اعظم مراتب الدين واقلها
اعظم مراتب الدين هي مرتبة
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز : قالت الأعراب `آمنا`، فقل لهم: لم تؤمنوا، ولكن قولوا `أسلمنا` حتى يدخل الإيمان في قلوبكم، وإذا أطعتم الله ورسوله لن يحرم عليكم أي من أعمالكم، إن الله غفور رحيم. وهذا يوضح أن المراتب في الدين الإسلامي مختلفة وليست متساوية، فالإيمان هو المرتبة الأعلى، ثم الإسلام، ثم الإحسان، ومن الضروري معرفة أيهما هو الأعلى والأدنى
وهناك العديد من التناقضات والاختلافات حول اعظم مرتبة من مراتب الدين الاسلامي ، فهناك من يقرر ان اعظم مرتبة هي الاسلام ، وذلك استنادا على العديد من الايات القرانية ، فمثلا في الاية السابقة يتضح لنا ان الايمان هو اعلى مرتبة من الاسلام ، حيث فالايمان اقوى حيث يتعلق بالقلب الذي لا يستطيع الانسان ان يتحكم به.
تتجه بعض الآراء إلى الآيات القرآنية التي تشير إلى أن الإسلام هو الدين الأعلى من بين جميع الأديان، ومن بين تلك الآيات قول الله تعالى
من يدعو إلى الله بالحسنى ويعمل الصالحات ويقول إنه من المسلمين، فهو الأفضل في الكلام
أنا أمرت بأن أعبد رب هذه البلدة التي حرمت، والذي يملك كل شيء، وأن أكون من المسلمين
” رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ “
في الآية السابقة، يطلب إبراهيم عليه السلام من ربه أن يكون هو وأهله ومن تبعه من المسلمين، فإذا كان الإسلام أقل منزلة، فكيف يتمناها نبي الله؟ المفترض أن يتمنى أن يكون في أعلى مراتب الدين
الا انه في الاية الكريمة التي تقول : ومن بين الأعراب حولكم هناك منافقون، ومن أهل المدينة هناك أيضا من يتظاهر بالنفاق، لا تعلمون حقيقتهم، ولكن نحن نعلمها، وسنعاقبهم مرتين ثم يعودون إلى عذاب عظيم، وهناك آيات أخرى في القرآن تتحدث عن ذلك. يلاحظ أن الإنسان قد يظهر كمسلم ولكنه ليس مؤمنا حقيقيا، فالإيمان ينبع من القلب وليس من اللسان أو الأعمال الظاهرة، وبالتالي، نستنتج أن الإيمان أعلى من الإسلام.
هناك بعض الناس الذين يرون أن الإحسان هو أعلى مفهوم في الدين الإسلامي، إذ تقول الآية الكريمة: `وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون`. وهنا يتم تصوير الإسلام، الذي يشير إلى الأعمال الظاهرة، وكذلك الإيمان، الذي يشير إلى الأعمال الباطنة، بأن الإحسان هو أعلى مرتبة بالامتناع عن المحرمات وممارسة الأعمال الصالحة وكأن العبد يرى ربه ويخشاه.
ودليل اخر على ان الاحسان هو اعلى مرتبة واعظمها ، قول الله تعالى : ” وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ” ، وهنا بيان واضح ان المحسنين هم الذين يتمسكون بأقوى اشكال الايمان ، واعلى درجاته.
اقل مراتب الدين هي
هناك العديد من الآراء التي تشير إلى أن الإسلام هو أدنى مراتب الديانات، حيث يشمل الإسلام الإيمان والإحسان، ولا يوجد مؤمنا ليس مسلما ولا يوجد محسنا ليس مسلما، ويتأسس دخول الإنسان للدين الإسلامي على قبول كل ما أنزل الله من الشروط الخمسة لأركان الإسلام.
وبالتالي، يكون الإسلام على المرتبة الأدنى، ويصعد المسلم بعدها إلى مرتبة الإيمان ومن ثم إلى الإحسان والتمسك بالعروة الوثقى.
هل كل مؤمن مسلم
وفقًا لكتاب الله تعالى وتوضيحات السنة النبوية الشريفة، فإن كل مؤمن يكون مسلمًا، حيث يشمل الإسلام الإيمان والطاعة الكاملة لله، ويتجلى ذلك في أداء العبد لما أمر به الله من الطاعات وتجنب ما حرم الله عليه.
والايمان كما تحدثنا مسبقا ، هو المنزلة الثانية ، والرتبة الثانية من رتب الدين ، فليس كل مسلم يكون مؤمن ، حيث إن المؤمن اكمل من المسلم العام ، فالمؤمن تخطى التصديق بالله إلى الإيمان به بقلبه وجوارحه ، كما ان المسلم ان نقصه شيء ، او كان يعمل معصية يسمى مسلم ، او مؤمن عاص ، او مؤمن ناقص الايمان.
لا يجوز للمسلم إطلاق قول `المؤمن عليه`، لأن الإيمان المطلق والمؤمن المطلق هما المستقيمان على دين الله عز وجل، أما المسلم فقد يقع في المعصية لكنه لا يستحلها، على عكس الذي يكذب أو يسرق أو يزني وهو موحد بالله تعالى.
هل ثواب المسلم نفس ثواب المؤمن والمحسن
تختلف مراتب الدين في الإسلام بين الإسلام والإيمان والإحسان، وبالتالي تختلف أيضًا ثواب كل منها، ويعد الله تعالى بالجنة للمسلمين ويخص بالذكر المؤمنين بها، وتحتل المسنين مرتبة عالية.
انا عن بشارة المسلم والمؤمن بدخول الجنة ، فقد انزل الله تعالى الآيات القرآنية التي تجيب عن هذا السؤال ، حيث يقول الله تعالى : ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ “.
وفي هذه الآية بيان من الله تعالى ان المؤمنين وهم الذين صدقوا بالله تعالى ، ثم ساروا على الطريق المستقيم ، اي أنهم اسلموا ومن ثم آمنوا بالله بجوارحهم ، فهؤلاء هم الذين تبشرهم الملائكة بالجنة ، وقد ذكر في العديد من التفسيرات ان المسلم يدخل النار عند الحساب إلى إن يُنقى من الذنوب ، والمعاصي التي وقع فيها في الدنيا ، ومن ثم يدخل الجنة.
كما قال تعالى : ” فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ* فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ* وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ* فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ* وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ* فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ* وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ “.
وهنا يقصد بالمقربين ، المسلمين الذين اطلعوا الله وتقربوا منه سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة والطيبة ، فسوف ينعم الله تعالى عليهم بالاطمئنان ودخول الجنة ، أما المؤمنين فهم في منزلة عالية من الجنة ، وهم أصحاب اليمين ، بينما المعذبين الذين كذبوا بما أنزله الله تعالى من كتابه العزيز ، ورسله وأحكامه ، وأمره ، فسوف يكون مصيرهم النار والعياذ بالله.
من حب الله لعباده، جعل أي ألم يشعر به المؤمن في الدنيا يخفف عنه خطاياه، كما ذكر في الحديث الصحيح عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: `ما أصاب المؤمن من هم ولا غم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه`.
إن كل ضرر يصيب المؤمن هو تكفير من الله عز وجل عن خطاياه، ونحن بحاجة إلى التكفير عن العديد من الخطايا، والأيام التي نقع فيها بالخطأ