ادب

ماذا يسمى الشاعر الذي عاش في عصرين

الشاعر الذي عاش في عصرين

الشعر هو فن من فنون الأدب المتنوعة بين الرواية والقصص والنثر والشعر، وتميزت اللغة العربية بسخاء وجزالة مفرداتها، مما ساهم في الثراء الفكري والأدبي العربي، وزاد ذلك شرفا وفخرا وعزة. نزول القرآن الكريم باللغة العربية أعطى اللغة مكانة أخرى وأثرى الشعراء ومفرداتهم. لقد عرف العرب واشتهروا بالشعر، وكان للشعر أسواقه ومسابقاته. فهو أهم فنون الأدب عند العرب.

في الماضي، كان يطلق على الشاعر الذي عاش في الجاهلية ثم في الإسلام وجمع بين عصرين مختلفين اسم مخضرم أو شاعر مخضرم، ولكن فيما بعد، تغيرت معاني المصطلح وأصبح يطلق على أي شاعر عاش في زمانين مختلفين بغض النظر عن ما إذا كان أحدهما في العصر الجاهلي أم لا، ويتميز شعراء المخضرمين ببراعة الوصف وقوة التعبير، وكان هناك عدة عوامل ركود الشعر

أشهر الشعراء المخضرمين

كعب بن زهير

تم ولادة كعب بن زهير في السنة الحادية والعشرين من الهجرة. اسمه هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني. ولد من أب شاعر موهوب في الشعر وتربى على هذه الموهبة. لديه أخ يدعى بجيرا، أسلم وهاجر إلى المدينة، مما أثار غضب أخيه كعب. فقال قصيدة تدعو أخيه لترك الإسلام وتلومه على الهجرة. عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، أهدر دمه. وبعد انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وفتح مكة، خاف بجير على أخيه وأرسل له تحذيرا. فلجأ كعب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، يبتغي الحماية منه. وكان من عادة العرب أن يحموا من يطلب الحماية عندهم. أخذه أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه واعتذر عن قصيدته السابقة. وقدم اعتذاره بقصيدة جديدة وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الرسول هو سيف مضيء من سيوف الله المعطاة، مسلول. فكساه النبي ببردة أو عباءة كانت على كتفه. ولذا سميت هذه القصيدة بالبردة وهي جزء من أبيات القصيدة

بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ

وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ

هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً * لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ

تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ

شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ * صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وَهْوَ مَشْمولُ

تُنْفِي الرياحُ القَذَى عنهُ وتزيدُهُ من صوبِ ساريةٍ بيضٍ يعاليلُ

كن كريمًا بالخلق الذي أحسنت به، ولو وعدتهم أو لو كان النصيحة مقبولة

إنها خُلّة قد سيطت من دمها، فجعٌ وولعٌ واختلافٌ وتبديلٌ

فما تَدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بِها * كَما تَلَوَّنُ في أثْوابِها الغُولُ

لا تتمسك بالعهد الذي زعمته، إلا كما يتمسك الماء بالغرابيل

لا يخدعنك ما وعدت به وما أمنت به، فالأماني والأحلام تضليل

كانت مواعيد عُرقوب مجرد أوهام ولا وجود لها في الواقع

– أتمنى وأتمنى أن تقترب مودتها، وأن يكون لدينا تقديرك واحترامك

أمْسَتْ سُعادُ بِأرْضٍ لايُبَلِّغُها * إلاَّ العِتاقُ النَّجيباتُ المَراسِيلُ

ولَنْ يُبَلِّغَها إلاّغُذافِرَةٌ    * لها عَلَى الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغيلُ

مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ * عُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ

تَرْمِي الغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ، عندما تشتد الحزم والأوجاع

ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْم مُقَيَّدُها * في خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ

مذكرة غلباء ووجناء علكوم، بسعة قدامها ميل، في دفها

وجِلْدُها مِنْ أُطومٍ لا يُؤَيِّسُهُ * طَلْحٌ بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ مَهْزولُ

أبوها وعمها من مهجنة وخالها هو قَوْداءُ شْمِليلُ

حسان بن ثابت

هو هو أبو الوليد حسان بن ثابت ، ولد قبل مولد الرسول، صلى الله عليه وسلم، بحوالي ثماني سنوات. قضى ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام. وقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “اهج قريشا، فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل”، فأرسلوا إليه ابن رواحة فقال: “اهجهم”، فهجاهم ولكنهم لم يرضوا، فأرسلوا إلى كعب بن مالك، ثم أرسلوا إلى حسان بن ثابت. فعندما دخل عليه، قال حسان: قد حان الوقت أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحق! لأفرينهم بلساني فأقصمهم. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريشا بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا، حتى يلخص لك نسبي”، فتوجه حسان إليه، ثم عاد وقال: يا رسول الله! قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق!! لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: “إن روح القدس ما زال يؤيدك ما دافعت عن الله ورسوله”، وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “هجاهم حسان، فشفي واشتفى”، ومن أقوال حسان بن ثابت

هجوت محمدا فأجبت عنه *** وعند الله في ذلك الجزاء

شتمت محمدا بلا تقوى *** رسول الله شيمته الوفاء

إذا كان أبي ووالده وعرضي*** يعرضون محمد عليكم وقا

ثكلت بنيتي إن لم تروها تثير النزاع من حجرتي كدا

تتجاوز العناء المصاعد *** على كاهلها تحمل الأمل الثقيل

تظل جيادنا متمطرة *** يلطمن بالخمر النساء

إذا تخليتم عنا، فقد أعتمرنا *** وحدث النصر وكشف الستار

وإلا فاصبروا على ضربة يوم *** يعز الله فيه من يشاء

وقال الله: قد أرسلت عبدًا  *** يقول الحق ليس به خفاء

وقال الله: قد يسرت جندًا  *** هم الأنصار عرضتها اللقاء

لدينا في كل يوم منازعات أو قتال أو انتقادات

لبيد بن ربيعة 

أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن ملك العامري هو أحد الشعراء الأشراف الذين عاشوا في فترة الجاهلية وأسلموا لاحقا. كان من الصحابة وأحد الذين كتبت قلوبهم. سكن الكوفة وكان من أصحاب المعلقات. قدم وصفا لحياة البدو من شعره. في ذلك الوقت، كان الشعر الجاهلي هو الشعر السائد في ثقافة العرب، وكان يعتبر أرشيفا يسجل الحياة في تلك الفترة. بعد انتشار الإسلام، أصبح من الصعب على العرب تعلم صنعة الشعر التي توازي بلاغة القرآن، وبالتالي تراجعت مكانة الشعراء وانخفضت إبداعيتهم. ومن بين هؤلاء الشعراء، لبيد بن ربيعة كتب بعض الأبيات بعد إسلامه تتحدث عن ما كان عليه قبل الإسلام وأشعاره

تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ ولكننا نحن لا نتبدل، وتبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ

كنت في منطقة نائية وصعبة، وانفصل جاري المفيد عني وانتقل إلى أربد

فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا * وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ

لا يأتيني طريف بفرحة ولا يحدث الدهر شيئًا يجعلني جازعًا

الناس مثل الديار وأهلها، يَحُلُّونَ فيها يَوْمًا فَرِحينَ وَيَصْبَحُونَ فيها مُحْزِنينَ

فالإنسان مثل الشهاب وضوئه، يتحول إلى رماد بعد أن يكون ساطعًا

يتألف البر من مظاهر التقوى، ويتألف المال من الودائع التي تدوم طويلاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى