ماذا يعني الانتماء للاسلام ؟
الانتماء الى الدين الإسلامي
الدين الإسلامي هو دين عظيم، ويشعر كل مسلم بالفخر لانتمائه إليه. الدين الإسلامي هو خاتم الأديان السماوية، وهو الدين الذي أنزله النبي محمد صلى الله عليه وسلم من رب العالمين إلى كل البشرية دون استثناء. والدين الإسلامي هو الذي يجلب السعادة للبشرية في الدنيا والآخرة. وتضم مراتب الدين الإسلامي مرتبة الإسلام ومرتبة الإيمان ومرتبة الإحسان، وأعظم مراتب الدين هي مرتبة الإحسان، وتضم أركان الإسلام الخمسة .
الدين الإسلامي يتفق كثيرًا مع العقل والمنطق، وقد ذكر الأعرابي البسيط أنه لم ير أي شيء حرمه الإسلام بناءً على العقل والمنطق. فالإسلام هو شريعة ودستور رباني ومنهج قبله الله لجميع البشر. ولذلك، لم يحرم الإسلام أي شيء يتعارض مع العقل والمنطق.
مفهوم الانتماء للإسلام
أعظم نعمة هي الانتماء إلى الإسلام، عندما تأتي النقم وتزداد المصائب، الانتماء إلى الإسلام يظل قويا وثابتا دون أي اضطراب، كما يدل على ذلك قوله تعالى: `هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) [الحج: 78]. صدق الله العظيم .
وبنفس الطريقة، الانتماء إلى الإسلام يعني الالتزام بطاعة الله تعالى والولاء له وللرسول صلى الله عليه وسلم. يجب على المسلم أن يظهر انتماءه للإسلام في أي مكان يكون فيه، فالانتماء لا يتأثر بالمكان أو الزمان. بل يجب على المسلم أن يبين انتماءه لدينه الإسلامي في جميع الأوقات والظروف، ويجب أن يدافع عن دينه في حالات الصعاب والمحن. جاء الإسلام للبشرية ليهديها إلى الطريق الصحيح ويوجه المسلم عندما يضل الطريق. الإسلام هو التعبير الصحيح عن الحياة الدنيا بأكملها وعن عظمة الله سبحانه وتعالى .
واجب كل مسلم تجاه الإسلام
يجب على كل مسلم أن يكون متحمسا ومخلصا للإسلام، ولا يكفي أن يقول الإنسان `أنا مسلم` فقط، بل يجب أن يكون لديه انتماء حقيقي في سلوكه واعتقاداته ومنهجه في جميع جوانب الحياة. قال الله تعالى عندما وصف الأعراب الذين ادعوا الإيمان: `قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم`.
كيف يكون المسلم منتمي الى دينه
يجب على المسلم أن يرفض كل المحرمات؛ والمعتقدات التي تتعارض مع الدين الإسلامي، ويجب أن يفخر بالتقاليد والأعراف والقيم الإسلامية ويتمسك بها بشدة، إنها أفضل الأشياء التي يعبر بها المسلم عن انتمائه لدينه الإسلامي .
ينبغي على المسلم أن يحب ويؤمن بالدين الإسلامي بكل قلبه، فإذا كان الحب حقيقيا وصادرا من القلب، سيحث الإنسان على الانتماء إلى الإسلام، وإلا سيكون الانتماء مزيفا، وكذلك إذا كان الحب حقيقيا فإنه يحث المسلم على أداء واجباته تجاه دينه بكل طاعة وحب .
وبالدليل على قوله تعالى: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”، إذا كان هذا الحب لله غير حقيقي وزائف ولا يطيع أمر الله ورسوله، فإن انتماؤه غير مقبول .
يجب أن يكون المسلم متدينا في عبادته من خلال الحفاظ على العبادة والطاعة لله تعالى، والدليل على ذلك هو قوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} [الأنعام: 162] .
على المسلم ان يكون مسلم بأخلاقه ؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم بين ان الهدف الرئيسي لرسالة الإسلام هو الخلق الرفيع ، و قال الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث نبوي (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . رواه البيهقي
، من أهم مكارم الأخلاق التي يجب على المسلم تجسيدها: غض البصر، والحياء، والحلم والصبر، والصدق، والتواضع، والجود والكرم، وتجنب الظن السيء والغيبة وتتبع عورات المسلمين، والتورع عن الشبهات .
على المسلم أن يسخر كل جهوده في سبيل الدين الإسلامي، وأن لا يفوت أي فرصة، ولو كانت بسيطة، لكي يخدم الدين الإسلامي، وفي كل المواقف التي تخص الدين الإسلامي، وإذا حصل وتعرض الدين الإسلامي إلى أي إهانة، يجب أن يدافع عنه حتى لو تطلب الأمر روحه .
الدين الإسلامي هو الدين الحق، وغيره يعتبر باطلا. يجب على كل مسلم أن يؤمن بذلك، لأن الله تعالى يعتبر الإسلام الدين الحق والمهيمن على الأديان الأخرى. لذلك، يجب على المسلمين أن يؤمنوا بهذه الحقيقة ويتعاملوا معها في حياتهم اليومية، وينصروا ويدافعوا عن الدين الإسلامي .
يجب على المسلم تنفيذ تعاليم وواجبات الإسلام في منزله ومع أسرته، لأن الانتماء للإسلام يعني أن يكون الشخص المسلم رسالة حية في الحياة. لذلك، ينبغي على كل مسلم أن يهتم بمن حوله، سواء كانوا والديه، أو زوجته، أو أطفاله، أو إخوته، أو أصدقائه، وأن يجعلهم من أولوياته. والدليل على ذلك هو قول الله تعالى: `الأهل، الزوجة، الأولاد، ثم الأقرب فالأقرب`، ومستنيرا بهذا القول الكريم: `يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون` من سورة التحريم .
يجب على المسلم أن يؤمن بمستقبل الإسلام، أي يجب أن يؤمن بأن الله تعالى أرسل هذا الدين في الدنيا والآخرة ليسعد الناس .
يجب على المسلم أن يكون على دراية بأدوات وطرق العمل الإسلامي، ليكون انتماؤه للحركة انتماء واعيا جدا، وليس عشوائيا. إذا قام المسلم بتنفيذ أدوات وطرق العمل الإسلامي بشكل عشوائي، فإنه لن يطبق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن بعض الأشخاص لا ينتمون لدينهم، بل ينتمون لأجنداتهم الخاصة، أو ينتمون لسياسياتهم، أو ينتمون لأفكارهم الشخصية. إذا عمل المسلم على أساس التغيير الشامل وجعل الإسلام جزءا كاملا من حياته وحمل رسالة الإسلام بشكل شامل، فإنه يكون متحمسا حقا للانتماء للإسلام .