ماهو اضطراب المزاج الدوري
الاضطراب المزاجي من وقت لآخر بالتزامن مع تعرضنا لأحداث وظواهر الحياة المختلفة أمر طبيعي وصحي في الوقت نفسه، ولكن في بعض الأحيان، قد يحدث اضطراب شديد وواضح في سلوك الإنسان، حيث ينتقل بسرعة كبيرة من حالة فرح إلى حالة حزن والعكس دون وجود أسباب واضحة لذلك. ويتم وصف هذه الحالة بأنها اضطراب المزاج الحاد، في حين أن العلماء والأطباء اكتشفوا أن هناك حالة مرضية قد تكون وراء هذا الاضطراب النفسي، وتعرف بدوروية المزاج أو اضطراب المزاج الدور .
تعريف اضطراب دوروية المزاج
اضطراب دوروية المزاج أو المزاج الدوري هو حالة مرضية نفسية نادرة جدا، وتحمل العديد من أعراض الاضطرابات الأخرى المتعلقة بالهوس مثل الاضطراب ثنائي القطب، ولكن في حالة دوروية المزاج، تكون نسبة الهوس والتحول من السعادة إلى الحزن مرة أخرى ناتجة عن درجة اكتئاب خفيفة وانخفاض بقدر ما في هرمون السعادة، وبالتالي، لحظات السعادة لدى المريض في هذه الحالة لا تستمر طويلا مما يجعله يتحول من السعادة إلى الحزن بسرعة
أعراض اضطراب المزاج الدوري
هناك بعض الأعراض التي يمكن من خلالها تمييز اضطراب المزاج الدوري عن غيره من الأمراض الأخرى، وتتضمن ذلك:
الإصابة بالهوس الخفيف وتقلب المزاج بين فترة وأخرى بارتفاع المزاج، والإصابة بأعراض الاكتئاب في فترة أخرى، واستمرار ذلك لمدة لا تقل عن عامين حتى يتم تأكيد تشخيص اضطراب المزاج الثنائي القطب .
يجب أن تكون فترات استقرار المزاج للشخص المصاب هادئة وخالية من الهوس أو الاكتئاب لمدة لا تقل عن شهرين، لأن القدرة على الاستقرار النفسي لأكثر من شهرين تشير إلى عدم إصابة الشخص بأي حالة مرضية .
تؤثر أعراض الكآبة والحزن أو الحالة المزاجية المرتفعة بدون سبب على الأنشطة اليومية والأساسية، سواء كان ذلك في المدرسة أو الجامعة أو العمل، أو حتى على أفراد الأسرة المرافقين للمريض .
إذا كانت هناك أعراض تظهر بعيداً عن الاكتئاب الشديد جداً، أو الاضطراب الثنائي القطب، أو الأعراض المرضية الأخرى المعروفة، فهذا يشير إلى إمكانية وجود اضطراب مزاجي دوري .
يجب فحص حالة المريض أولا والتحقق من عدم تعاطيه أي مواد مخدرة أو مهلوسة، لأنها قد تكون المسبب الحقيقي للأعراض الاضطرابية المزاجية
أعراض عضوية لدوروية المزاج
على الرغم من ذلك، فإن اضطراب المزاج الدوري قد يؤثر سلبًا على الحالة الصحية الجسدية والعضوية للمريض، وتشمل الأعراض الرئيسية لذلك:
- الشعور بالرغبة في البكاء دائمًا .
- الأرق وعدم القدرة على النوم الهادئ المتواصل .
- تحدث اضطراب ملحوظ في الشهية بزيادة أو نقصان .
- يعاني المرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية من مشاكل في التفكير وقلة التركيز .
- الانسحاب الاجتماعي والتشتت الدائم .
- الشعور الدائم بالضعف والإجهاد .
- عدم الشعور بالراحة .
- البكاء في أوقات غير مناسبة على الإطلاق .
- الدوار والصداع والام الرأس .
- ضعف العضلات .
- اضطراب الجهاز الهضمي وخصوصًا القولون العصبي .
- المبالغة دائمًا في ردود الفعل تجاه الأحداث المختلفة .
- عدم الاستقرار العاطفي على الدوام .
