تحتوي نسبة كبيرة من المواد الغذائية التي يتم شرائها كل يوم على العديد من الأطعمة المصنعة أو التي الأطعمة المعدلة وراثيًا ، وبالتالي نتيجة لذلك نجد أن ملايين البشر من الرضع والأطفال والبالغين حول العالم يأكلون الأطعمة المعدلة وراثياً دون علمهم بشكل يومي حيث أن الكثير من الشركات المنتجة لهذه الأطعمة لا تقوم بوضع علامات على هذه المنتجات تشير إلى وجود أطعمة معدلة وراثياً ، بل الأسوأ من ذلك أن العديد من منظمات الصحة لا تتطلب أي اختبار سلامة على هذه الأطعمة المعدلة وراثياُ .
تعريف الأطعمة المعدلة وراثياً
تم تحديد الأطعمة المعدلة وراثيا بناء على العديد من الأبحاث العلمية، وهي الأطعمة التي تم إنتاجها من النباتات أو الحيوانات التي تم تغيير حمضها النووي عن طريق الهندسة الوراثية، وبالتالي يطلق عليها اسم المعدلة وراثيا .
فيما يتعلق بمفهوم الهندسة الوراثية، فإنها عملية تتضمن معالجة جينات الكائنات الحية بإضافة حمض نووي ينتمي إلى كائنات حية أخرى. بدأت المواد الغذائية المعدلة وراثيا في الظهور على نطاق عالمي ابتداء من عام 1994 .
لا يوجد نوع واحد من الكائنات المعدلة وراثيا حيث يمكن استخدام الهندسة الوراثية في مجموعة متنوعة من الأغراض. على سبيل المثال، تم تعديل معظم محاصيل الذرة وفول الصويا المزروعة في الولايات المتحدة وراثيا لتقاوم المبيدات الأعشاب، مما يسهل رش الحقول بقاتل الأعشاب. وهناك أيضا العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى التي تم تعديلها جينيا لتحمل الآفات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد الهندسة الوراثية في زراعة محاصيل تتحمل الجفاف .
تشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن الأطعمة المعدلة وراثيا المتواجدة حاليا في الأسواق لا تشكل خطرا على الصحة بنفس مستوى الأطعمة العادية. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الأطعمة المعدلة وراثيا مثارة للجدل، حيث يقول البعض إن المحاصيل المعدلة وراثيا قد تتعرض للعديد من المبيدات الكيميائية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الأفراد، حيث يمكن أن تسبب العديد من الأمراض والمشاكل الصحية .
اختلاف الطعام المُعدل عن الطعام العادي
يمكن لتقنيات تعديل الطعام وراثيا المساهمة في زيادة إنتاج الأطعمة الصحية وزيادة إنتاج الغذاء. في الأزمنة البدائية، قام البشر بتربية النباتات والحيوانات بشكل طبيعي لعدة قرون، وعلى العكس من ذلك، يتم استخدام الهندسة الوراثية للتلاعب المباشر في الحمض النووي عن طريق إدخال حمض نووي آخر في الثمرة المراد تعديلها، وذلك لإنتاج محاصيل زراعية تحمل صفات معينة مرغوب فيها .
في النهاية، نجد أن استخدام الهندسة الوراثية يعمل على تحقيق نفس الأهداف التقليدية للأطعمة العادية، ولكن عن طريق إنشاء نباتات وحيوانات تتمتع بخصائص مرغوبة فيها. يتيح استخدام الهندسة الوراثية المزيد من التحكم، ويمكن أن يكون أسرع من الطرق التقليدية الطبيعية العادية. كما تمكن الهندسة الوراثية المهندسين من نقل جينات معينة من نوع إلى آخر للحصول على محصول يتمتع بسمات معينة .
هل الأطعمة المعدلة وراثياً أمنة للأكل
تشير الدراسات العلمية إلى عدم وجود دليل قوي حتى الآن على أن الأطعمة المتوفرة في السوق والتي تحتوي على كائنات معدلة وراثيا تكون أقل أمانا من الأطعمة العادية. ومن وجهة النظر السائدة حول أساليب السلامة، يتناول العديد من الأشخاص حول العالم الأطعمة المعدلة وراثيا لفترات طويلة دون ملاحظة أي آثار سلبية ملحوظة، وبالتالي فإن النتيجة هي أن المحاصيل المعدلة وراثيا المتوفرة حاليا في السوق لا تشكل خطرا على الصحة أكثر من المحاصيل التقليدية. وبالتالي، الكائنات المعدلة وراثيا ليست بحد ذاتها أكثر خطورة على سبيل المثال من تقنيات تربية النباتات التقليدية .
