اضرارالوقاية الصحية

ماهي اضرار افلاتوكسين

هناك تنوع كبير جدا في الكائنات الحية الدقيقة، بعضها يقدم فوائد كبيرة للإنسان، في حين أن البعض الآخر يعتبر ضارا جدا ويسبب أضرارا صحية خطيرة عندما يدخل جسم الإنسان. تشمل هذه الكائنات الضارة العديد من البكتيريا والفيروسات والفطريات، ومن بينها السموم الفطرية التي تؤثر سلبا على الصحة بشكل كبير، ومن أمثلتها الأفلاتوكسين .

جدول المحتويات

السموم الفطرية

أشارت منظمة الصحة العالمية WHO إلى أن السموم الفطرية هي عبارة عن بعض المركبات السامة التي تنتجها بعض أنواع الفطريات والعفن بشكل طبيعي. يتغذى هذه الفطريات على بعض أنواع الطعام مثل الفواكه المجففة والحبوب الغذائية والتوابل وتستطيع إنتاج تلك السموم قبل حصاد المحاصيل أو أثناء عملية التخزين. تتأثر تكوين السموم الفطرية بعوامل بيئية مثل الحرارة المرتفعة والرطوبة. خطورة هذه السموم تكمن في قدرتها على البقاء بعد المعالجة الكيميائية للأغذية دون أن تفقدها .

مادة الأفلاتوكسين

الأفلاتوكسين (Aflatoxin) هو نوع من السموم الفطرية التي تتكون في الفطريات أو العفن. توجد هذه السموم بكثرة في بعض المحاصيل الزراعية مثل القطن والفول السوداني والذرة. يتم إنتاج الأفلاتوكسين بواسطة الفطر المعروف بـ (Aspergillus flavus)، وهذا الفطر ينمو بكثرة في التربة الجافة والمناطق الاستوائية. أظهرت الدراسات العلمية وجود عدة أنواع من الأفلاتوكسين، وأخطرها هو النوع المميز بالرمز B، الذي يمكن أن يصل عددها إلى أكثر من ثلاثة عشر نوعا .

اضرار الأفلاتوكسين

نظرا لأن المواد الناتجة عن الفطريات هي سموم، فإن وصولها إلى جسم الإنسان يحدث عند تناول المحاصيل الزراعية أو الأطعمة الملوثة بهذه الفطريات أو عن طريق استنشاق الغبار الملوث بهذه المادة في المزارع الزراعية، وهذا يؤدي إلى وصول السموم إلى الدم وبعض أعضاء وأنسجة الجسم والإصابة بعدد كبير من الأمراض .

الكبد هو المسؤول عن تحليل وتفتيت أي سموم تدخل الجسم، ولذلك، يؤثر وصول كمية كبيرة من هذه المواد إلى الكبد بطريقة سلبية على صحة وسلامة الخلايا الكبدية، وربما يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بسرطان الكبد .

طرق الوقاية من الأفلاتوكسين

من المؤسف أن انتشار هذا المركب يكون أكثر شيوعا في البلدان النامية، وخاصة بسبب عدم انتباه الكثير من سكانها لتاريخ انتهاء الصلاحية للمنتجات الغذائية. ومن المعروف أيضا أن المناخ والحرارة العالية في تلك الدول يوفران بيئة مناسبة لنمو وتكاثر فطر الأفلاتوكسين السام. أشار بعض العلماء والباحثين والأطباء إلى أن أفضل وسيلة للوقاية من هذا المركب السام تكمن في النقاط التالية

يجب تجنب تناول المنتجات الغذائية المعلبة والفواكه المجففة التي تم إنتاجها منذ فترة طويلة، والحرص على تناول الأغذية الطازجة .

– يجب الحرص على شراء منتجات الألبان واللحوم من مصادر موثوقة وآمنة وتجنب المنتجات التي يتم تصنيعها من مصادر مشبوهة، خاصةً أن الفطر المسبب لمادة الأفلاتوكسين يتواجد في أجسام الحيوانات أيضًا .

التخلص من الحبوب الغذائية المخزنة منذ وقت طويل، سواء في المتاجر أو المنازل، وخصوصا الذرة والفول السوداني والمكسرات مثل الجوز واللوز والتين وبذور القطن وفول الصويا وحبوب الكينوا .