أسباب الإصابة بـ دوروية المزاج
اضطراب المزاج الدوري هو حالة مرضية نادرة التكرار، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى سبب رئيسي لحدوث هذا الاضطراب، ولكن الأبحاث والدراسات العلمية تشير إلى أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب هي:
إذا كان أي فرد من العائلة مصابا بالاضطراب المزاجي الدوري أو أي اضطراب آخر مثل الاضطراب الثنائي القطب أو الاكتئاب الشديد جدا، فقد يتأثر التركيب الجيني وتورث هذه الأمراض
-الكتمان الدائم للمشاعر وعدم الإفصاح عن مشاعر الحزن والفرح إما خوفًا من العقاب أو رغبة في عدم إخبار الاخرين في يجول في خاطره من مشاعر سواء سعادة أو حزن ؛ وهذا ما يجعله فيما بعد غير قادرًا على التعبير عن مشاعره بشكل معتدل ومن ثم إعطاء الأحداث رد فعل مبالغ به ، لأن الكتمان الدائم للمشاعر قد يُولد الانفجار النفسي ومن ثم الإصابة بدوروية المزاج .
عدم تلقي العلاج النفسي والأدوية المناسبة للمريض الذي يعاني من الاكتئاب قد يؤدي إلى إصابته بهذا الاضطراب، ولكن يجب أن نذكر أن هذا الاضطراب المزاجي الذي يمكن أن يصف بأنه هوس خفيف ليس بالضرورة أن يحدث لجميع مرضى الاكتئاب
يُعد التعرض للاضطهاد النفسي أو الجسدي في مرحلة الطفولة أو المراهقة، سواء على يد الأهل أو الغرباء، من الأسباب المزعومة لحدوث حالة دورية المزاج، والتي قد تتطور لاحقًا إلى اضطراب ثنائي القطب .
يمكن أن تؤثر التجارب الصعبة والمؤلمة والصدمات القوية، مثل فقدان الأهل أو الأصدقاء، أو مشاهدة حوادث مفجعة، على الصحة النفسية للإنسان، ويمكن أن يصاب بالاكتئاب أو باضطراب المزاج الدوري .
قد يعاني بعض الجنود الذين يشاركون في حروب عنيفة ويتعرضون لأحداث مفجعة تؤدي إلى فقدان أقرانهم من اضطرابات المزاج إذا لم يتلقوا الدعم المعنوي والنفسي فورًا .
علاج اضطراب المزاج الدوري
هناك العديد من الخطط العلاجية والنفسية التي يمكن الاعتماد عليها للتغلب على حالة اضطراب المزاج الدوري، وذلك لمنع تطور الحالة المرضية إلى اضطراب ثنائي القطب وحالات هوس شديدة. تشمل هذه الخطط العلاجية ما يلي:
العقاقير الطبية العلاجية
لا توجد حتى الآن عقاقير علاجية محددة يمكن الاعتماد عليها لعلاج اضطراب المزاج الثنائي، ويمكن الاعتماد على استخدام الأدوية المضادة للذهان والأدوية المضادة للتشنجات والاختلاج مثل أدوية الليثيوم، وبشكل خاص، لا تظهر مضادات الاكتئاب نتائج جيدة مع مرضى اضطراب المزاج الثنائي
العلاج الطبي النفسي والسلوكي
يتم الاعتماد على أكثر من مسار علاجي نفسي لمنع تطور حالة اضطراب المزاج الدوري، مثل:
العلاج السلوكي المعرفي : يتم عن طريق هذا العلاج تغيير المفاهيم والمعتقدات الجذرية التي تترسخ في ذهن المريض، ومساعدته على التعامل بشكل متزن مع أي موقف يواجهه، والتخلص من ردود الفعل المبالغ فيها، ومحاولة طرد الأفكار السلبية ونقص تقدير الذات، واستبدالها بأفكار ومعاني إيجابية بأكبر قدر ممكن من الاستقرار النفسي
العلاج الاجتماعي والشخصي : يتم التركيز في العلاج الشخصي والاجتماعي على إعادة تأهيل الإنسان للاندماج في المجتمع، والتخلص من الرغبة الدائمة في الانعزال والبكاء، وضبط تقلبات المزاج والتحكم في العواطف، وتحسين الاستقرار النفسي والعاطفي الذي يعاني منه الفرد .
العلاج النفسي الجدلي : بالإضافة إلى ذلك، يُعد العلاج الجدلي، الذي يساعد المريض على تشغيل عقله باستمرار وزيادة وعيه وقدرته على تنظيم يومه وحياته وردود فعله وأولوياته، من بين أهم أنواع العلاج النفسي التي تساعد المريض على التغلب بسرعة على حالات الاضطرابات المزاجية .
يعتبر قدرة الطبيب أو المعالج النفسي على التنبؤ المبكر بإصابة الشخص بدوران المزاج من بين أهم الأسباب التي تساعد على عدم تطور الحالة المرضية إلى اضطرابات نفسية أخطر، وتساعد على إعادة الشخص إلى حياته الطبيعية الخالية من أي اضطراب مزاجي أو نفسي في فترة زمنية قصيرة بأسهل الطرق، وهو أفضل بكثير من اكتشاف الحالة في وقت متأخر