هذا يعني أن تقنيات التربية التقليدية قد عملت على تغيير جينات النباتات والحيوانات لفترة طويلة، وكانت هذه العملية فوضوية حيث أدت إلى الكثير من النتائج غير المتوقعة. على سبيل المثال، استخدم علماء المحاصيل الزراعية الإشعاع على البذور للحصول على محاصيل زراعية ذات خصائص معينة. لذلك، يقول العلماء أن خطر استخدام الهندسة الوراثية لتغيير الجينات ليس أكثر خطورة من الطرق التقليدية عندما يتعلق الأمر بسلامة الغذاء .
هناك أيضا العديد من التيارات المعارضة التي تقول إنه لا يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث قبل أن نعتبر الأطعمة المعدلة وراثيا آمنة تماما. فمنتجات الهندسة الوراثية ليست تماما مثل المنتجات الطبيعية التقليدية، وقد تكون لها تأثيرات نهائية لم يتم دراستها بشكل كامل من قبل العلماء. على سبيل المثال، يجادل بعض العلماء بأن زيادة استخدام مبيدات الأعشاب، التي يمكن أن تحدث مع المحاصيل المعدلة وراثيا لتكون مقاومة للآفات، قد تكون لها آثار صحية غير معروفة حتى الآن. ومع ذلك، فإن العديد من المحاصيل التقليدية تتطلب أيضا استخداما واسعا لمبيدات الآفات، وهذا يختلف من محصول إلى آخر. ولا يعني مجرد تسمية الكائنات المعدلة وراثيا أن لها آثارا ضارة كبيرة .
علاقة الأطعمة المعدلة وراثياً بالحساسية
بعض العلماء يشير إلى أن الأطعمة المعدلة وراثيا قد تسبب بعض أنواع الحساسية، حيث يمكن أن يؤدي زرع الحمض النووي من كائنات حية أخرى في المحاصيل إلى إضافة مسببات جديدة للحساسية في الأطعمة. ومع ذلك، تقوم الشركات المنتجة للأطعمة المعدلة وراثيا بإجراء اختبارات للتأكد من عدم وجود مسببات حساسية، لكن هناك دائما جدل حول ما إذا كانت الأطعمة المعدلة وراثيا هي سبب رئيسي للحساسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحمل الأطعمة التقليدية والمستوردة من بعض الدول أيضا مخاطر الإصابة بالحساسية، وقد تتلقى هذه الأطعمة فحوصا أقل بكثير من الأطعمة المعدلة وراثيا .
هل المحاصيل المعدلة وراثياً مناسبة للبيئة
للأسف، لا يوجد إجابة سهلة لهذا السؤال بسبب تباين أنواع المحاصيل وطريقة استخدامها. في بعض الحالات، يمكن للمحاصيل المعدلة وراثيا مساعدة المزارعين على استخدام عدد أقل من المبيدات الحشرية الكيميائية، بينما في حالات أخرى، قد تزيد المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا من استخدام مبيدات الأعشاب. وبشكل عام، توجد العديد من المؤسسات العلمية التي لا تزال غير مقتنعة بأن الأطعمة المعدلة وراثيا تشكل تهديدا بيئيا، طالما تم استخدامها بعناية .
توجد بعض الدراسات العلمية التي أشارت إلى أن المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا لها تأثيرات ضارة أقل بكثير على البيئة من المحاصيل غير المعدلة وراثيا التي يتم إنتاجها بشكل تقليدي طبيعي، ولكن هذه الدراسات أشارت أيضا إلى أن الاعتماد المفرط على الممارسات الزراعية المتعلقة بالمحاصيل المعدلة وراثيا يمكن أن يتسبب في العديد من المشاكل البيئية تفوق كل المكاسب الاقتصادية .
تسمح بعض المحاصيل المعدلة وراثيا باستخدام أقل كمية من المبيدات الحشرية، وفي بعض الحالات يمكن للمحاصيل المعدلة وراثيا أن تكون مفيدة للبيئة، على سبيل المثال، يمكن لنباتات القطن المعدلة وراثيا لتكون مقاومة للآفات وبالتالي تسمح للمزارعين باستخدام أقل كمية من المبيدات الكيميائية .