الحياة الزوجيةنسائيات

ماهو الطلاق الالكتروني

في بداية الزواج وبعد اختيار الشريكين وبناء حياتهما معا وتأسيس أسرة في منزلهما الخاص، لا يتوقع الزوجان أن يأتي الوقت الذي يقرران فيه الانفصال. ومع ظهور المشاكل وتزايدها، يصبح الطلاق الحل الوحيد لتحقيق الراحة. ورغم محاولات الوقاية من الطلاق والتدخل من المعارف والأصدقاء لتصحيح الوضع، يتم الطلاق في النهاية، خاصة إذا كان هناك أطفال. ومع تطور الحياة، ظهرت طرق جديدة للطلاق، مثل الطلاق الإلكتروني، كوسيلة للانفصال بين الزوجين.

معنى الطلاق

الطلاق هو انفصال الزوجين وفقدان الروابط بينهما، ويمكن تقسيم تعريف الطلاق إلى قسمين

  • تعريف لغوي: اللفظ هو مشتق من الإطلاق الذي يعني الترك أو الإرسال، فمثلا تركت الطائر يطير عندما أطلقته، وهجرت بلادي عندما طلقتها، وتركت الزوجة عندما طلقتها سواء أكان اللفظ بضم اللام أو فتحها.
  • تعريف اصطلاحي: إذا قال الزوج كلمة أو قام بفعل يدل على رغبته في فسخ عقد الزواج، فإن العقد يفسخ دون الحاجة إلى الذهاب إلى المحكمة، سواء كان الزوج قد أدخل زوجته أم لم يفعل ذلك.

ماهو الطلاق الالكتروني

يعني الطلاق الإلكتروني إنهاء رابط الزواج بواسطة الزوج إما بالقول أو بالكتابة لكلمة الطلاق المقصودة، ويمكن أن يكون ذلك صريحا أو غير مباشر عن طريق استخدام وسائط الاتصال الحديثة مثل الهاتف، أو إرسال الرسائل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، ويمكن أيضا أن يتم ذلك عن طريق تطبيقات المحادثات الفورية، وبالتالي، يشمل الطلاق الإلكتروني جميع أشكال الانفصال التي يتم إرسالها وتخزينها عبر الأجهزة الإلكترونية الحديثة بأنواعها المختلفة.

والذي يميزه عن غيره هو الخصوصية التي يتم بها الطلاق من خلال الجهاز الإلكتروني الذي يتم استعماله، إذ يحدث الطلاق عن بُعد في المسافات وقد يكون هناك أحيانًا تواصل بين الزوجين، ويجب التأكيد على أن أي جهاز يتم استخدامه لإجراء الطلاق الإلكتروني هو مجرد وسيلة يتم من خلالها الانفصال أو الإعلام وقد يكون للتسليم بدون أي تدخل مباشر.

حكم الطلاق الإلكتروني

عندما يفكر الزوجان في الطلاق، يجب عليهما التفكير بعناية في قواعد الطلاق، خاصة عندما يتم الانفصال عن طريق الوسائل الإلكترونية. يجب مراعاة الشروط التي يجب توفرها لحدوث الطلاق، والإشارة إلى أن الطلاق ليس شيئا محببا بل يعد شيئا مكروها لأنه سريع، ويمكن أن يؤدي إلى أضرار للزوجة بالإضافة إلى الزوج. قد يتم ادعاء عدم حدوث طلاق في حالة وفاة أحد الزوجين للحصول على الميراث، مما يجعل فترة العدة للزوجة أطول. قد يواجه الأزواج صعوبات في إثبات حدوث الطلاق بسبب النكران والجحود، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار في الحياة الزوجية ويساهم في فساد المجتمع. أكد الله تعالى أن حماية الأسرة والزواج هو ميثاق غليظ، كما قال تعالى: “وكيف تأخذونه وقد أفضىٰ بعضكم إلىٰ بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا” [سورة النساء الآية: 21]

أسباب الطلاق

يُعد الطلاق قرارًا صعبًا يُمكن للأفراد اتخاذه، ولكنه في بعض الأحيان يكون الحل لحل بعض المشاكل التي قد تحدث في الحياة الزوجية، ويمكن ذكر بعض أسباب الطلاق مثل:

عدم القدرة على التفاهم

ينجم عدم التفاهم عن عدم القدرة على التواصل بصورة جيدة بين الشريكين أو الحديث بأسلوب غير لائق وغير ملائم. فالتحدث بلطف وبنبرة محبة يسهم في وجود التفاهم بينهما، بينما يؤدي الأسلوب السيء إلى عدم الرغبة في التواصل وقد يؤدي إلى فرض إحدى الأطراف وجهة نظرها على الطرف الآخر، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل ونزاعات مستمرة. وهذا هو السبب الرئيسي لحدوث الانفصال في 53٪ من حالات الطلاق.