يجب على الجميع أن يدركوا أن طهي الطعام على درجات حرارة مرتفعة لا يساعد في تكسير أو التخلص من مادة الأفلاتوكسين، وذلك لأن هذه المادة قادرة على تحمل درجات حرارة عالية وتحمل تفاعلات المعالجة الكيميائية للأطعمة. بالتالي، استخدام المواد التي تنمو بها هذه الفطريات بعد طهيها أو تنظيفها لن يساعد على التخلص من تأثيراتها الضارة .

طرق تقليل تكوين مادة الأفلاتوكسين

أشار العلماء إلى بعض النصائح للحد من تكوين مادة الأفلاتوكسين، مثل:

يجب تجنب شراء كميات كبيرة من الحبوب الغذائية مثل الذرة وفول الصويا والكينوا أو المكسرات، لعدم الحاجة إلى تخزينها لفترة طويلة، حيث يجب استهلاك هذه المواد في المنزل في غضون فترة لا تزيد عن شهرين .

ينبغي الحرص على شراء المواد الغذائية والفواكه الطازجة قدر الإمكان، والاعتماد على المنتجات المحلية التي يقوم بإنتاجها صغار المزارعين. يقوم هؤلاء المزارعون بحصاد المنتجات بشكل دوري، ولا يتم تخزينها لفترات طويلة بسبب انخفاض الكمية .

-عند تخزين الحبوب والفول السوداني والذرة وغيرهم من المنتجات الغذائية التي قد ينمو بها الفطر وتتكون بها مادة الأفلاتوكسين ؛ فهنا من المهم ان يتم تخزينها ف الثلاجات عند درجات حرارة منخفضة ، بل ويُفضل أضًا حفظها في المجمد عند درجات حرارة حت الصفر ، ولا سيما عند الرغبة في حفظها سليمة وصحية لوقت طويل .

يمكن نقع المواد الغذائية والأطعمة التي قد تحتوي على مادة الأفلاتوكسين لفترة زمنية كافية في المنزل قبل تناولها، حيث يمكن أن يساعد ذلك على تقليل نسبة الأفلاتوكسين في الطعام، حيث يؤدي إلى إزالة جزء كبير من العفن الذي ينتج هذه المادة .

– هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن تناول الأطعمة المطردة للسموم من الجسم، مثل الجزر والكفرس، يمكن أن يقلل من تأثير المواد المسرطنة على الكبد ويساعد أيضا في تنظيف الكلى

أشارت بعض الدراسات البحثية الحديثة إلى أن استهلاك مادة الكلوروفيل، وهي المادة الموجودة في أوراق النباتات ذات اللون الأخضر، يقلل من تأثير السمية لمادة الأفلاتوكسين وخصوصا من النوع B1، حيث تعمل على تقليل الوفرة الحيوية لتلك المادة في الجسم .

تعمل عشبة حليب الشوك (الحرشوف البري)، وجذور الهندباء، والخطمى على تنقية الكبد من السموم بشكل كبير، وتخفف من امتصاصها في الأمعاء .

إذا تم إثبات وصول مادة الأفلاتوكسين إلى الجسم، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن استخدام الفحم النشط قد يساعد على تقليل خطورة ذلك، حيث يتفاعل الفحم النشط مع عفن الأفلاتوكسين ويزيلها بسهولة من الجسم .

إضافة إلى ذلك، يساعد استهلاك حمض اللاكتيك، وخصوصًا في البراعم والحبوب المخمرة، على تقليل تأثير سموم الأفلاتوكسين، حيث يحدث منافسة بين تأثير الفطر وتأثير البكتيريا في الجسم، مما يؤدي إلى تقليل التأثير السلبي لمادة الأفلاتوكسين .

ويجب الإشارة إلى أن المواد المسرطنة مثل مادة الأفلاتوكسين تعتبر من أقوى المواد التي تتفاعل بسرعة فائقة مع الخلايا الكبدية (هيباتوسايتس) وتؤدي إلى حدوث أضرار كبيرة فيها وتلف ينتهي بتدمير الخلايا تماما وتوقف وظائفها الإخراجية والتصنيعية والتحللية. وغالبا ما يؤدي ذلك إلى إصابة الكبد بالسرطان. وهذا يبرز أهمية الحرص على تجنب تناول المواد التي تحتوي على هذه المادة قدر المستطاع والاهتمام بتناول الحبوب والخضروات والفواكه الطازجة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى