عليهم اسماء البحور لأنها تشبه البحر الذي يتم الغرف من المياه الخاصة به، ولكنه لا ينتهي أبدا. أضاف تلميذه سيبويه الأخفش الأوسط بحرا إضافيا لتصبح 16 بحرا، وعرف هذا البحر باسم “المتدارك”. تم تقسيم بحور الشعر العربي إلى قسمين بناء على أسلوب الأداء للشعراء
– البحور الممزوجة: وسُمِّيت بحور العروض بهذا الاسم نظرًا لتنوُّع وتعدد تفعيلات العروض فيها، حيث تحتوي على تسعة بحور هي: البحر الطويل، والبحر البسيط، والبحر الوافر، والبحر السريع، والبحر المنسرح، والبحر الخفيف، والبحر المضارع، والبحر المقتضب، والبحر المجتث.
– البحور الصافية: وهذه هي البحور التي يتم فيها تكرار الوزن نفسه، وعددها سبعة بحور وهي: البحر المتقارب، البحر المتدارك أو المحدث، وهو البحر الذي أضافه الأخفش وتدارك به على الفراهيدي، البحر المديد، البحر الكامل، البحر الهزج، البحر الرجز، البحر الرمل.
أسباب تسمية البحور بأسماءها
– البحر المتقارب: يتم تسمية هذا البحر بهذا الاسم لأنه يتميز بتقارب الأوتاد فيه، ويستخدم في المواضيع التي تتحدث عن الشدة والقوة، ولا يناسب المواضيع التي تتميز بالليونة والرفق.
– البحر المتدارك: وضع سيبويهتلميذ الخليل بن أحمد لذلك البحر، ولتدارك ذلك سمي بالمتدارك.
– البحر الطويل: وسمي بذلك لأنه يحتوي على أطول شعر، بالإضافة إلى أن الأوتاد تقع في الأبيات الأولى.
– البحر المديد: وسم بذلك نظرا لامتداد الأسباب في الأجزاء السباعية الخاصة به، فكان أحدهم في أوله والآخر في آخره.
– البحر البسيط: أطلق عليه هذا الاسم لانبساط الأسباب في أجزائه السباعية.
– البحر الرجز: يأخذ اسمه من البعير، ويسمى ذلك نظرًا لما يحمله على ثلاثة أجزاء.
– البحر الرمل: باعتبار أن الرمل هو نوع من الغناء، وهو ما يخرج من هذا الوزن، سمي بهذا الاسم.
– البحر الهزج: الهزج هو تردد الصوت، وسمي بهذا الاسم بسبب تردد الأصوات به.
– البحر السريع: حصل هذا الاسم على وصفه بسبب سرعته في القطع والنكهة.
– البحر المنسرح: يتميز المنسحر بأنه يتحرك بحرية دون الالتزام بأجناس أو أضراب.
– البحر الخفيف: تم تسمية ذلك لأن الحركة الأخيرة للوتد المفروق ترتبط بحركات الأسباب، مما أدى إلى تحلل حركته.
– البحر المضارع: يطلق عليه اسم الهزج بتربيعه وتقديم الأوتاد.
– البحر المقتضب: وسمي بذلك الاسم حيث أن الاقتضاب في اللغة العربية هو الاقتطاع لذلك سمي القضيب بالقضيب.
– البحر المجتث: سمي بالمجتث نسبةً إلى الاجتثاث الذي يشير إلى الاقتضاب في اللغة.
– البحر الوافر: وُصِف بذلك بسبب توافر الحركات الخاصة به.
– البحر الكامل: وسمي بذلك لتكامل حركاته الثلاثون.