اختلاف شخصيات الزوجين بعد الزواج

قبل الزواج، وخاصة في مرحلة التعارف وفترة الخطوبة، يحاول الشخصان إبراز جميع الجوانب الإيجابية في شخصياتهما لكسب محبة ورضا الشريك الآخر، ولذلك غالبا ما تكون الخلافات قليلة في بداية فترة الزواج بسبب رؤيتهما للحياة المشرقة ورغبتهما في تأسيس أسرتهما الخاصة وإنجاب الأطفال، وهذا يتغير بعد الزواج، حيث يتطلب التعامل المستمر بينهما ووجود المسؤوليات التي تتغير مع تقدم أعمار الأطفال واحتياجاتهم، فيبدأ أحد الطرفين أو كليهما في خيبة الوعود التي قطعوها، مثل الاهتمام والصدق والوفاء، مما يدفعهما إلى التفكير في الانفصال.

عدم الشعور بالحب تجاه الشريك

لا يقتصر الحياة الزوجية على تلبية احتياجات الأسرة ورعاية الأطفال، بل يجب على الشريكين أن يهتما ببعضهما البعض وأن يخصصا بعض الوقت للتحدث عن حياتهما وجعل الآخر يشعر بالمشاعر الدافئة وقوة الحب التي كانت موجودة في بداية علاقتهما وأدت إلى زواجهما. وغالبا ما يحدث بعد الزواج إهمال تلك المشاعر بسبب حياة مزدحمة، مما يؤدي إلى انخفاض الشعور بالحب وظهور الملل والفتور، مما يدفعهما إلى الشكوى.

إدراة الخلافات بشكل خاطيء

تؤدي عدم القدرة على حل المشكلات بطريقة صحيحة إلى زيادة الخلافات بين الزوجين، مما يؤدي إلى التفكير في الانفصال نظرًا لعدم الوصول إلى حلول تُرضي الطرفين، مثل:

  • المشاكل المادية: عدم القدرة على توفير المال الكافي لتلبية احتياجات الأسرة الأساسية أو عدم السماح لإحدى الأطراف بالمشاركة في إدارة الميزانية المالية، وإساءة استخدام النقود، يؤدي إلى وجود أزمات مادية.
  • التشارك في المسئولية: في بعض الأحيان، يتعذر على إحدى الأطراف تحمل المسؤولية ويترك أعباء الحياة على عاتق الطرف الآخر، ومع مرور الوقت، قد لا يتمكن هذا الطرف من الصمود أكثر، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تصل به الأمر إلى الانفصال.
  • عدم الانسجام والتوافق: يعد التفاوت الكبير في الطموحات والاهتمامات وأسلوب التفكير من أهم أسباب نهاية الحياة الزوجية، حيث ينتج عنه تعاسة وحزن الزوجين، وقد يتصرف أحدهما بأنانية مما يؤدي إلى فجوة عميقة في علاقتهما ويجعلهما يقرران الطلاق.

أسباب الطلاق الشرعية

قبل اللجوء إلى إجراءات الطلاق، يجب المحاولة بكل الوسائل للحفاظ على استمرار الحياة الزوجية، لتجنب تفكك الأسرة والمشاكل الكبيرة الناجمة عن ذلك، والتي يمكن أن تؤثر على حالة الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية، وتسبب لهم الارتباك بشأن البقاء مع والدتهم أو والدهم، وقد يحدث صراع حول حضانة الأطفال أحيانا. ومع ذلك، إذا تعذر حل الخلافات، فإن الخيار الوحيد هو الطلاق، وهناك أسباب شرعية متعددة لذلك

  • فساد دين الزوجة أو أخلاقها.
  • تتمثل عدم قدرة الزوج على القيام بحقوق الزوجة في النفقة وغيرها.
  • انعدام ميول الرجل إلى امرأته.
  • تعالي الزوجة عن زوجها والنشوز عنه.
  • يُمكن لأحد الوالدين أن يقوم بطلب الطلاق إذا وجد سبب شرعي.

إجراءات الطلاق

عند اتخاذ قرار الطلاق، يبدأ الطرفان في التساؤل عن كيفية سير الطلاق في المحكمة والإجراءات اللازمة لحدوثه، والتي تتمثل في ما يلي:

  • يجب على الزوج الذهاب إلى الجهة المختصة بالإفتاء وإحضار تأكيد للشخصية.
  • إظهار ما يدل على ثبوت الزواج.
  • ملء الطلب الخاص بالطلاق.
  • يتم سؤال الزوج من جهته إذا مضت له تجربة الطلاق من قبل أم لا.
  • تُنقل الحالة للمفتي للنظر فيها وتوقيعها.
  • تُمنح الفتوى رقمًا وتُختم رسميًا، ثم يتم مراجعتها من قبل المحكمة الشرعية حتى يتم تسجيل الطلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى